محمد حسن المجمر : نفير دولي لإماطة أذي جيش الرب اليوغندي
وقال الأمين العام بان كي مون، في تقرير إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عن أنشطة جيش الرب للمقاومة، قال إن حكومة السودان أشارت إلى أنه لا توجد عناصر لهذه الجماعة في جيب كافي كينجي المتنازع عليه.
ويقوم فريق عمل إقليمي تابع للاتحاد الأفريقي ومؤلف من 500 فرد يسانده 100 من القوات الخاصة الأمريكية، بجهود للإمساك بكوني وقادة جماعته المتهمين بخطف آلاف الأطفال لاستخدامهم كمقاتلين في جيش المتمردين.
يستشعر المرء أن هذه ((المطاردة الماراثونية)) ما بين الحكومة اليوغندية وزعيم جيش الرب جوزيف كوني قد ((باتت دولية)) وبلغت طور الأزمة التي تتطلب قيام ((نفير)) خاص بها في هذه المنطقة التي ((تتفرد)) كل دولة منها ((بمصائبها الخاصة)).
ولن يكون هذا الموضوع الذي طغي.
في أجندة بان كي مون، على مسألة إعادة الأمن والسلام إلى دولة جنوب السودان، هو موضوع الشد والجذب بين الحكومة السودانية وأطراف هذا النفير، لأن جيش الرب لا يعمل ضمن ((قواتها الوطنية)).
زيادة على أن ((المبررات الأمنية)) والتي تم تصويرها في هذا السياق ((ألأممي)) إستناداً على ((خطورة كوني)) على الأمن اليوغني، ليس هو السبب السياسي أو الإستراتيجي ((القبلي)) في الحرب التي تدور رحاها داخل الدولة الوليدة في جوبا.
كما أن الحكومة السودانية وعلى لسان مساعد الرئيس إبراهيم غندور ((الثلاثاء)) أكدت أنها ((أجلت بحث قضاياها العالقة مع دولة جنوب السودان)) حتى انفراج أزمتها الأمنية الراهنة، ولا حاجة لها في التعامل مع كوني)) أو غيره هنا.
وان خطورة جوزيف كوني ((حامل أسرار قبيلة الأشولي وطقوسها)) لاتخفى على الحكومة الوطنية في أياً من هذه البلدان المعنية بالبحث عن موقفه وتصفية جيشه، إلا أن هذا الأمر غطي على حقائق مهمة في الحرب الجنوبية. الجنوبية.
فقد كان ((القرار اليوغندي)) منذ مطلع التسعينيات هو تصفية جيش الرب بالقوة، وكانت نتيجة ((المفاوضات)) التي استمرت ما بين ((2005، 2008م)) الفشل الذريع لعدم وجود ((أرضية مشتركة بين الحكومة اليوغندية)) وجوزيف كوني.
وهذه الأرضية المعنية في ((المفاوضات بين كوني ويوغندا الرسمية)) هي الثقة المتبادلة التي يفتقر إليها الجميع هناك ما جعل من خيار التصفية هو ((القرار النهائي)) وتصبح مشكلة كوني ذات الطابع الديني ((مركبة)) ومترهلة الجوانب.
حتى لا تتوه الخيوط الأساسية ((لدراما جيش الرب القبلي)) بين منعرجات الحوار الجنوبي.
الذي يقف عند عقبات كؤود في ((أزمة الثقة)) المتبادلة نفسها، فإن طرد نزاع هذه الحرب نحو الحدود السودانية سيكون ((متغيراً جديداً)).
لأن اللافت للنظر في هذه الجزئية، أن هذا النفير الجماعي في رحلة ((البحث عن كوني)) لا يشمل السودان، ما يجعل من التفكير السياسي الحر والمنفح ينحي منحي آخر بوجود ((تهمة تواطؤ)) بينهم ضمنية من يوغندا للسودان.
مثلما يقر المراقب بخطورة ما يقوم به كوني على حدود هذه الدول، يكون على اليوغنديين الإقرار.
وبشفافية تامة بخطورة ما تقوم به حركات التمرد السودانية التي ((تتسلح وتتمول)) في المأوى اليوغندى الآمن حتى تستقيم الرؤية.
كذلك تكون المبررات التي يدفع بها الطرف اليوغندي في ((القمم الأفريقية)) التي خصصت لمناقشة تحجيم آثر ((الحركات السالبة)) في منطقة البحيرات والتي ((نجملها)) في الصعوبات اللوجستية والمشكلات الحدودية وغيرها ((ضعيفة)).
وما يضعف هذه المبررات، هو أن الحدود السودانية مع دولة الجنوب هي بالفعل ((مخترقة)) من قبل ((الفرقتين التاسعة والعاشرة)) اللتين تتبعان لدولة جنوب السودان ((ولم يتم حسمها كملف عالق))، بأي مبرر تنتهك يوغنداء هذه الحدود؟!.
صحيفة الصحافة