[JUSTIFY]
ظاهرة الودع من الظواهر التي سيطرت على المجتمع ويعتقد فيها الكثير من الناس ويعولون عليها في معرفة مصائرهم وما تخبئه لهم الأيام وقد اشتهرت نساء عدة بممارسة الودع ولديهن زبائن كثر من النساء والرجال، وهذه الممارسة لم تقتصر على النساء فقد بل حتى الرجال بات بعضهم يمارسها بإيهام الناس بأن لديهم القدرة على قراءة الطالع ومعرفة المستقبل المجهول. الصيحة فتحت هذا الملف وتناولته من عدة زوايا.
كشف المستور
من جانبها لاحظت الطالبة سماهر التي تدرس في إحدى الكليات المرموقة تغيرًا في المعاملة من قبل خطيبها دون أسباب واضحة وأصبح كثير الاعتذار والمماطلة في عمل خطوات إيجابية لإتمام الزواج مما جعلها تلجأ الى ستات الودع بعد أن دفعت بياضاً معتبراً وقد فاجأتها ست الودع بأن خطيبها له علاقة عاطفية مع اخرى قامت بوصفها لها وصفاً تاماً وأنه يلتقي بها في مكان معين له، إشارت إلى أنه المحل الظليل الجنب البحر والذي أولته الطالبة بكافتريا معينة كان يداوم بالجلوس بها مما دفعها للذهاب خلسة هناك وقد أصيبت بالصدمة عندما رأت فتاة بنفس الأوصاف وهي تجالس خطيبها فلم تتحمل الصدمة فخرت مغشياً عليها ومنذ ذلك الوقت تقول سماهر لا تتخذ أي خطوة الا بالرجوع الى ست الودع.
قدرة على الاستكشاف
ولإلقاء الضوء أكثر حول هذا الموضوع تمكنت الصيحة بعد محاولات عديدة من الحصول على إفادات من حاجة نفيسة صاحبة الباع في هذا المجال التي امتنعت عن إبداء التصريحات بسسب عزوفها عن الأضواء وحتى لا تغضب الخدام ـ على حد قولها، قبل أن تتصل بالصيحة وتعلمنا بحصولها على إذن خاص بالإدلاء بتصريحات محدودة وقد عبرت أن الودع علم وفن ولديه مقدرات فائقة على تحديد المآلات واستكشاف الصعوبات وأيضاً اختيار أنجع الطرق للوصول الى الغايات كما كشفت الحاجة نفيسة أن أشهر زبائنها تنفيذيون ودستوريون ووزراء من الوزن الثقيل وضباط برتب رفيعة إضافة الى مجموعة من الأطباء والمهندسين وأبانت ان أكثر المواسم إقبالاً عليها أيام كشف التنقلات والتعديلات الوزارية والاعفاءات وقد اعتذرت في المواصلة في الحديث بسبب ورود إشارات خاصة بها قبل أن تغلق الخط.
اضطرابات نفسية
من جانب آخر اعتبر د. علي بلدو استشاري الأمراض النفسية والعصبية أن هذه الممارسات ما هي إلا خزعبلات تندرج في إطار الدجل والشعوذة وتمتد دائماً الى الشخصيات المضطربة وغير السوية والموسوسة والهستيرية والأشخاص الذين يعانون من عدم الكفاءة النفسية وفقدان الثقة في النفس وعدم القدرة على مجابهة الحياة بكافة أطوارها.
ويرى بلدو أن كل المشتغلين في هذه المهنة بحاجة الى معالجة نفسية وإعادة تأهيل نفسي ودعم اجتماعي لتتعافى مما أسماه مرض الودع.
لا بد من التحلل
ولإكمال جوانب الموضوع قال الشيخ بشرى الذي ينتمي الى التيارات السلفية إن الودع وما يندرج في إطاره يعتبر رجماً بالغيب حيث لا يعلم الغيب إلا الله فكل المشتغلين في هذه التجارة يعتبرون من الآثمة قلوبهم الذين وضعوا في ضرب من ضروب الكفر إعمالاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم فمن تعلق بتميمة لا أتم الله له ومن أتى كاهنًا أوعرافاً فقد كفر بما انزل على محمد.
ونصح الشيخ بشرى ستات الودع بضرورة التوبة والأوبة الى الله والتحلل من أموال الودع باعتبارها من أموال السحت وأكل أموال الناس بالباطل وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به.صحيفة الصيحة
الخرطوم ـ معاوية السقا
ع.ش
[/JUSTIFY]