أها.. يا النواب!
[JUSTIFY]
يشك الشعب الآن في أن نواب البرلمان يحسون بما يعانيه الشعب من معاناة اقتصادية كالحة، طالت الظاهر والباطن من حياته، وأكثرت من تعدادات الانفلاتات للنسيج الاجتماعي، وأصابت المجتمع في مقتل، وتركت الكل مذهولاً «هل هذا هو المجتمع السوداني الأصيل؟» بل وصل الحال إلى أن أكثر الذين يحادثون أنفسهم في الطرقات والشوارع فمنهم من يتجه شرقاً باتجاه الغرب، أو يدوس بنزين نفسياته ليحرق الواقع بقطع الشعرة ما بين الواقع والخيال.. والأغرب والأده أن تحمل الأخبارهذه الدعوة من السادة النواب الذين تشغلهم مخصصاتهم أكثر مما يشغلهم الهم العام.. إذن هؤلاء يدعون الحكمة للاسراع في رفع الدعم التدريجي عن السكر والمحروقات، بدعوة مكافحة الإرهاب، واستقرار سعر الصرف، وتحسين معدلات التضخم، ومحاصرة غلاء المعيشة.. ولو دروا وحسوا لعرفوا العجب عن الكيفية التي يدير بها الشعب يومياته، فقد وصل الحال بالكثيرين للخروج- الهجرة- بنفسه من وعثاء الغلاء وقلة الحيلة وقهر الرجال وغلبة الدين، لا يهمهم اي طريقة ينفكون بها من طوق الوطن الذي أصبح لهم طارداً ونابذاً.. ليتوفوا في دروب التهريب.. متى كان السودانيون يتخذون هذه الطرق.. فقد ضيق على الكثيرين الضغط الاقتصادي حتى باتت هجرة الأرض والأهل والعرض أفضل الحلول، وبعد كل ذلك يتشدق هؤلاء مطالبين الحكومة بسحق المطحونين وزيادة أوجاعهم وآلامهم.. متى يحس هؤلاء النواب الذين بينهم وبين معاناة الشعب البحور والوديان والفيافي.. عفواً إن ظن الغلابة أن «أهل القبة» بهم ما بهم من نفس الشعب ورهقه ومعاناته.. ليس عليهم أن يعولوا عليهم كثيراً في حلحلة ضوائقهم المادية وتوابعها من آثار على المشهد الإنساني السوداني اليومي لهم.. بالله عليكم أيها النواب لا تخدعوهم فإن كنتم لا تحملون حلاً لمشاكلهم فالزموا الصمت ولا تدعوا «علي محمود» لحمل عصا رفع الدعم التي يقلد بها كحل سهل لموازناته «المقدودة».. ففي ثنايا هؤلاء من تستعصي عليه لقمة العيش وجرعة العلاج وثوب السترة.. إذن فلتعمل الحكومة على إيجاد حلول أخرى أكثر ابتكاراً وإبداعاً لا تأخذ كل حمولتها وتردمها على كاهل هؤلاء الغلابة، ويكفيهم أنهم يسددون رسوماً أينما حلوا.. نعم الكل يعلم بالتحديات والضائقة المالية لكنهم في ذات الوقت يحسون بأنهم الأكثر ضغطاً وانفلاتاً من فرط حمل الهم.. رغم العلم بأن البلاد في حالة صرف زائد على الأجهزة الدفاعية والأمنية وغيرها من بنود لكن ذلك، لا يعني أن يزداد الغلابة غلباً، وتختفي الوسطية في المجتمع، فتصبح طبقات المجتمع دون تدرج سلس، فيكون المنعمون كأنهم آتون من عالم آخر، بينما الآخرون تحت وطأة العنت وشظف العيش.. أيها النواب ارعوا بقيد مطالب الشعب، لأنه الأمانة التي يجب أن تحرصوا على أدائها، ودعوا عنكم رضاء «التانين» ولتبحث الأجهزة المعنية عن الحلول الأخرى التي تحتاج لذهن العقلاء الشطار.
آخر الكلام:اقعدوا صاح، واحسبوها صاح، وشوفوا الموارد دي قاعد تمشي وين؟ والبلد دي علاتها شنو؟ اختاروا الدواء الصحيح للتشافي الأمثل وسيبوا الحلول البليدة فقد أكثرتم من رهق عصب الشعب.. «يا ويل من ظلم هذا البلد يا ناس».. أها يا النواب خلوا تخانة الجلد دي..
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]
طالب البرلمان بفرض دمغة اتحادية أو رسم ضريبي شبيه بـ «دمغة الجريح» لمشروعي الرعاية الصحية الأولية والتأمين الصحي!!!!!!!!!!!!!!
ما عرفنا هم مع الشعب و لا ضد الشعب؟