تحقيقات وتقارير

محمد كامل عبد الرحمن : رسوم توتي معركة في غير معترك

[JUSTIFY]في الأيام القليلة الماضية وعلى خلفية قضايا الفساد وتحصيل الرسوم غير القانونية، ثار جدل مكشوف الدوافع وسط سكان جزيرة توتي أو «التواتة» كما يطلق عليهم أستاذنا الجليل وأحد أعمدة التعليم عبد القادر البرعي، وتعود اسباب الجدل الى قيام لجنة تطوير توتي المكونة بواسطة السكان وبإشراف المحلية بالطلب من التواتة الحريصين على إنجاز وإنزال الخدمات والمنافع التي جادت بها المحلية الى أرض الواقع المساهمة في تسريع خطوات تحقيق تلك الانجازات ودفع مبلغ مائة جنيه يعود ريعها ومكاسبها نفعاً للتواتة انفسهم، ويبدو ان هذه المساهمة على قلتها بالنظر الى تفاصيل ما يمكن أن تحققه لدافعها من منافع لم تعجب ــ بحسب المصادر ــ بعض ابناء توتي وعلي رأسهم القيادي الشاب بالمؤتمر الوطني ورئيسه بالخرطوم شرق سابقاً عثمان السيد، وقاموا بمناهضة هذه الرسوم وصوروها وكأنها جناية عظيمة ترتكب بحق جيب المواطن، وبالغوا في الخصومة بايصال المسألة مغلوطة الى رئاسة الجمهورية وجهات حكومية، في حين يقول الاستاذ عبد القادر برعي ان وجه الحقيقة بخلاف ذلك تماماً، وان هذه المساهمة ليست رسماً مفروضاً من حكومة السودان حتي يبحث الناس عن شرعيته من عدمها، وانما مساهمة مالية يدفعها التواتة برضاء تام الى لجنتهم لتحقيق مكاسب كانوا يطالبون بها حكومة السودان مراراً وتكراراً حتي استجابت لهم في نهاية المطاف مشكورة، وهي رسوم مثلها مثل ما يسمى «الجهود الذاتية» ولولا أن التواتة يعلمون مستقرها ومستودعها ما دفعوها عن طيب نفس وخاطر، فهم أعلم الناس بمصالحهم ولا يمكن ان ينخدعوا مرتين بعد أن خدعوا قبل سنوات بحكاية ملء استمارة الخطة السكنية للشباب ودفعوا مبلغ «ثلاثة جنيهات» ذهبت مع الريح ولم يعرف لها مستقر ولا مستودع الى يوم الناس هذا، وبالتالي يقول البرعي إن لجنة توتي تتعرض لهجمة شرسة بغرض عرقلة مسيرتها والانتقاص من حقيقة كونها نجحت وأفلحت في انتزاع اعتراف الحكومة بمطالب توتي واستجابتها لرغبات التواتة، ويضيف قائلاً «إننا قدمنا لجنة لتطوير توتي متجانسة ستواصل عملها ولن تؤثر عليها المحاولات اليائسة لتعطيل المسار، فالمال ميسور جمعه، وقد بدأت حملة تبرعات شخصية للرد على مثيري أكذوبة الرسوم غير القانونية، وندعو كل تواتي مخلص إلى أن يسجل بأحرف من نور اسمه لأن الأيام والتاريخ يسجل أولئك الذين يعملون ويحرضون لسحب مساهماتهم والحمد لله أنهم نفر قليل مرصودة أسماءهم للتاريخ ومكشوفة دوافعهم في ذلك الادعاء، وهم أول من يعلم أن لجنة توتي تعمل من أجل مصلحة توتي وسكانها، وأنها ليست كاللجان الأخرى، ولا يمكن ان يتكسبوا من أهلهم بهذا الشكل الرخيص».
صحيفة
ان الجدل المثار حول عمل لجنة سكان توتي هو جدل مغلوط ومعركة في غير معترك، ومن المهم ان ينتبه سكان جزيرة توتي الطيبون الى حقيقة ان مطالبهم قد تحققت في نهاية المطاف بفضل جهود رجال أوفياء ثابروا كثيراً من اجل اقناع الحكومة بمشروعية مطالب سكان توتي، وأنا في هذا الخصوص ومن واقع إطلاعي علي ادق تفاصيل مجريات الامور في تلك البقعة الحبيبة الي نفوس الكثيرين لن أغمط الناس حقوقهم، وأشهد لكل الذين قدموا جليل الخدمات من الشيب والشباب من اهالي توتي بالمثابرة ومواصلة الكفاح، ولن ننسي لعثمان السيد نفسه قيامه بإنجاز مشروع مواتر نقل النفايات، فقد كان مشروعاً جيداً وهو يعلم كيفية عمل اللجان تماماً، وليس من المستغرب أن تطلب لجنة توتي مساهمة مالية من المستفيدين، ولا ينبغي ان يكون عمل لجنة توتي ساحة لتصفية الحسابات الشخصية والسياسية، وتأكيداً للنزاهة الموروثة نشهد لبعض اهالي توتي المتضررين انهم ساهموا في وقت سابق ومن حر مالهم لايصال رسالة إعلانية محددة تخص اصحاب السواقي والجروف المتضررين من مشروع جسر توتي بحري، ولم يشركوا أحداً في تحمل مسؤولية فاتورة الإعلان لأن النشر كان يخص تلك الشريحة وحدها، ولكن اليوم وبفضل ما تحقق من إنجازات يتعين على كل المستفيدين من الامتداد السكني والذين تنازلوا عن نزع الأراضي لقيام الساحة وغيرهم، ضرورة المساهمة مع اللجنة في استكمال إنجازاتها فهي تكفيهم مشقة التوهان والجري بين دهاليز الدواوين الحكومية وغير ذلك من التحركات، كما يجب على المقسطين من أهل توتي الاعتراف بأن من مهام لجنتهم الاستعداد لموسم الفيضان القادم خصوصاً مع تنامي خطر المد المائي بعد تعلية بعض الشواطئ قبالة فندق قصر الصداقة والردميات الجديدة التي أنشأها والي الخرطوم على شارع النيل حديثاً، فهي مخاطر تتهدد الجزيرة وتتوعدها بفيضان يحتاج إلى أعين ساهرة وإمكانات ليس من المتوقع أن تجود بها الحكومة، وإنما تعود أهل توتي على توفيرها ذاتياً في ملحمة مشهودة ومستمرة منذ غابر الأزمان وليس في الأمر عجب.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش
[/JUSTIFY]