السودان وتركيا.. أشواق وآمال جديدة :المحادثات الوزارية المشتركة تبدأ اليوم
وصل مطار الخرطوم فجر اليوم، وفد تركي رفيع المستوى، برئاسة وزير الزراعة التركي محمد مهدي أكار، ويعتبر الوفد من أكبر الوفود الرسمية التي زارت الخرطوم، حيث يضم 51 شخصاً، بينهم برلمانيون ومستشارون وفنيون ورجال أعمال.
وسيشارك الوفد في اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة في دورتها الحادية عشرة والتي ستعقد ببرج الفاتح بالخرطوم، وسيناقش الاجتماع ما تم الاتفاق عليه في الدورة العاشرة، من حيث التنفيذ والمعوقات التي اعترضت التنفيذ وايجاد الحلول، ثم الدخول في مقترحات واتفاقيات جديدة تشمل مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والتعليم العام والتعليم العالي والاعلام والثقافة.
كما سيعقد الوفد اجتماعات ثنائية مع وزير الزراعة البروفيسور الزبير بشير طه ووزيرالصناعة الدكتور جلال يوسف الدقير، بجانب لقاءات مع رجال الأعمال السودانيين.
وسيقوم الوفد التركي بزيارات لعدد من المنشآت والمرافق والأماكن الأثرية،
ويختتم أعماله بالخميس ويغادر فجر الجمعة إلى أنقرة.
وترعى المشروعات التركية في السودان، مؤسسة التنمية والتعاون التركي (تيكا)، التي قامت بفتح مكتب لها في الخرطوم في العام 2006.
وفي لقاء مع الوفد الاعلامي السوداني الذي زار تركيا اخيراً، كشف رئيس مؤسسة التنمية والتعاون موسى كولينا عن عدد من المشروعات التركية التي يتم تنفيذها في السودان، حيث قال كولينا ان تيكا لديها مشروعات كبيرة في السودان، وهناك حوالي 1000 شركة تركية في السودان تعمل في مجالات شتى، وقمنا بتدريب مجموعة من الخبراء السودانيين في مجالات متعددة حيث قامت تركيا بتدريب 250 خبيراً زراعياً وبيطرياً، وتقوم بتدريب مائة من الخبراء في هذا العام، ولدينا مستشفى متحرك في نيالا، سنحوله إلى مستشفى دائم، ونفذنا مشروعات تدريبية مع قوات الشرطة والدفاع المدني، وسنفتتح مركزا للتدريب المهني في الخرطوم بحري قريباً.
ولم ينس موسى كولينا أن يذكر في افادته المهمة اهتمامهم بالآثار التاريخية بالسودان، من أيام الامبراطورية العثمانية، وقال نحن حالياً نقوم بترميم هذه الآثار باعتبار انها احدى علامات ومحطات العلاقات التاريخية بين البلدين.
والعلاقات التاريخية بين تركيا والسودان ضاربة في الجذور، أرخ لها الأستاذ أحمد عبد الله التوم رئيس تحرير الزميلة (الوسط الاقتصادي) بالعام 1555 عندما قام السلطان سليم العثماني ببناء ميناء سواكن، وتعززت هذه العلاقة في العام 1821 عندما دخل محمد علي باشا السودان. لكن هذه العلاقة اتجهت نحو المنفعة والمصالح المشتركة في الآونة الأخيرة، ودخل الرأسماليون الأتراك السوق السوداني، وقامت الشركات التركية بتنفيذ مشروعات في مجال الطرق والجسور والمباني، أبرزها برج الهيئة القومية للاتصالات الذي يقع شمال كبري المنشية.
وفي رأي السفير ابراهيم مطر، سفير السودان في تركيا، في حديث للوفد السوداني الذي زار تركيا اخيراً، ان المجال مفتوح لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والدفع بها قدماً،لا سيما وان المشتركات بين السودان وتركيا مشتركات حضارية وثقافية، وتربط بينهما وشائج وأواصر من المحبة والتفاهم.
وأشاد السفير مطر بالتجربة التركية، داعياً السودان للاستفادة منها إلى أقصى ما يمكن.
وقال قنصل السودان العام باسطنبول السفير عادل بشير حسن، ان حجم التبادل التجاري بين السودان وتركيا حوالى 300 مليون دولار في العام، ويضيف السفير عادل: هذا المبلغ تستفيد منه تركيا، حيث إن السودان يستورد كثيرا من البضائع خاصة الحديد والملابس والآليات، في حين تستورد تركيا من السودان بعض المنتجات مثل الحبوب الزيتية والصمغ والتوابل.
ويبدو ان قوة الاقتصاد التركي هي التي جعلت كفة الميزان التجاري بين تركيا والسودان، تكون راجحة لصالح تركيا، والاقتصاد التركي اقتصاد زراعي ـ صناعي، يلعب فيه القطاع الخاص دورا فاعلا، فلا عجب أن يضم الوفد التركي الذي وصل الخرطوم هذا الصباح، 11 مستثمرا، وما يشهده الاقتصاد التركي من تطور ملموس في قطاعي الزراعة والصناعة، اسهم فيه القطاع الخاص جنبا الى جنب مع القطاع الحكومي.
في قطاع الزراعة، تعتبر تركيا الاكثر انتاجا لبعض المنتجات الزراعية مثل الفراولة، وثاني أكبر دولة منتجة للبطيخ والخيار، وثالث أكبر دولة منتجة للطماطم والاسود والفلفل الأخضر والعدس، ورابع أكبر دولة منتجة للبصل والزيتون، وخامس أكبر دولة منتجة للسكر، وسادس دولة في انتاج الشاي والتبغ والتفاح، وسابع دولة في انتاج القطن وثامن دولة منتجة للعنب، وتاسع دولة منتجة للقمح والقريب فروت وعاشر دولة منتجة لليمون.
وتركيا مكتفية ذاتيا من المنتوجات الغذائية منذ العام 1980م.
ويشارك قطاع الصناعة بنسبة 92% من الناتج القومي، و49% من اجمالي الصادرات. ويعتبر قطاع النسيج أكبر الصناعات في تركيا، وتشكل الملابس والمنسوجات نسبة 91% من الصادر، حيث تنتج الشركات التركية ما قيمته 31 بليون دولار من الملابس سنويا، يتم تصدير ما قيمته 10.67 بليون دولار الى اوروبا.
وتتميز تركيا بجودة منتجاتها من الكهربائيات والالكترونيات، وتنتج 05% من اجمالي اجهزة التلفزيون التي تصنع في اوروبا.
تركيا تهتم بالتصدير والاستثمار، وبينها وبين السودان مجالات تعاون مفتوحة، ومن هنا تأتي اهمية اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة في دورتها الحادية عشرة، والتي تبدأ اعمالها اليوم ببرج الفاتح بالخرطوم.
حسن البطري :الصحافة