منى سلمان
عندما يكون الطناش من ذهب
سألتني بحيرة:
ما عارفة أتصرف كيف ! أعمل روحي مجنونة و(أطنش) لغاية ما الفأس يقع في الرأس والبت دي تجر كراعو للعرس !!
أخبرتني أنها تشعر بضرورة مواجهة زوجها باكتشافها للحاصل، خاصة وان الفتاة قد تجرأت أكثر وصارت تتصل به أثناء وجوده في البيت، فيحمل الموبايل ويغلق عليه الغرفة ثم يعتذر بأنها مكالمة من زبونة لمكتب المحاماة خاصته ولها قضية يتابعها معها !!
قلت لها:
لعلها فعلاً صاحبة قضية ولا ذنب لزوجك إن تعاملت هي بنوع من عدم الكياسة، أو عدم المعرفة بالاتيكيت بصورة دفعتها للاتصال به في المنزل، فصاحب الحاجة أرعن .. ولكن رفيقتي قاطعتني ونفت ذلك الظن، وأكدت لي أنها قد استوثقت من أن الحكاية أبعد ما تكون عن المحاكم والقضايا ..
استرسلت السيدة الشابة في الحكي عن تضحياتها العظام، التي قدمتها تحت قدمي زوجها (سي السيد) الذي هو من دمها ولحمها، فقد تخلت طائعة مختارة عن مواصلة دراستها في الكلية الجامعية المرموقة التي كانت تدرس بها، وذلك لأنه أصر على تكملة الزواج والسفر للخارج عندما جاءته فرصة الابتعاث للدراسات العليا، وعندما عادا من الغربة لم تفكر سوى برعاية بيتها وتربية أبنائها ..
قالت رفيقتي بـ (غبن) يحنن:
والله يا أستاذة ما مخلياه محتاج لي حاجة ولا ناقصاه حاجة .. الناس البعرفونا كلهم بيشهدوا على اهتمامي ببيتي، وبيحلفوا بي تربيتي لأولادي وتفوقهم في المدارس .. قولي لي بس ممكن يكون لقى عندها شنو وما لاقيهو عندي ؟!!
صمتت فترة ثم أضافت:
الشيء الواجعني إني حاسة بإنو بيقضي معاها وكت ساكت لأنها ما من مستواه .. لكن هي ماخدة الموضوع بي جدية وعايزة تخرب علي بيتي..
ظللت أستمع لصاحبة المشكلة في صمت عاجز لبرهة، عندما انتقل إلي شعورها بالحزن، ولكن حاولت مرة ثانية أن أهون عليها فحكيت لها عن مرحلة (المراهقة الثانية) التي يمر بها كل عابر طريق إلى سن الكهولة – إلا من عصم ربي – وذلك لأن (البعض) من الرجال وحتى (البعض) من النساء، عندما يتجاوزون سن الأربعين يصيبهم سهم الكبر، بنوع من أوهام الحب وفورة دماء الشباب في فرفراتها الأخيرة، قبل أن تغادر العروق بغير رجعة .. طبعاً قلنا بعض (تفيد التبعيض) عشان ما تخلوا الموضوع وتقبلوا على أنا حيطتكم القصيرة !
كذلك حاولت أن أطيب خاطر السيدة الفاضلة بأن تمرد الزوج، وإستجابته لإغراء الدخول للغابة، لا يقدح في كفاءتها كزوجة، ولا يعني بالضرورة أنها قد قصرت في واجباتها تجاهه وتجاه البيت والأبناء، لأن الملل من الطيبات والميل لـ الرمرمة بعيداً عن (المنّ والسلوى)، وحوجة الرجل في مرحلة عمرية معينة، لنفض غبار الروتين عن كاهله المثقل بالأعباء والالتزامات، التي تنوء بحملها الجبال (الكلام ده سمح ؟) .. كل ذلك قد يقود الزوج لممارسة هواية اللعب بـ (الضنب) بره حظيرة الزوجية !!
ولكن الزوجة (الفالحة) هي التي تعلم – تماما متى تنحني لتمر العاصفة بسلام، ومتى تقف لتواجه الريح، لأن (السكوت) أحياناً عن بعض تجاوزات الأزواج (من ذهب) !!
وقبل هذا وذاك، أن توطن نفسها على تحمل فكرة أن تفسح في مجلسها لتشاركها أخرى (تخميسة) الجلوس على بساط الحياة الزوجية .. تحسبا !!
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]