منوعات

تشجيع ناعم: كأس العالم.. سودانيات يرقصن السامبا ولا يحتملن خسارة الماتدور

[JUSTIFY]حتى هنا وإلى سنوات قليلة انصرمت، كان للنساء من كرة القدم نصيب، ولا زلن حتى بعد انحسار ممارستهن لها مهوسات بالتشجيع، لذلك لن تندهش كثيراً وأنت تستغل المواصلات العامة عندما تسترق السمع لصبيتين في الجوار تديران حواراً بصوت عالٍ عن كأس العالم ودقة تنظيمه وافتتاحاته المبهرة. إذ لم تصادفك تلك المواقف فترجل عن المواصلات وطف بالانترنت فستجد بغيتك وأكثر.

منشورات عاشقات (الأتيام) العالمية معلقة على كل النوافد والأبواب النسوية، لا تأبه لتعليقات بعض الرجال المستهجنة، بل امض في سبيلك إلى عضوات روابط التشجيع الإليكترونية حينها سيذهلك الأمر وكأنك أمام لجنة اختبار.

عاشقات ميسي وكارهاته

تشجيع النساء لكرة القدم بات أمراً عادياً يا صاحبي فأنزل جاجبي دهشتك قليلاً وتمهل واتئد فمدرجات التشجيع تنضح بالمقادير النسوية الدفينة خاصة إذا كانت نهائيات كأس العالم ستنعقد اليوم بالبرازبل.

كل منهن ترتدي لون فريقها المفضل، تصعد درجات مساطب التشجيع، وتغيب عن كروية الأرض في كرة القدم وتصرخ (ميسي جاب قوون).

جدل التشجيع الأنثوي الناعم، هل سيطغى على الخشن العنيف؟ هل سيطغى الرقص والغناء على الشتم والضرب الرجالي؟ وها هن (حواء ومريم) إحداهن تشجع والأخرى تراها (مسترجلة) لأن كرة القدم من وجهة نظرها توجه رجالي محض.

هنا في الخرطوم لا يزال الجدل الذي حسم هناك في الغرب محتدماً، هل كرة القدم رياضة ذكورية بحتة؟ سؤال مركزي هنا ولا سؤال أصلاً هناك! وهنا يطرحونه على النحو التالي: ما شأن الفتيات والنساء بهذه الرياضة؟ وهم يتشككون في أنوثة من تشجع اللعبة (حتى اللعبة الحلوة)، ومن ثم تتباين الآراء، ونحن نرصدها ونأتي بها فقط!

تساقط الأنوثة

تُجيب (مي عوض السيد ) فني بصريات، عن سؤالي بسؤال استنكاري: (كأس العالم؟)، متى وأين ووو…. إلى آخر القائمة، ثم تمضي قائلة: كرة القدم ليست ضمن اهتماماتي لا على الصعيد المحلي ولا العالمي، ولكنني أحياناً من باب حب الاستطلاع استفسر عن نتائج المباريات التي تقام محلياً مثل (هلال مريخ). وأردفت: ليس في أسرتنا من يهتم بالرياضه، كلنا بنات وإخواني بالخارج.

تقول (فاطمة): لا أميل للرياضه وتحديداً كرة القدم، فالأنثى بطبيعتها تحب الموسيقى والقراءة استغرب جداً عندما أرى إحداهن ترتدي شعار نادٍ ما، وتهتف باسم لاعب ما، أشعر أنها فقدت أنوثتها وأصبحت كالرجال.

نذر السامبا

لكن (شاهيناز أحمد) طالبة جامعية، أظهرت تفاعلاً كبيراً وفرحة عارمة بفعاليات كأس العالم التي تبتدر اليوم، وقالت: أتمنى أن تفوز البرازيل ونذرت رقصة سامبا صادرة عنها شخصياً كلما انتصرت البرازيل، وكشفت عن أنها تدربت على السامبا وأجادتها وأصبحت محترفة وماهرة في أدائها. شاهيناز التي عشقت الكرة إرثاً عن أبيها الذي خصص تلفزيوناً منفصلاً لمشاهد الحدث الرياضي الضخم، خصوصا لكأس العالم، أشارت إلى أنها ستسهر حتى الفجر من أجل مشاهدة مباريات للبرازيل، واستطردت: رغم تزامن كأس العالم مع موعد امتحانات الجامعة، لكني سأخصص فترة راحتي لمتابعة المباريات.

بذات الحماس بدت (نضال عبد الجليل)، إذ ابتدرت إفادتها قائلة: أكثر ما يثيرني هو تنظيم (السليساو) لذلك الحدث، لذلك سأحرص على مشاهدة خفل افتتاحة، ولا أعود إلا مع مباريات إسبانيا فهي المرشح القوى للفوز بالكأس، أما فيما يخص الفرق العربية، فمشاركة الجزائر ضعيفة وستقصى منذ الدور الأول، فالفرق العربية إمكانياتها ضعيفة للغاية.

أنا لاتينية

وكأنها محللة رياضية تحدثت (مها أحمد) التي نشأت وسط أربعة أشقاء من عشاق البارسا، قالت: بلا جدال سيفوز الإسبان، لأنهم الأكثر جاهزية في كل الخطوط والبدلاء، وظهر ذلك جلياً في مشاركته في دوري الأمم الأوروبية، وتأسفت (مها) على من ليست لديهم الإمكانيات الماديّة التي تتيح لهم مشاهدة كأس العالم من منازلهم، أو من أندية المشاهدة إذ بلغ ثمن التذكرة (5) جنيهات للمباراة الواحدة بدلا عن جنيه واحد (قبل كأس العالم).

كشفت (مها) عن لاتينيتها، قائلة: أنا لاتينية أميل لفرق أمريكا الجنوبية مثل الأرجنتين والبرازيل، لو قدر الله وأقصيت إسبانيا وهذا مستحيل، فإنني سأشجعهما، واستغربت ممن يقولون إن تشجيع المرأة لكرة القدم ينتقص من أنوثتها، واعتبرت ذلك أمراً يدعو للأسف.

رمضان وكأس العالم

وفي السياق، كشفت (أسماء محمد)- معلمة – عن أن “نهائيات كأس العالم جاءت في وقت غير مناسب، لذلك لن أسمح لشخصي، ولا أبنائي بمشاهدته، وأنا لا أحب كرة القدم من الأساس حتى أنني لا أميز حتى بين لاعبي الهلال والمريخ”. وأردفت: “لن أسمح لأبنائي بمشاهد المباريات في الأندية حتى منتصف الليل، وإمكانياتنا لا تسمح لنا بشراء كرت ثمنه مليونان هذه خسارة مادية وضياع زمن”.

من جهتها، قالت مريم إنها تشاهد بعض المباريات المحلية من حين لآخر أما على الصعيد العالمي فتشجع الفرق الأوروبية، وإنها لا تستطيع تشجيع الجزائر ليس من باب الرفض للعرب، ولكنها تريد أن تشجع الكرة الحقيقية، على حد تعبيرها.

كانت دهشة وباتت واقعاً

كانت الدهشة تنعقد على حواجب كثيرة عندما ترى بما تحتها من عيون امرأة في مدرجات التشجيع، لكن الآن بدا الأمر عادياً بالنسبة للمرأة السودانية، فهل سيسمح لها باللعب قريباً، أم يظل التحايل على اشتراطات الفيفا قائماً إلى حين ميسرة أخرى.

صحيفة اليوم التالي
أ.ع[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [B]شوفو الفرق بين أعلي الصورة وأسفلها ..صراحة شنا مرة هههههه[/B]