مقالات متنوعة

أحمد يوسف التاي يكتب: منهج التفكير الإيجابي

(1)
منهج التفكير الإيجابي هو ذلك الفعل الذي يُحيل الفشل إلى نجاح، ويبحث عن بؤر الخير في عتمة الشر المتسعة فيركمها فوق بعضها حتى إذا استجمعت خيوطها أصبحت أملاً وضوءاً في آخر النفق المظلم وبشرى للخلاص من الشر المستطير… منهج التفكير الإيجابي يأخذ من كل شيء إيجابياته ويترك ما سواها، وينتقي الخير من مستنقع الشر، ويلتقط «التبر» من بين التراب ويستمسك بما يفيد ويدع ما لا يفيد… منهج التفكير الإيجابي هو مفتاح نهضة الدول والمجتمعات وسر التقدم والنجاح على مستوى الأفراد والجماعات…
(2)
نحنُ السودانيون يؤخذ علينا أننا عاطفيون أكثر مما يلزم وتعتبر هذه سُبة.. عاطفتنا ساخنة مُهتاجة تطغى عندنا على العقل وتدفعنا بحماس وتسرع لإنجاز أشيائنا دون الحاجة لحسابات العقل والتخطيط الذي يأخذ وقتاً طويلاً… الإنسان الذي ينساق وراء عاطفته لن يحسن التفكير العقلاني ولن يحسب حسابات العقل والمنطق… هذه مثلاً صفة سالبة، لكن التفكير الإيجابي يحيلها إلى صفة إيجابية..!!!! كيف؟…
هذه العاطفة الجياشة التي تنتج الحماسة الزائدة إذا تم توظيفها واستغلالها الاستغلال الأمثل ولصالح الأمة كلها يمكن أن تصنع نهضة عظمى لهذا الشعب العاطفي المتحمس فهذه ثروة حسية معنوية لمن يحسن استغلالها وتوظيفها… إذا تم توجيه هذه العاطفة الملتهبة نحو البناء لكانت الهمة عاليةً، ولكان الإنجاز عظيماً، ولو أنها وُظفت لجذب مدخرات المغتربين من العملات الحرة لفاضت خزائن بنك السودان بالعملات الصعبة، ولو أنها اُستغلت لجمع التبرعات المالية والذهب لتوطين زراعة القمح بالبلاد للاكتفاء والتصدير لأنجز الشعب السوداني أضخم مشروع قومي في العالم وأصبح مضرب مثل للإنجازات الشعبية… على الأقل أن يتم استغلال وتوظيف وتسخير هذه العاطفة الملتهبة لتحقيق المصلحة القومية العامة أفضل من أن يتم استغلالها للمصالح الشخصية والحزبية والقبلية والجهوية…
(3)
ما يحتاجه السودان الآن هو قائد يجمع ولا يفرق، يتسامى فوق الصغائر والجراحات، يلتف حوله الناس، قادر على توظيف عاطفتنا الحارة جداً وتسخيرها لاستنهاض الأمة السودانية وبث روح النفير والمشاركة الجماعية لتحقيق المصالح القومية وتوظيف هذه العاطفة للبناء والتكافل وحل الأزمات في إطار منهج التفكير الإيجابي الذي سبقت الإشارة إليه في مستهل هذه الكلمات…
صحيح أن العقل مُقدم على العاطفة في مراكز صناعة القرار والتخطيط، والعاطفة في هذا الموضع فعل سالب، لكن منهج التفكير الإيجابي سيحيل هذا (السالب) إلى موجب ويجعله وقوداً للطاقات الكامنة وشحذ الهمم وتحقيق المراد…
ولهذا أقول إننا بحاجة إلى قائد عظيم يستغل عاطفتنا الملتهبة وحماسنا وروح المشاركة والنفير المودعة فينا لصالح المشاريع القومية العظيمة والبناء والنهضة وجمع التبرعات والأموال والذهب والعملات الصعبة لتقوية الحلقات الأضعف والتركيز على عناصر القوة في مجتمعنا، إذن فمن يحيل عاطفتنا التي يُنظر إليها كصفة سالبة إلى واحدة من أهم عناصر القوة في المجتمع السوداني…. اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة