بخاري بشير يكتب: يا (سلك).. هذه مجرد أحلام!
ما زال عدد من قادة الحرية والتغيير، يتحدثون بمجرد احلام، وأمنيات في نفوسهم، ولا تتطابق تصريحاتهم مع واقع الحال السوداني، أو مجريات الشارع السياسي.. أياً يكن المتحدث من قوى الحرية والتغيير، نجدهم كلهم (متفقون) في شكل الحلم أو الأمنية.. فقط تحدثهم أمانيهم، وهم ابعد ما يكونون عن الواقع السوداني، لا فرق في ذلك بين خالد سلك وزير مجلس الوزراء الاسبق، الذي عايش (افشل) فترة من حكم السودان، أو كان ذلك جعفر حسن.. أو وجدي صالح.. أو ابراهيم الشيخ، أو مدني عباس، كلهم تراودهم (احلام اليقظة)، وتداعب أفكارهم الاماني التي لا تقف على ساق.
خالد سلك بعد أن خلع عنه صفة الوزير السابق، تأبط صفة جديدة هي ( صفة الناطق الرسمي باسم مركزي التغيير)، خلفاً لجعفر حسن الذي لم يمكث كثيراً، وربما لانه كان (ديكتاتوراً- في آرائه)، و(قاسياً)، بما يزيد عن الكلمة على خصومه- في غير معترك؛ فعجل ذلك برحيله، لان السياسي الذي تقود تصريحاته للخلافات، لا يصلح للسياسة، التي هي (فن الممكن) والتحرك (البراغماتي)، دون المساس بالهدف الرئيس.. المهم خالد سلك بدأ تصريحاته للاعلام متحدثاً باسم المركزي، وفي ظني أنه أيضاً أغفل الحقائق، وسار وراء سراب خادع، سيقود المجموعة كلها الى لا شيء.. قال سلك لقناة النيل الأزرق في برنامج حوار مفتوح إن الاتفاق الاطاري حقق الإجماع المطلوب وهو اكبر حاجة جمعت الناس في الفترة الحالية وأكد أن الاتفاق شمل القوى الرئيسية في المشهد بالاضافة لحركات الكفاح المسلح الرئيسية والمكون العسكري ووجد استقبالاً شعبياً ودرجة قبول معقولة؟.. فهل يحدثنا سلك عن الاتفاق الاطاري (المعلوم)؟ ام يتحدث عن اتفاق آخر؟
ما نعلمه أن الاطاري، وقعت عليه مجموعة صغيرة، و(أقلية) من الاحزاب، هي لا تمثل ثلث الساحة السياسية المعروفة، وهذا الكلام الذي صدر عن (سلك) لا يمكن تصديقه، فهو أقرب إلى (الكذب البواح).. مجموعات يمثلها حزب الأمة والمؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي المعارض، وبعض الواجهات، إضافة إلى بعض الحركات المسلحة غير الرئيسة في اتفاق جوبا، وغير اتفاق جوبا.. فلا زالت حركتا جبريل ومناوي خارج الاتفاق، وكذلك عبدالواحد محمد نور، والحلو.. فمن أين جاء سلك بقصة (الإجماع) حول الاطاري، أو أن من يتحلقون حوله هم (القوى الرئيسية) في المشهد السياسي؟
أسهم الاطاري في زيادة حجم الاختلافات والصراعات داخل الحزب الواحد، وكلنا يعلم خلافات الاتحاديين، وصراعات (نجلي الميرغني)، لدرجة أن الوالد، قام باتخاذ القرار الصعب بفصل ابنه من الحزب.. ونعلم كذلك خلافات المؤتمر السوداني التي صعدت بالبعض وابعدت الآخر، ثم الخلافات في بيت الأمة.. الاطاري فشل في توحيد حتى المتحلقين حوله وموقعيه، ولا زال بعضهم يتخذ (الإقصاء) منهجاً وأسلوباً للتعامل مع الغير ويقول باستمرار إن الاطاري (مغلق، وحددت أطرافه مسبقاً)، بينما بعضهم يقول إن الاطاري مفتوح ومن الممكن للآخرين اللحاق به.
فشل الاطاري في رؤية (المسهلين) من جوقة الوسطاء الدوليين، فلا زال فولكر يدعم مجموعة الأربعة ويساند فكرة (اغلاق الاطاري)، بينما تعلو آراء السفير الأمريكي بأن الاطاري مفتوح وممكن الانضمام إليه من القوى الرافضة.. بل إن هناك مساعي لضم جبريل، ومناوي للاتفاق، وهؤلاء أكدوا مراراً أنهم لن يكونوا جزءاً من الاطاري بشكله الحالي، ما لم تتم مراجعات شاملة.
هل نسي سلك وهو يقول تصريحاته تلك لقناة النيل الازرق أن مجموعات رئيسية ما زالت تعارض الاتفاق الاطاري، وتقول في منابرها إنها ضد أي تسوية سياسية.. وتلك المجموعات هي (مجموعة الكتلة الديمقراطية- ومجموعة نداء أهل السودان- ومجموعة الشيوعي ولجان المقاومة).. هل نسي سلك كل ذلك أم ما زال لا يعلم (حجم) هؤلاء في الساحة السياسية؟
اعتبر سلك أن الاتفاق الاطاري محصن بالمشروعية الشعبية التي قال إنه حققها، واضاف أنه ليس الوثيقة الدستورية التي لم تكن (محصنة) بالشعب لذلك أسقطها انقلاب ٢٥ اكتوبر.. بالذمة.. هل يستقيم ذلك الحديث؟ وهل فعلاً إن الوثيقة الدستورية لم تجد مشروعيتها الشعبية؟.. وهي وقتها كانت تمثل كل (الحرية والتغيير) قبل انقسامها.. فمن أين تأتي المشروعية للاتفاق الاطاري، وهو لا يجد سنداً حتى من (الحرية والتغيير) بشكلها القديم.. ساق سلك مجموعة من الأحاديث التي لن يصدقها (طفل في روضة) وربما نعود للمستر سلك مرة أخرى.
صحيفة الانتباهة