رأي ومقالات

مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الخامسة: خليك واضح يا جميل


بالامس خطر على بالي فتح الرحمن —(فجأتن) بتاعة استاذنا الفاتح جبرة—فقد افتقدته لزمن طويل –ربما لاني اصبحت ابكر في الخروج قبل ارتفاع الشمس (في كبد السماء)—ولكن لاني اليوم خرجت متاخرة رأيته هو وزوجته وابنته الصغيرة امام الفيلا—يبدو ان الاسرة في طريقها لزيارة عائلية—فقد كان هو يتحدث في الموبايل باعلى صوته (لا ادري ماهي الفائدة التي نجنيها من أ ن يسمع الجميع ما نتحدث فيه مع غيرنا) –وكانت الزوجة تجرى حوارا صغيرا مع الطفلة —المفارقة كانت في الاتي ان فتح الرحمن يتحدث بالدراجية لهجة اهل البلد (الجواني) –وتتحدث زوجته مع الطفلة بانجليزية صرفة وكانها مولودة في الريف الانجليزي—فتأمل— كان فتح الرحمن يتحدث مع شخص ما ويقول ( والله ياني مرقت تب —البهيمة بتناولها من الشارع –انت قايلني وين ساكن —نص ساعة وبكون عندك—قول للصديق اليرجاني –كان ما عشاني—في شان الشية والمرارة –ماكم مشتهينهم؟)—وكانت الطفلة في ذات الوقت تتحدث مع امها قائلة (واي اي كانت ستي لونقر؟) تتساءل لماذا لاتستطيع المكوث اكثر؟ وترد الام بالانجليزية ايضا (يو هاف سكول هني) عندك مدرسة يا عسل— الطفلة يبدو انها تريد المكوث في مكان ما لا تحبه والدتها –بالرجوع لقرائن الاحوال –من حديث الطفلة و(فرحة) فتح الرحمن وجمود الزوجة –اعتقد انهم في طريقهم الى اهل فتح الرحمن —فقلت في نفسي هذا ما يسمى بصراع الحضارات —ظاهرة الجيل الذي يتحدث الانجليزية رغم التعريب والتأصيل واللي مش عارف ايه –شئ يجب التوقف عنده—الطفل يمكنه تعلم والتحدث بعدة لغات في ذات الوقت فلا تدعي انك تريدينه ان يجود لغته الانجليزية—فبعض الامهات تعتقد ان هذا نوع من التحضر وتبتسم وهي تتبادل الحديث بالانجليزي مع ابناءها في المنزل –اقول لهؤلاء ما تفعلنه ليس تمدنا بل هو استلاب فكري –فسياتي يوم لا يتمكن طفلك من التعبير بالعربية فنرجع قرونا الى الوراء للتفاهم بلغة الاشارة—وكلو كوم والرسائل التى تكتب العربي مستخدمة الحروف الانجليزية متداخلة مع الارقام—لغة جديدة في طريقها الى الظهور – كلمة الحمدلله بالانجليزي في منتصفها (فجاتن) الرقم سبعة (7) –وعافية بالانجليزي برضو يا مرسي تنتهي بالرقم (3)— الشئ الغريب أننا ناخذ من الغرب أسؤا مافيه ونترك اجمل ما يمتلكونه—الجدية والالتزام بالوقت والصدق وحب العمل —ندع كل هذا وناخذ الاغاني –ودق السيستم —ولبس السلاسل وووحاجات تانية حامياني—معليش يا جماعة شكلي الليلة تقلت في شاي اللبن فخرمت كالعادة وسرحت في الوقت الذي تحرك فيه فتح الرحمن مع اسرته الصغيرة مميما شطر اهله ولا ادري ماهي اللغة التي تتحدثها الطفلة مع قريناتها في الضواحي وطرف المدائن —لكن هناك من كان مواكبا للاحداث –مسجل ادم كان يغني (خليك واضح يا جميل ) ووووصباحكم خير
د. ناهد قرناص

مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الاولى: التسوي بي ايدك

مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الثانية: جئتكم من سبا بنبأ يقين

مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الثالثة: رجعنا لك

مسلسل فتح الرحمن.. الحلقة الرابعة: في الضواحي وطرف المداين


‫2 تعليقات

  1. المشكلة البت الصغيرة لمن تمشي البلد تقول لي البنات اللي في سنها (هاااي.. اتس نايس تو ميت يو Hi.. its nice to meet you (تقوم واحد تقول ليها : يموت حيلك آآ المسنوحة .. ما تنضمي سمح .. عاوجة خشيمك !!

  2. د.ناهد السلام عليكم —-معجب بكتاباتك وليتك تناولت الظواهر الغريبة الت غزت المجتمع وصارت تنخر فى عظامه — فكما تعلمين فجهاز التلفاز اقتجم بيوتنا عنوة وصار مؤثرا فى السلوكيات — وعند مشاهداتى للبرامج واللقاءات احس بالغثيان ليس من المادة المقدمة فحسب بل من مقدمى البرامج ذكورا واناثا ومن ضيوفهم خاصة طبقة ممن يسمون انفسهم بالفنانين — فهم فنانو آخر الزمان — اولا ركاكة الاسلوب وضعف المحصلة وافتقار الثقافة الفنية — وما يثير دهشتى ملابسهم فهذا يتشبه بالافريقى وذاك بالهندى او الباكستانى وذاك يضع قبعة فى رأسه وآخر يربط خصيلات شعره وليته عرف ان الرسول صلى الله عليه وسلم لعن المتشبهين بالنساء — وكره حلاقة القصعة — ولو لم اكن سودانيا لظننت ان القناة افريقية او هندية او باكستانية — حتى الطواقى التى يلبسونها تذكرك بساحل شرق افريقيا —– واستغرب من مسؤلى القنوات او وزارة الثقافة — كيف يسمحون بهذا العبث وشبابنا شديدى التأثر بهذه الظواهر — وفوق هذا وذاك الاغانى الهابطة والخادشة للحياء —
    اخيرا دكتورة ناهد ليتك تتناولين بكثير من الاسهاب هذا الموضوع ولك الشكر والتجلة