منوعات
بين الإعلام الإسفيري والحكومة “يا أخوانا”.. التعبير الساخر أفضل من المواجهة الحاشدة
وعلى نسق باسم وجوستن اجترح محمد فتحي مقدم برنامج (يا أخوانا)، ولا تعد هي الأولى ولكن الأنجح عن نظيراتها، مصمما برنامجا كوميديا ساخرا يعالج القضايا السياسية بطريقة ظريفة وساخرة وطريفة، محمد فتحي بشجاعته قدم نقداً لشخصيات شهيرة بكل جرأة مما جعله الجميع يتابع برنامجه بصورة عالية حسب مارصدتها الاستطلاع على (يوتيوب)، فيما انتقد البعض عبر التعليقات التي انهالت عليهم عبر (فيس بوك) محمد فتحي كان في قبضة (اليوم التالي) لتتحرى معه عن طبيعة البرنامج.
من هو محمد فتحي؟
محمد فتحي من مواليد المملكة العربية السعودية 1990 درست بالسودان والمملكة كما درست علوم الكيمياء في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كما التحقت بمعهد التمثيل بالقاهرة، أقيم حاليا بالسعودية، وأتشبع بحب السودان، وأهوى الغناء، كما أعمل حاليا مقدم برامج ومهرجانات بالسعودية.
البرامج الكوميدية الساخرة كفكرة؟
كفكرة بدأت قبل ثلاث سنوات، ولكن نفذت منذ عشرة أشهر مدة البرنامج (10ـ 15) دقيقة يتناول القضايا بطريقة ساخرة وواقعية، نهدف من خلاله توصيل حجم المعاناة للمسؤولين عبره، وحسب رأيي أفتكر أن الرسالة وصلت، ولكننا لم نواجه رفضاً ولاغضباً من الحكومة بصورة مباشر رغم أن الشخصيات مشهورة تناولها البرنامج، ولكن حالة الترصد التي يترقبها فريق العمل كبيرة.
فكرة البرنامج؟
أضاف محمد فتحي: فريق الإنتاج كان في البداية مكونا من ستة أشخاص، أنا كمذيع، محمد بابكر سيناريست وباقي الفريق العامل، فكرته اجتماعية وتحولت لسياسية بعد ثاني حلقة، فكان هنا سبب الخلاف بين الفريق الذي انقسم، فبقي أربعة كأعضاء أساسيين وهناك أعضاء ثانويون، تناول القضايا السياسية لم يكن هدفنا ولكن ارتفاع نسبة المشاهدة حولت البرنامج لطابع سياسي، وعن نفسي لا أحب السياسة ولا أفقه فيها حديثا، وحتى تسميته بـ (يا أخوانا) مستوحاة من وسط اجتماعي أتت من عمق الجامعة، فلا تعني إلا الغرابة، الاندهاش والاستنكار.
الإمكانيات والمشاكل التي تواجه البرنامج؟
أوضح فتحي أن الإمكانيات في السودان لا تقل عن السعودية، ولكن الجو هنا ليس ملائما وتكاسل الشباب واحد من أسباب التأخير، وأشار أن البرنامج بدأت تصوير حلقاته في السودان ولأسباب تم تحويلها إلى السعودية. وأردف يمكن إنتاج عدد من البرامج في السودان، ولكن من الملاحظ أن كل البرامج يتم إنتاجها في الخارج، والتغيير لا يأتي بالأقوال بل بالأفعال وإنزالها إلى أرض الواقع.
مدى تقبل المجتمع لكم؟
لم تتم رصد آراء على أرض الواقع، ولكن حسب ما رصدته استطلاعات المواقع الاجتماعية، فإن معظم الذين يشاهدون البرنامج هم من أعمار (20 ـ 50) سنة، أي أن هناك وعياً وفكراً شبابياً ناضحاً لا يطمح للأكل واللبس ولا المظهر، بل هناك قضايا لابد أن تناقش، فالبرنامج بأسلوبه الساخر أتاح لهم التعبير وعبر عن لسانهم، فتناول قضية السيول والفيضانات والمشاكل التي تلتها حتى مهاترات الشارع العام.
مرجعيتكم؟
لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي يوما ما مرجعا لنا، فالبرنامج يتماشى مع الأحداث وحسب كتابة محمد بابكر(سيناريست) ومشاركتي معه، فقبل عشرة أشهر كنت في السودان عايشت مأساة موقف (شروني) وحتى في السودان كنت أقيم في أمبدة السبيل، وفكرتنا (قروب عمل) قررنا زيارة السودان قريبا كي يأخذ البرنامج نوعا من المصداقية.
كثرة البرامج هل تؤثر فيكم؟
لا، فنجاح البرنامج كان بكاريزمتي الخاصة، ونجاح النص وطريقة الوصول السهل، ولا نجد منافسا في ساحة (يوتيوب) ونتطلع للاستمرار. من المفترض بث حلقات برنامج (يا أخوانا) خلال شهر رمضان، ولكن فشلت الاتفاقية.
وأضاف: أن البرنامج لا يمكن تقييمه من خلال حساب الفيس بوك لأن الحساب يعبر عن محمد فتحي كشخص، ولكن من الواضح عبر التعليقات هناك قبول عام ونجاح فريد للبرنامج.
هل كسرت البرامج الساخرة قاعده الخوف؟
لم نكسر قاعدة الخوف والتوجس إلا إذا شاهدنا وسائل الإعلام المرئية تتمتع بشفافية وحرية، كما هي على (ميديا)، فمثل هذه البرامج تؤدي رسالة سامية حتما تصل للمسؤول، وتعبر عن المواطن المغلوب على أمره، وبإمكاننا كمجموعة شباب أن نعد برنامجا بطريقة رسمية.. نأتي بمسوؤل وإثباتات ودلائل ونفتح باب النقاش، ولكن لم تعد مقبولة، فالبرامج الساخرة لها الأفضلية.
(يا أخوانا) مستقبلا؟
فكرة البرنامج تكون حلقات مداومة، ففي السابق كان التمويل شخصيا، ولكن الآن تم التعاقد مع شركه للإنتاج وهي سبب وجودنا في السعودية الآن.
ماذا أعددتم للمستقبل؟
برنامج يا أخوانا تناول الموسم السابق كارثة السيول والفيضانات، كانت موفقة لحد بعيد، ولو تكررت هذا العالم سنواجه المسؤولين بطريقة جادة للنظر في حق المواطن، سنتذمر ونعد حلقة انتقامية.
الحكومة وصمتها الرهيب؟
بلا شك حالة الترقب تسيطر على الجميع، ورغم هذا لم نواجه بأمر مباشر منها، ولم نتضايق منها ولا أحس أنها تكن لنا نوعا من التذمر، ولكن التعبير بالسخرية أمر لا يرضاه الجميع، ونتحسب أن لا نضايق أحدا مهما كان، فالبرنامج عبارة عن علاج لقضايا وليس إثارة لغريزة أحد. نعم، هناك كبت، ولكن لا يعني أن أتعرض لضرب مقابل قول الحقيقة.
العبارات المستخدمة واختيارها؟
دخلات البرنامج الطريفة، وهي إحدى صفات الشعب السوداني الذي تشبع بها، وحسب سنواتي التي قضيتها (دقشت البلد كلها) فأجيد الاختيار، والمقاطع المستخدمة يتم اختيارها بدقة وتخضع لعملية مونتاج حتى تصل للمشاهد بطريقتها الحالية.
صحيفة اليوم التالي
أ.ع