منوعات
لا تكن الضحية التالية: الجوائز الوهمية.. النصب بالدولار والمشتركون في حيرة
فكرة عامة
يقول المهندس/ عمار القاسم حمودة، مهندس الاتصالات – اختصاصي علاقات النواقل بشركة زين، والمهتم بالاتصالات العالمية، بعد عودته من المشاركة والتحدث في مؤتمر عالمي بلندن يناير الماضي ناقش قضايا الاحتيال والنصب عبر المكالمات العالمية، الظاهرة التي فرضت نفسها بوضوح في الآونة الخيرة بل وتشهد تنوعاً في الأساليب لاجتذاب المزيد من الضحايا من مشتركي شركات الاتصالات. ويضيف: شركتنا من منطلق حرصها على مشتركيها، تبذل قصارى جهدها لحمايتهم والحد من ظاهرة الاحتيال عبر المكالمات العالمية. اشترك في تنظيم المؤتمر مؤسستان عالميتان تعملان في المجال الإعلامي لقطاع الاتصالات إضافة لتطوير الأفكار وتقديم مقترحات الحلول لمستجدات تقانة الاتصالات وهما (Capacity Media & Conferences) و( i3forum.org كأول مبادرة عالمية لوضع أسس لتصنيف أنواع المكالمات وتحديد الجهات المحتالة من تلك التي تقدم خدمات حقيقية.
طرق الاحتيال عبر الهاتف
هنالك عدة طرق للاحتيال، أشهرها بث كمية كبيرة من الرسائل النصية التي تُخبر مستقبلها عن حصوله على جائزة ضخمة، وما عليه إلا أن يتصل بالرقم المرسل للرسالة، أو رقم يكون بداخل الرسالة لمتابعة وحفظ حقه في الجائزة الوهمية التي تخبره الرسالة أنها وصلته. أو عن طريق بث مجموعة من المكالمات الفائتة (مسد كول). أو عن طريق حملات الدعاية عبر القنوات الفضائية، وتحديد أرقام بعينها للاتصال، حتى يدخل المشترك في السحب على الجوائز. أو غيرها من الطرق المستحدثة لحمل المشترك على الاتصال العالمي. هناك ما هو أسوأ، إذ يتم التسويق لأرقام بعينها تخص جهات معينة في الترويج (الوهمي) لأندية قمار، وتقديم استشارات جنسية أحيانا! وتقديم إرشادات للصحة والرشاقة !
المشترك الصارقيلة
يواصل المهندس عمار القاسم حمودة، في كل الحالات فإن الجهات المشبوهة تستخدم المشترك كطعم للحصول على أموال من شركات الاتصالات، فبمجرد مرور المكالمة العالمية تصبح الشركة ملزمة بدفع تكاليف نقل المكالمة العالمية للنواقل التي تتكفل بنقل المكالمة خارج البلاد إلى الجهة المتصل عليها. جدير بالذكر أن تكاليف نقل المكالمات العالمية تختلف من بلد لآخر ومن شركة إلى أخرى داخل البلد المتصل علية، وفي الغالب فإن تكاليف الدقيقة العالمية إلى تلك الجهات المشبوهة تكون عالية جداً (قد تصل تكلفة الدقيقة إلى دولار أو يزيد أحيانا) وتشمل تكاليف النقل إضافة إلى التكاليف المدفوعة للجهة صاحبة الأرقام، ويكون لزاما على الشركات المحلية دفع هذه التكلفة، وهنا نجد أن المشترك قد دفع جزءاً من التكلفة بينما دفعت الشركة بقية التكاليف.
أسئلة سهلة
تتبع الجهات المشبوهة أساليب عدة لدفع المشترك للحديث أطول فترة ممكنة عبر الرد الآلي، وإدخال المشترك في سلسلة من الأسئلة السهلة التي يوهمونه فيها أنه قد تقدم في المراتب المطلوبة لنيل الجائزة. وأحيانا يفتح الخط على شكل رنين جرس هاتف عادي، مما يجعل المشترك يعتقد أنه قد تم خصم رصيده من غير أن يكون هناك رد من الطرف الآخر. أو عن طريق إعطاء الضحية رقم جديد للمتابعة، إعمالا للمزيد من التمويه بدعاوى السرية وحفظ الحقوق! أما في حالة المكالمات الفائتة (مس كول)، فإن المشترك غالبا ما يعتقد أن أحد معارفه بالخارج، ربما حاول الاتصال به. أو أن أحد معارفه ربما حصل له مكروه وقام (فاعل خير)! بالاتصال على من في قائمة هاتفه من أرقام محفوظة.
معايير أكثر دقة
إلى ذلك، كشف المهندس عمار عن أن الاتحاد الدولي للاتصالات يتبنى معايير أكثر دقة في تحديد ما هو مشروع وما هو غير مشروع. وتكوين أجسام تقوم بتزويد كل الأطراف بالأرقام والجهات المشبوهة حتى يتم الاحتياط قبل وقوع الاتصال.
فقد نوقشت إجرائياً مسألة التعاون مع البوليس الدولي (الانتربول) لملاحقة الجهات المشبوهة، أما تشريعيا فإن على الجهات التشريعية وضع قوانين تتناسب مع التطور السريع في الجريمة في قطاع الاتصالات، ومن الناحية الفنية، فقد تم التأكيد على أهمية وضع أنظمة تقنية ترصد السلوك غير الطبيعي عند مرور حركة كبيرة بصورة مفاجئة، أو رصد شرائح ذات سلوك يحد من الظاهرة.
صحيفة اليوم التالي
أ.ع