حوارات ولقاءات

مكي بلايل يتحدث عن مستقبل التحالفات الانتخابية : قوى المعارضة ذات الوزن أدمنت المناورات فتراجع التحالف..!

[ALIGN=JUSTIFY]قوى المعارضة ذات الوزن أدمنت المناورات فتراجع التحالف..!
يجب ألاّ تكون هناك فيتوهات وتوابيت في رؤوس الناس حول التلاقي السياسي..!
زخم الحركة الشعبية بعد توقيع اتفاق السلام خصم من رصيدنا الشعبي والقيادي بالجنوب..!
الأستاذ مكي علي بلايل رئيس حزب العدالة الأصل له رأي واضح في مسألة تأجيل الإنتخابات الى فبراير المقبل، في هذه المساحة قال الرجل وفاض بالقول، فهو سياسي محنك يستطيع تطويع الكلمة وأيضاً تحدث الرجل عن معالجات حزبه للأوضاع الاقتصادية والسياسية الأخرى بالبلاد فماذا قال؟
حوار: عبدالوهاب موسى
في الحلقة الثانية من الحوار مع الاستاذ مكي علي بلايل رئيس حزب العدالة «الأصل»، تحدث الرجل عن مستقبل تحالف حزبه والضمور في انتماء الطلاب لحزب العدالة، ولم يستبعد بلايل التحالف مع حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده د. الترابي في الانتخابات، وبات بلايل أكثر قناعة بأن المناخ السياسي مؤاتٍ لحزبه لينفذ وسط الطلاب والجماهير بعد أن أثر عليه زخم الشريكين بتوقيع اتفاق السلام وانضمام محسوبين من حزبه إلى الشريكين.. فإلى مضابط الحوار:
الانتخابات على الأبواب واوضح ان القوى السياسية ستتجه لتحالفات جديدة أين انتم من ذلك؟
-الإنتخابات القادمة انتخابات مركبة ومعقدة وكثير من القوى السياسية ستواجهها مشاكل في تمويل الانتخابات، لانها انتخابات ذات تكاليف إدارية كبيرة جداً وقلنا إنه من مصلحتنا ومصلحة الوطن أن نصبح جميعاً قوى ذات تحالف انتخابي واحد ولكن بطريقة موضوعية، فنحن نعرف أوزان بعضنا البعض سواء بالمعايير الحالية أو التاريخية، ونستطيع أن نقوم بعمل فني في هذا الخصوص ويكون الهدف الأساسي التوحد من اجل الوطن ويتم توزيع المناصب التنفيذية والتشريعية التي تأتي في الانتخابات على القوى السياسية.
قاطتعه أنت تتحدث عن تحالف مع القوى المعارضة؟
– نعم.. اتحدث عن قوى المعارضة وهذه رؤية طرحناها من قبل وأنا أُسمي هذا التحالف تحالف «قوس قزح».. ولكن المعارضة للاسف تحركها دائماً ما استراتيجي، فكثير من القوى السياسية الفاعلة والتي لها وزن في المعارضة وكان يمكن ان تقود المعارضة وتصبح لها قاطرة أساسية تدمن المناورات، ولذلك هذا الأمر لم يمضِ للأمام، نحن ما زلنا نطرح هذا الأمر الآن، ولكن نعرف بواقعية، إن تحقيق هذا صعب ولذلك ايضاً لنا الخطة «ب» بأن نحاول الاتصال بالقوى الأقرب لهذه الرؤية لكي نبني تحالف أقل من هذا الحجم ولكن يكون تحالفاً موضوعياً وانا دائماً مع تحالف موضوعي وانا أعني بالتحالف الموضوعي ذلك القائم على رؤية مشتركة وهذا خير للقوى.
من من القوى السياسية أقرب للخطة التي تريدها أنت؟
– دعني لا أُسمي القوى السياسية حتى لا يقول الذي لا أُسميه انا بعيد منه، ولكننا نقول إن الاحزاب المصنفة عندنا يمكن ان تقبل هذا التحالف ونركز على الاحزاب ذات الإرادة الحقيقية في مسألة التحول الديمقراطي وتحقيق العدالة الإجتماعية، ونعتقد أن هذه الاحزاب هي أقرب لنا وسنبذل الجهد في هذا الإطار، فاذا وفقنا في هذا فهذا خير واذا لم نوفق في نهاية المطاف سنخوض الانتخابات وحدنا كحزب، وبهذا نحن أمام ثلاثة مستويات نخوض الانتخابات أولها بقوس قزح كأمر مطروح لكل قوى المعارضة، وأقل من ذلك الخطة «ب» وأخيراً خوض الإنتخابات مستقلين كحزب.
إذا اخذنا في الحسبان الخلفية التاريخية للأستاذ مكي بلايل كإسلامي.. هل يمكن أن تخوضوا الانتخابات بالتحالف مع حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده د. الترابي؟
– هذا ممكن وانا اعتقد أن القوى السياسية يفترض أن تقفز على جراحات الماضي وهذا ما بدأ يحدث بالفعل، فالآن المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي في إطار تحالفي واحد، ليس تحالفاً انتخابياً، ولكن يعملان ضمن تحالف القوى المعارضة الذي يشمل الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي والبعثيين وحزب الأمة وحزب العدالة.
فالمؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي عموماً قبل سنوات كانا على طرفي نقيض، والحركة الشعبية والمؤتمر الوطني كانا على طرفي نقيض، كانا الطرفين الابعد فأنا لا اعتقد انه يفترض ان لا تكون هناك فيتوهات وتابوت في رؤوس الناس في عدم الالتقاء مع هذا ولكن المهم هل نتفق على برنامج ام لا نتفق، فاذا اتفقنا على برنامج بطريقة موضوعية مع شفافية في الأمر وهناك استعداد لاحترام هذا التحالف نتحالف مع اي حزب وليس لي الآن اعتراض مبدئي للتحالف مع المؤتمر الشعبي ولا اعتراض للتحالف مع الحزب الشيوعي ولا حزب البعث ولا الحركة الشعبية.
بالنظر إلى حديث الحركة الشعبية عن صديقك القديم د. لام اكول والحديث فصله من صفوفها، هل يمكن أن تعيد الذاكرة الناس للوراء قليلاً ونقول
بإمكانية عودة الثلاثي الذي شكل حزب العدالة بصورته الأولى(بلايل، بناني، ولام أكول)؟
– طبعاً محركات السياسة تفرض على أي إنسان عنده بصيرة أن لا يصدر أية أحكام مطلقة ويقول مثلاً أنا لن ألتقي مع فلان، فالواقع السوداني أثبت أن هذا الكلام غير صحيح لأنه اليوم أصبحت الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني في حكومة واحدة وإذا راجعنا أدبيات الطرفين لسنوات للوراء سنذهل، ونجد أن جون قرنق قيل فيه ما قيل ثم لاحقاً قيل فيه ما قيل في الإتجاه المعاكس، والذي كان بين الإسلاميين والشيوعيين في الماضي والذي يحدث اليوم بين المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي، وأيضاً الذي يحدث بين البعثيين والإسلاميين كل هذا الأمر يجعل الإنسان لا يصدر أحكاماً مسبقة وليس هناك خلاف بيننا والأخوين الكريمين «أمين بناني ولام أكول» يرقى لما كان بين شركاء اليوم، ولذلك نحن نقول من الناحية النظرية هذا يمكن.. ولكن من الناحية العملية أنا أرى صعوبة في هذا ولكن لا أستطيع أن أقول هذا غير وارد وغير ممكن مطلقاً كإحتمال يظل الإحتمال قائماً وأن تتضاءل نسبته بدرجة كبيرة لإعتبارات موضوعية، لأن لام أكول مازال هو حركة شعبية وإذا فصل لا أتوقع أنه يأتي لحزب العدالة، قد ينشىء حزباً ونرى كيفية العلاقة بين حزبه وحزبنا، فالأمر يتوقف على أطروحات حزبه الجديد أن أنشأه، نحن حزب وحدوي، ونؤمن بأشياء معينة، ولنا مواقف في قضية دارفور وقضايا الفساد ودون ذلك فأحترمه بأن يقود حزبه ولكن رؤانا مختلفة معه في قضية دارفور وأنا أقول إنه من الناحية العملية نسبة التلاقي ضئيلة جداً ولا أستطيع أن أقول لن يحدث أي تلاقٍ مع هؤلاء الأخوين، لأن التجربة السياسية السودانية علمتنا أن لا نطلق أية احكام مطلقة من هذا القبيل.
حزبكم متهم من البعض بأنه جهوي ويخدم جغرافيا معينة فهل إستطاع الحزب أن يتمدد إلى بقية أجزاء السودان الأُخرى؟
– اليوم وفي صحيفة أجراس الحرية لي مقال بمناسبة إنعقاد المؤتمر العام للحزب وأتحدث عن كيف يصنف الناس في السودان بعضهم بعضاً وهذا جزء من الثقافة السياسية التي ترسبت في العقلية السودانية على مستوى النخبة وهذه ثقافة سالبة جداً، كيف يصنف الناس اليوم بعضهم البعض بأنهم جهويين أو قوميين، فالتصنيف ليس له أية حيثيات موضوعية، وإنما إلى أين ينتمي فلان ولماذا هذه العقلية؟ لأن حقيقة تسربت في عقلية النخبة في المركز أن للقومي مواصفات جهوية ومواصفات عرق معين ومواصفات لون معين وهناك صعوبة لأن يستوعبوا أن يقوم شخص ويكوّن حزب يكون مثلاً من جبال النوبة أو دارفور أو الجنوب ويسمى هذا الحزب قومي، فمباشرة يقولون إن هذا الحزب خاص بهذه الجهة، طبعاً إذا أنشأ أي إنسان من جهة بعينها «ذكرها ولكني سحبتها لضرورات»، حزباً مهما كان قوله الذي يقوله لا يصنف بأنه جهوي، وهذا جزء من التربية السياسية وهذا من مترسبات الثقافة في العقلية وهذا أمر خطير جداً ويفترض ان نهزم هذه العقلية بنهاية المطاف.
ونقول أن جزءاً من رسالة حزب العدالة هزيمة هذه العقلية، لأنه عندما أنشأنا الحزب قام وفق ميثاق مبادىء أساسية قلنا إننا حزب قومي ورفضنا في البداية تجربة الأحزاب الإقليمية المنغلقة على إقليم معين لأن التاريخ أثبت أنها تجربة غير فعالة، وفي مقالي بأجراس الحرية قدمت نقداً للأحزاب الطائفية والعقائدية والإقليمية، فنحن حزب قومي على المستوى النظري وماذا على المستوى العملي، وقال لي أنت الآن مدعو للمؤتمر ستأتي وتجد ناس أتو من البحر الأحمر وكسلا ليس من أبناء النوبة الموجودين هناك، ولكن من الهندندوة والبني عامر تجدهم وستجد ناس من نهر النيل ليس من أبناء جنوب كردفان الموجودين هناك ولكن من الجعليين وستجد الرشايدة وأهل دارفور وأهل الجزيرة، وستجد على مستوى القيادات وعلى مستوى البوستر المعلق للمؤتمر العام فيه صورة شخصي كرئيس للحزب وفيه صورة المهندس ياسر يحيى وهو من أبناء أُم درمان ويصنف من البيض في السودان، وهذا الحديث عن الجهوية في حزبنا وهم لأننا مركزين بأن لا ندمغ بهذه الدمغة فحتى في المفاوضات عندما أراد إخوتنا في المؤتمر الوطني أن يفاوضوننا في عام 2006م كان رئيس الوفد د. مصطفى عثمان إسماعيل وكل المفاوضين من جنوب كردفان، وقد شكلنا نحن وفداً برئاسة شخصي كرئيس للحزب والأخ ياسر يحيى من أُم درمان وآخر من دارفور وكان معي واحد من جنوب كردفان كان يمثل دائرة الشباب بالحزب وقلنا لوفد المؤتمر الوطني إذا كان هذا تشكيلكم الحزبي فمرحباً وأن كان المقصود به أن هذا الحزب هو حزب جنوب كردفان نحن نقول لكم من البداية نحن لسنا حزب جنوب كردفان وبالتالي لن نناقش معكم الا كل قضايا السودان بالترتيب المتفق عليه وحسب الأولويات في الساحة الوطنية وقلنا لهم أولويتنا قضية دارفور، ثم ثانياً التحول الديمقراطي ثم بعد ذلك قضية جنوب كردفان ورتبنا هذه القضايا وناقشناها كلها بهذا بالتسلسل، وفي نهاية المطاف إتفقنا على بعض الأشياء وأختلفنا في بعضها إختلافات كبيرة جداً، وقررنا أن نصدر بياناً مشتركاً كطرفي تفاوض توصلا لإتفاقات في نقاط وأختلفا في نقاط وأنصرف كل لوجهته، فيا سيدي ستجد فروع الحزب قائمة وأقول لك كان لنا وجود كبير جداً في الجنوب، فكان نائب رئيس الحزب من الجنوب وهو المحامي جون سايمون.. ولكن في إطار الحراك الذي حدث بعد توقيع إتفاق السلام حدثت تنقلات فالرجل لم ينضم للحركة الشعبية.. ولكن في إطار نسبة الجنوب في الخارجية أصبح سفيراً، وبالتالي أصبح خارج الحزب، وأيضاً بالإضافة للقيادات من الجنوب لحزبنا كانت لدينا فروع والآن أقول إن هذه الفروع أصبحت غير موجودة على الأقل للحراك السياسي الذي حدث فأغلب هؤلاء ذهبوا للحركة الشعبية والذي لم يذهب للحركة ذهب للوطني لأسباب معروفة.
لقد كانت هناك حركة دؤوبة من الطلاب أيام بداية انطلاقة حزبكم للإنضمام له ولكن تراجعت هذه الحركة الطلابية لماذا؟
– هذه ملاحقة صحيحة.. للآتي عندما قام حزب العدالة وأنضمت له أعداد كبيرة من الطلاب أغلبهم من جنوب كردفان ودارفور وهناك طلاب من ولايات أُخرى.. نحن تأثرنا كحزب بزخم الحركة الشعبية بعد إتفاق السلام على المستوى العام وعلى مستوى الطلاب وتأثرنا على مستوى الطلاب بوجه أكبر بقيام حركات دارفور ومواقفنا كانت قوية من قضية دارفور، ولكن طلاب دارفور في مرحلة من المراحل رأوا أن البديل الأسرع لحمل قضية دارفور هي الحركات المسلحة الدارفورية، وقامت تجمعات من طلاب دارفور كان أغلبها من طلابنا، ونحن نقول إن ما تم لا يهزمنا والآن المناخ السياسي مواتٍ وأنقلب الأمر لصالحنا، لأن الذي كان يتوقعه من أنصرف من عضويتنا للحركة الشعبية أو حركات دارفور لم يجده. [/ALIGN]