رأي ومقالات

عادل ابراهيم حمد : الخرطوم .. الولاية والوالي

[JUSTIFY]أسماها الأستاذ الفاتح النور «جمهورية العاصمة المثلثة» يشير إلى ما إعتبره إستئثار الخرطوم بجل الخيرات تاركة للأطراف الفتات. و يجهر الأستاذ حسين خوجلي للوالي عبد الرحمن الخضر بأمانيه له بالفشل حتى لا تكون الخرطوم الجاذبة سبباً في ازدياد نسبة المهاجرين من أرياف السودان و مدنه نحو العاصمة القومية بحثاً عن المدارس الأفضل و العلاج الشافي والسكن المريح و مدن الملاهي و الترفيه .. في جانب آخر: الخرطوم هي التي تغرق في شبر موية بعد أول مطرة، وهي حكومة الولاية الهدف المفضل لأقلام الصحفيين حتى أصبحت مفردات النفايات و المواصلات والمحليات عنواناً لهجوم كاسح لا يترك للولاية حسنة ولا ومضة ..

لكن الحقيقة بين بين، فلا الخرطوم جنة الله في أرض السودان ولاهي بالسوء الذي يدعيه أصحاب النظرة السوداء.. لكن يمكن للخرطوم أن تكون أفضل بكثير لو تجنبت حكومة الولاية التورط الطوعي في مشكلات هي في غنى عنها مثل الإستثمار في مجال المواصلات، ولو تجنبت تشتيت الجهود!! وركزت على خدمة أو إثنتين بما يتناسب مع قلة الموارد، وتعدد الإحتياجات، ولو أعادت للجان الشعبية سلطاتها ، ولو بادلت المواطن هجوماً بهجوم ، تذكّره بواجبه كلما ذكّر الولاية بحقوقه عليها.

عند تفصيل ما ورد ذكره يتلاحظ أن المواصلات تأزمت بعد أن حشرت الولاية أنفها في النشاط الذي كان أهلياً محضاً فأدخلت نفسها في عيوب (الكلتش) الكوري و ميزة (الأبنص) الياباني وإحتجاج السواقين على عدم صرف (مية) الرئيس. وهاهي تحاول بالتمليك الخروج من هذا المأزق، وكان في الإمكان أن تكتفي الولاية بتمليك المواطن معلومات حول المجالات الأفضل للإستثمار، ومنها النقل، ثم تساعده بالإعفاءات وغيرها .. ولا يختلف إثنان أن موارد الولاية لا تفي بحاجات المواطنين المختلفة، وقد تظهر ثمار الجهود لو ركزت على خدمة محددة كأن تعلن الولاية لمواطنيها بأن هذا العام هو عام المياه مثلاً ، بدلاً من محاولة ملاحقة كل كيس طائر أو ردم كل حفرة. وقد تخفف الحكومة الأعباء عن نفسها لو أعادت للجان الشعبية سلطاتها، فلا تضطر الحكومة لإفتتاح منافذ للبيع المخفض أو مراكز لتوزيع السكر..

وفوق كل ذلك أن تسلط الضوء بحملات توعوية على تقصير المواطن ، فتوظف التلفزيون الولائي بتسليط الضوء على سلوكيات سالبة خاصة تعامل المواطن مع مرافق عامة، وفي التعريف بإنجازات الولاية، فكم من مواطن أدهشه شارع النيل الجديد و هو يمر (مصادفة) بالشارع الجميل. قال إبن عطاء الله السكندري(من تساوى عنده المنع والعطاء ضمنت له الولاية) وبالمثل لو تساوى عند المواطن الإحساس بالحق و الواجب ضُمنت له الولاية .. ولاية الخرطوم.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. فكم من مواطن أدهشه شارع النيل الجديد و هو يمر (مصادفة) بالشارع الجميل!!!!??? ينيل عيشتك وهي الخرطوم دي شارع واحد!!!??? خالي البلد والاراضي كلها منهوبة وماسك لي في شارع واحد..

  2. الخرطوم حيث الرئيس بنوم و الطيارة بتقوم …. و حلاوة رغيف و النيلين، كل غاسلي الاموال الحرام يتجهون الى الخرطوم، و كل ناهبي المال العام يسكنون في الخرطوم … حتى ولاة الولايات و معتمدي الارياف بيوتهم و اسرهم بالخرطوم حيث ابتنوا القصور و يديرون ولاياتهم بالمراسلة او بالزيارات العابرة …. الخرطوم حيث الايرادات الضخمة التي تدخل جيوب من يتقنوا اللعب و يميتون الضمائر … هناك حيث اسعار الاراضي و البيوت تفوق الريفيرا و منهاتن … و السبب المباشر غسيل الاموال … حيث تغسل اموال المجرمين و اللصوص بشراء الاراضي و القصور باي ثمن فالمال سائب و سالب …. الخرطوم حيث يتوجه الحيارى و الضعفاء و من فقدوا مهنهم خاصة المزارعين و الرعاة في زمن المشروع الحضاري حيث اصبح اتجاههم صوب الخرطوم ليجدوا ما يسدوا به الرمق في المهن الهامشية التي لا تتسع لها مدنهم و قراهم ….. الم يهاجر اهل المناقل و تجارها و سندكالييها الى الخرطوم يا عادل و د ابراهيم حمد؟!