عبدالله الشيخ : إحياء حوار الوثبة من جديد « ليَشْهَدوا مَنافعَ لَهُم…»!
إن جُماع الرأي لدى قيادة حزب الأُمة، وفق بيان إطلاق سراح الإمام الممهور بتوقيع السيد علي قيلوب، هو إحياء حوار الوثبة من جديد، «ليشهدوا منافع لهم…»..!
هذا هو الخط السياسي للإمام وحزبه، قبل وبعد افتراع رئاسة الجمهورية لمسألة الحوار.. ذاك رأيهم وخيارهم، وحقهم الدستوري، الذي لا ينبغي أن يجادلهم فيه أحد، كما لا يجوز مجادلة الأنصار في المصير الذي يقودون حزبهم إليه غداً، في هوايد الليل ..!
فمن يتزوج أمك «قول ليهو يا عمك» وهو قطعاً لن يكون مثل أبيك، لكن «يربيك»..!
الأنصار بطبعهم «الثوري» يغضبون من الأسئلة الوجودية، وليست لهم حيلة أمام العقول التي تضطلع بتحليل «نصوص الحِكم» المطروحة في فضاء تجاربهم مع الدكتاتوريات.. فتلك الحِكم عند تحليلها وغربلتها، سرعان ما تصل بك إلى مُستمسكات من وجوه التلاقي والتفاهم «الكتّامي» الذي ينتهجونه في التقرب من إخوانهم «أهل القبلة»..!
تأمل عزيزي القاريء، في تشظي كيان الأنصار إلى أجنحة شتى خلال العشر سنوات الماضية، وكيف أن جناحاً من تلك الأجنحة يُدرك قبل غيره، استحالة «لَمْ شَمْلْ» قاعدة الحزب العريضة في حضرة الإمام وآل بيته..!
قطعاً لم تكن قيادة الإمام للكيان هي السبب الوحيد في التشظي، لكنه ــ أي الإمام ــ هو صاحب أطول تجربة سياسية في تاريخ السودان المعاصر، فكيف لم ينتهج الوسائل الصِحاح إلى حماية كيانه المستهدف وهو يقول بذلك كثيراً.. كيف لم يستطع أن «يُدرك سماءه، بعد ذاك المزاد»؟!..
تأمل كيان الأنصار، وقارن بينهم وبين المراغنة البارعين في الصمت ساعة الصمت، والقانصين بحِبال صيدهم في مواسم الوفرة، وخفيفي الظل في الطفرات لحظة الوثوب..
فالمراغنة بذكائهم الفطري، لا يبذلون أبداً، هدايا مجانية على حساب رصيد الختمية والحزب، وكل ما يفعلونه مع الإنقاذ، عبارة عن تواصل شخصي تحت رعاية أبو جلابية، الذي غالباً ما يرشح السيد «تاج السر محمد صالح» للإشراف عليه..!
وهناك انشقاقات كذلك في جدار الختمية، نعم وهي كثيرة أيضاً، لكنها خالية من شوائب القبلنة الواضحة في انشقاقات الأنصار..! هناك فروق جوهرية بين هذا وذاك: فالأنصار حين يضطرون إلى «انتخاب إمام» فلا بد أن يأتيهم من آل البيت، وإن أرادوا انتخاب أمين عام، فإن لم يكن من آل البيت فلا بد أن يكون من غرب السودان، وإلا فلا..! تلك أجواء الطائفة التي لن تتغير إلا بتفشي الوعي فينا.. إذن لا جديد بعد الشهر الذي قضاه الإمام رهينة عند أحبابه في الحزب الحاكم، وليس هناك ما يستدعي احتفاءه بالخروج، وقوله إن اعتقاله «كان استفتاءً»، لكونه نسف نتيجة الاستفتاء في متن بيان الخروج..! وهل هناك استفتاء أكثر من اعتقال القيادات المقربة منه، لأنها طالبت بإطلاق سراحه، رافعة شعار «لا حوار مع الأشرار»؟!
هذا هو الإمام، يرفل في هوائه العليل، بعد بيان الخروج.. وهناك حبيسٌ آخر، هو الأستاذ إبراهيم الشيخ، الذي سيخرج إلى فضاء الحرية، طال الزمان أم قَصُر، لكنه قطعاً لن يخرج «بهذه الطريقة»..!
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]