الساسة وحمى المونديال: الإمام يدعم المنتخب الهولندي والبشير قلبه مع الجزائر.. الخطيب يقاطع الفعالية والترابي مع اللعبة الحلوة
حمى كأس العالم خطفت اهتمام السياسيين أيضاً فتقلصت مساحة الثرثرة في البرلمان ومجلس الوزراء ودور الأحزاب لصالح شاشة (الجزيرة الرياضية)، ربما لأن أندية كرة القدم تأسست إداراتها على توجهات وميول سياسية، وبالخصوص أندية القمة التي أضحت مناطق للتنازع والاستقطاب الحزبي، ليس مهماً هذا الآن بقدر اهتمام رؤساء الأحزاب السياسة والشخصيات البارزة بمباريات كأس العالم في البرازيل، فإلى أي مدى تحظى تلك المنتخبات بتشجيع الساسة السودانيين؟، وإلى أي المنتخبات ينحازون؟، وهل بالضرورة لعلاقتهم الأيديولوجية بتلك الدول أثر في دعم منتخباتها؟
في المباريات بين بعض الدول المتناحرة تقفز السياسة وتجلس في المنصة الشرفية وتتراجع فلسفة كرة القدم ويبقى الثأر مع تقاطع المصالح رهينا بتسديدة على الشباك، الشاهد أن أيما مباراة بين إسرائيل مثلاً والمنتخب الإيراني لن تحمل طابع الودية، وكذا الحال مع كثير من الفرق والمنتخبات حيث تسيطر على مشجعيهم فكرة الهزيمة الجارحة، والثأر كمقابل ضروري للكرامة المسحوقة، في الخاطر العقاب الذي كان يفرضه العقيد القذافي على منتخب ليبيا في حالة الخسارة، وفي السودان يشجع معظم الناس منتخبات بعينها لعلها تذهب من إحباطاتهم كل مرارات الهزائم السياسية والاقتصادية والتنموية، هذا إذا صح زعمنا.
المهندس محمد مختار الخطيب شخصية رياضية بلا شك ومن سبقه الراحل نقد كان لاعباً مهارياً في شبابه، سكرتير الحزب الشيوعي بدا محبطاً في حديثه (لليوم التالي) الخطيب قال إنه لم يتابع (كأس العالم) هذه المرة بسبب احتكار القنوات له، وأبدى استغرابه كيف يسمح الفيفا بأن تحرم الشعوب من لعبة جماهيرية، كانت بالضرورة للناس، كل الناس، الأغنياء والفقراء، ولكنها اليوم أصبحت لعبة للأغنياء مما أفرغها من مضمونها؟، الخطيب اعتبر كرة القدم منافسة شريفة وتعتمد على الروح الجميلة وحتى الهزيمة فيها لا تقاس بمعايير الهزائم الأخرى، ومضى الرجل إلى أنه لا يشجع فرق أمريكا الجنوبية لأنها دول اشتراكية وانما يشجع الفرق التي تؤدي أداء جيداً، وفسر توفير الحزب الشيوعي لشاشة وكرت في أحد مقراته بأنه أمر طبيعي سيما وأن الحزب حزب جماهيري ولا يريد أن يحرم الفقراء من متابعة مباريات كأس العالم، لهجة سكرتير الحزب الشيوعي يشوبها نوع من الفخر لما يقوم به عضوية الحزب وقد أرجع توفير الشاشة إلى مجهودات فردية حتى يستمتع الناس بالمباريات، وأردف الرجل بأن جماهير حزبه يحبون الأشياء الجميلة، الخطيب اعترف بأنه (مريخابي) ولكن نتيجة للظروف والضغوط الاقتصادية والسياسية لم يعد يتابع مباريات فريقه.
في الجهة المقابلة لا يبدي الأمين العام للمؤتمر الشعبي اهتماماً ملحوظاً بكرة القدم، شيخ حسن يهتم بالنتائج فقط والمعرفة من قبيل الثقافة العامة، الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كشف عن متابعة الترابي لبعض المباريات والسؤال عن منتخبات بعينها بجانب أي ملابسات تطرأ نتيجة للتنافس الرياضي مؤكداً أن شيخ حسن يشجع اللعبة الحلوة، قالها كمال عمر ضاحكاً (وأحياناً يصنع اللعبة الحلوة)، كمال عمر بدا متحمساً للحديث عن اهتمام حزبه بالرياضة بصورة عامة وكرة القدم على وجهه الخصوص وقال إن الحزب لديه منظومة رياضية كما أن نائب الأمين العام هو مسؤول الرياضة في الحزب ويرفع تقاريره حتى عن الرياضة العالمية، والدافع وراءه أن كرة القدم رسالة وليست ملهاة، رسالة تربط الشعوب مع بعضها وتعزز فيها القيم النبيلة وتطور إمكانيات الناس، وعزز عمر حيثياته بحديث الخليفة عمر بن الخطاب عن تعليم الأبناء الفروسية، عمر انتهى إلى أن الرياضة دبلوماسية شعبية واعترف بأنه يشجع المنتخبين البرازيلي والألماني، وقال إنه حزين لخروج إسبانيا، ولم يكن يتصور أن أرغواي سوف تهزم إنجلترا بكل تاريخها، إذاً، وبحسب إفادة كمال عمر للصحيفة فإن اللاعب الذي لفت نطره هو (روبن) مهاجم الفريق الهولندي.
الأمر ليس حصرياً على الساسة والرياضيين وانما على شخصيات أخرى من ضمنها الدكتور محيي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين، تيتاوي قال إنه متابع للمباريات وقد لاحظ المستوى الضعيف للفرق الأفريقية التي حرص على تشجيعها، تيتاوي لم يشكل حتى الآن رأيا بخصوص الفريق المؤهل لنيل اللقب، وقال إن الوقت لا يزال باكراً، لكنه شدد على أن البرازيل لن تفرط في الكأس هذه المرة، وأبدى رئيس اتحاد الصحفيين إعجابه باللاعب البرازيلي نيمار، وكذا لاعب أرغواي (سواريز) وتوقع الرجل أن تتفوق منتخبات دول أمريكا الجنوبية على المنتخبات الأوروبية بإعتبار أن لاعبي الدول الجنوبية يلعبون في الأندية الأوروبية وملمون بطبيعة الخطط واللعب هنالك.
ثمة إفادة أخرى انتزعناها من سكرتير الإمام الصادق المهدي، محمد زكي الذي أكد لـ(اليوم التالي) أن الإمام الصادق المهدي متابع بشكل جيد للمباريات سيما وأنه شخصية رياضية في المقام الأول ويحب الفروسية ويكره السمنة، ويرى الإمام – بحسب إفادة زكي- أنّ الرياضة بصورة عامة علاج للأجسام والقلوب وفيها منافع للناس، وشدد زكي على أن رئيس حزب الأمة القومي لا يشجع منتخبات دول إسلامية أو فريقية كنوع من الإنحياز ولكنه شخصية عالمية ويدعم الفرق التي تؤدي أداء جيداً، ومع ذلك لم يخف الإمام اعجابه بالمنتخب الهولندي، على كل حال الأمرر ليس حكراً على قوى المعارضة ولكن الحكومة نفسها وعلى رأسها البشير تتابع مباريات كرة القدم، ولم يخف الرئيس – بحسب ما رشح من معلومات – مؤزارته للمنتخبات الأفريقية وعلى رأسها الجزائر.
صحيفة اليوم التالي
أ.ع
اين المدينة الرياضية …راينا منتخبات من اصقاع افريقيا الكاميرون وغانا وساحل العاج ونيجيريا..والمدينة الرياضية تلتهمها حمى سرقة المال العام …دولة بلا مدينة رياضية والسبب معروف