قير تور

متغيّرات على زواج الدينكا (3)

[ALIGN=CENTER]متغيّرات على زواج الدينكا (3) [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* توقفت في المرة السابقة عند سرد ما حدث في مناسبة حقيقية في الشهر الماضي كآخر مناسبة في العام المنصرم. وبهذا السرد أردت لفت النظر إلى أن أهم المتغيرات على زواج الدينكا موضوع اعتناق كلٍّ من المسيحية والإسلام كأهم عنصرين، ثم أتت بعد ذلك عادات وثقافات أخرى لم تكن عند الدينكا في الزواج وهي دخيلة على مجتمع الدينكا، بحكم التأثر بمجتمعات أخرى مكانياً وزمانياً. بعض هذه العادات جميلة وبعضها أقبح ما تكون العادة. لكن سيأتي زمان تناولها لاحقاً بالأمثلة الحيَّة.
* وكما سبق الإشارة إلى أن الاخوة دومبيك ياي وشول اشوانق وزكريا جوزيف، بالإضافة إلى الأخ جوك بيونق الور، وكل هؤلاء باستثناء الأخ شول اشوانق موجودون خارج البلاد، وسوف نواصل طرح الموضوع على سطح أوراق صحيفتنا حتى يجد البسيطون من أهلنا الفرصة على المطالعة وتزويدنا بالمعلومات التي قد نكون أخطأنا فيها وفي الوقت نفسه يكونوا ساعدونا في توثيق تراثنا المهم جداً.
* عند الزواج قد لا يكون العريس على معرفة بالفتاة التي يرغب في زواجها في بعض الأحيان، وليس ضرورياً كذك على الفتاة معرفة الشخص الذي سيتزوجها. الشاب قد يتزوج فتاة لم يرها من قبل أو سمع بها… يكفي أن يختار الأهل الفتاة ويدفعوا المهر ثم يستلم الشاب زوجته نتيجة الثقة في اختيار الأهل، ونفس الشيء يحدث للفتاة فهي ليس من حقها رفض ما وافق عليه الأهل.
* الزيجات التي تتم عن طريق تعارف الشاب بالفتاة يسبقها فترات اختبارات صعبة جداً، منها مثلاً وقوف الشاب لأول مرة مع الفتاة يظهر رد فعله مباشرة في المرة التالية. بمعنى أنك إذا صادفت ووقفت مع فتاة لم تكن تعرفها، ولاقيتها في المرة القادمة ووقفت معك مدة تحسب دقائقها فهذا يعني بأن الفتاة لم تجد المعارضة على شخصية الشاب من أهلها، وهذه الموافقة لا تقال بطريقة مباشرة إ
نما بالتحري من خلال الكلام لأن الفتيات كبيرات السن أو النساء بمجرد رؤيتهن شاباً لا يعرفنه يقف مع قريبة لهن يسألن الفتاة “دا منو اللي كان واقف معاك قبيل؟”. ومن الأشياء المهمة جداً التعرف على الاسم كاملاً والطوطم والعشيرة والقبيلة.. إذا كان هذا الشخص غير مرغوب فيه فالأسرة تكتفي بالإجابة لبنتهم بالقول “ما دايرين نشوفك ماشة معاهو يوم تاني”. أما أخطر أنواع التحري فهو عندما يتحدث أخوان الفتاة إليها يحذرونها من شخص ما فهذا يعني أن وجوده في الحي الذي تقطنه الفتاة خطر على حياة ذلك.
* لكن هل هذا الأمر يسير كذلك في الوقت الراهن؟ أقول لا. فليس متاحاً للأسرة في الوقت الراهن معرفة ما يدور في داخل البيت ناهيك عن ما يدور في الخارج في الوقت الذي صارت وسائل الإتصالات تجعل اللقاءات سهلة دون حضور الأهل.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1145- 2009-1-21