قير تور

ديوان الضرائب (1 – 2)


[ALIGN=CENTER]ديوان الضرائب (1 – 2) [/ALIGN] تحكي قصة بها الكثير من جوانب بحاجة إلى تأملات بزوايا عديدة لأن كل فرد ينظر إليها حسب الجهة الجغرافية التي ينحدر منها في السودان… عن واحد من بلدياتنا غير المنتمين للقبائل المفتخرة بعروبتها كأصل سيادة وريادة، وهي قبائل لا تستطيع نطق بعض أصوات الحروف العربية لأنها غير موجودة في لغاتها المحلية… المهم تحكي القصة عن أحدهم في مدرسة إبتدائية تم تعيينه مدرس حساب.. وفي أحد الأيام وهو يقوم بتدريس تلاميذ الصف الأول الذين كانوا يرددون وراءه ما يريد تلقينه لهم… والحصة كانت عن الرقم (1).. وعليه فكان يهتف بصوت عالي قائلاً: “قولوا وايد”… والتلاميذ بدورهم يرددون الكلمة: “وايد”. والأستاذ لا يعجبه ما يسمعه فيقول: “لا.. ما وايد.. قولوا وايد…”. وأصابه المحاولات بإرهاق كبير إضطر بعده إلى الإستعانة بمدير المدرسة شاكياً له بأن التلاميذ لا ينطقون الكلمة كما يجب، وعليه أراد الناظر التأكد مما قيل فجاء إلى داخل الفصل ثم وقف أمام التلاميذ طالباً منهم ترديد ما ينطقه لهم قائلاً: “واحــد”…. والتلاميذ بصوت عالي قالوا: “واحد”… وكرر الكلمة أكثر من مرة وعنده إلتفت إلى المدرس ولاحظ الرضا على وجهه فغادر الفصل. وبعده قال المعلم: “قولوا وايد….”. فقالوا وايد… فقاطعهم بسرعة: “لا لا… ما الوايد بتاعتي.. قولوا الوايد بتاع المدير!!”.
القصة اعلاه لا أهديه إلى موظفي ديوان الضرائب فقط بل إلى كل سوداني يعمل لصالح حكومة جمهورية السودان اينما كان.
شاهدت إعلاناً عبارة عن مسرحية تعرضها فرقة فنية سودانية على التلفزيون. في تلك المسرحية يظهر أحدهم قلقاً من موضوع تهربه من الضريبة المستحقة عليه سنوياً ويتخوف من تقدير جائر يقضي على ماله، ولكنه يجد اسلوباً راقياً من جاره الذي يعمل بديوان الضرائب ويطمئن قلبه وعليه أستطاع قضاء بقية يومه. والمقصود من الإعلان هو دعاية لصالح هذا القطاع الحساس الذي تقوم عليه الدولة الحديثة. وهنا اشيد بديوان الضرائب لأن فكرة البرنامج ممتازة رغم مأخذي على الأجزاء اختارتها الفرقة المسرحية فحسب ظني سينفر المواطن العادي… وللدقة أكثر فالذي لا يعرف أهمية الضريبة التي يدفعها سيمتنع عن دفعه بعد مشاهدته المسرحية… ومثال حي لما اقول سأتحدث عن نفسي فقبل اسبوعين من تاريخ كتابة هذا المقال ذهبت اسرتي إلى مستشفى تعليمي داخل ولاية الخرطوم في محلية بحري وهناك تم تحويل حالته إلى عملية جراحية لا تتوفر في المستشفى الحكومي وفي المستشفى الذي تم تحويله اليه لم يتم إجراء العملية بسبب عدم توفر المال (كاش) المطلوب حينه فتم تأجيل العملية إلى وقت آخر والحمد لله تمت العملية الجراحية فيما بعد ما استطعنا تدبير المبلغ المطلوب… فهل يا ترى يستطيع ذلك المتحدث الذي يقول بان الضرائب يستفيد منه المواطن في العلاج؟… يبدو ان البرنامج يتحدث عن الشيء المفترض الذي كان على الضرائب تأديته لكن في الواقع فالضرائب حالياً لا يستفيد منه المواطن في التعليم ولا في الصحة.. وما قلته لا ينكر اهمية الضرائب، لكني اردت ان يكون ديوان الضرائب يخاطب الناس بموضوعية عن نفسه ويقنعهم بدلاً من عمل اعلان سيكون دعاية سالبة عليه.. وإذا إلى ما ذكرت من قصة عشتها وهي عن شقيقي الذي كان يعمل بالشرطة من قبل انتهت مدته… فهل شقيقي هذا له نفس فهمي عن أهمية الضرائب؟.

لويل كودو – السوداني
1/ 9/ 2010م
grtrong@hotmail.com