أ.د. معز عمر بخيت

يا ليت هذا الكون كله نساء

يا ليت هذا الكون كله نساء
يا ليت هذا الكون كله نساء
يا ليته الزمان فيضه أنوثة
ورقة عذوبة وكبرياء
يا ليتنا طلعنا من ضلوعها
ومن جداول الحنين عندها
ومن أريج نبضها
وحسنها الذي يموج بالعطاء
فكلما تشعبت دروبنا شقاوة
وكلما تمدد العناء
نعود في حضورها طفولة
نجيء مثلما خرجنا أبرياء
كأننا بكفها أزاهراً كأننا جدائلاً
بقلبها نظل أتقياء
جميلة هي الحياة قربها
وحولها وبينها وفي عيونها
فصوتها صفاء
وصمتها مقاطعاً من النشيد
همسها ازدهاء
وحضنها العظيم قصة من الهوى
تجلجل السماء
فصولها رواية تفيض بالجوى
وعالم يؤج بالإباء
يا ليتني وليتهم وليتنا
نذوب في رحيقها تهجداً
من لحظ فجرنا لآخر المساء
نصلي في انتظارها
الصبح حاضراً
والعصر مغرباً
والظهر بالعشاء
فكلها الحياة في حضورها صلاة
وكله الزمان في وجودها بهاء
وكل هذه البحار قطرة بعمقها
والليل والنهار والفضاء
مواسماً من الربيع
روضة من الخريف صيفها شتاء
وكلنا جميعنا
قصائداً كواكباً جزائراً وأبحراً شواطئاً
بسحرها سواء
نهيم خاشعين خاضعين قانطين
لا روّية ولا ارتواء
فهذه النجوم كلها
والبدر والشهاب والسحاب والندى
وكل ما يدور في الوريد من دماء
متيم بها
بأحرف ترن في غياهب النهى
فـ(نونها) نقاء
و(سينها) سماحة
و(واوها) وفاء
و(تاؤها) توهجاً وسندساً وماء
حواء دونك الحقول لاغية
والشمس والتلال والهواء
والصدر غير عطرك الجميل ذابلٌ
والعمر دون قربك انتهاء
فإن أتت حبيبتي هنا
الدهر كله أتى والخير كله أفاء
والصبر والجراح والأسى
تساقطت وجوههم وهاجر الشقاء
فلا الرحال في مضاجع النوى
ولا السكون في مواجع البكاء
سيشهدون توبة الرؤى
إذا احترقن أسطري تلهفاً
وازدانت الشموع بالضياء
يا ليت هذا الكون كله حبيبتي
فكلها حضارة
وكلها جسارة
وكلها نضارة
وكلها نساء
يا ليت هذا الكون كله حبيبتي
يا ليت هذا الكون كله نساء.

أ.د. معز عمر بخيت – عكس الريح
صحيفة المجهر السياسي
[Email]moizbakhiet@yahoo.com[/Email]

‫2 تعليقات

  1. من أمثالنا التي تنتقص من قدر المرأة :

    البيت البشيل عشرة رجال مابشيل مرتين !!
    ضرائر ؟ زوجة ولد ونسيبتها ؟ وحماتها ؟ زوجات اخوان ؟

    المرة كان بقت فاس ما بتقطع راس !!
    ومن يتكفل في زماننا هذا بالبيوت ؟ طبيبات …معلمات …عضوات هيئة تدريس..ممرضات …ستات شاي ….الخ وكمان بقن مغتربات

    فكيف بالكون لو كان كله رجال ؟
    ولكن
    ليست الرجولة معنى مكتسب
    لا لا ثم كلا
    فهي معنى وأصالة
    وجدارة موهوبة
    مافي ذلك شك أو جدال
    وهي نبل واعتداد
    وهي صبر واحتمال
    الرجولة
    أن يصهر معادنها الزمان
    ويصوغ معناها القدر
    فتكون هي الأبطال

    ومن كانت رجولته اكتسابا
    فخير منه ذكران الغزال

  2. وانا اقول وبكل جراة ياليت كل الكون معتز عمر بخيت جميل ماتكتب ولاجمل عندما اتخيل ان جميع كتاباتك هادفة ومثقفه ومرتبة ومعبرة اتمنى لك التقدم والاذدهار استاذا دكتور معتز عمر بخيت