مقالات متنوعة

خطة المائة يوم: رسوب المعارضة وملحق الحكومة


خطة المائة يوم: رسوب المعارضة وملحق الحكومة
هاهي المائة يوم التي حددتها المعارضة لإسقاط الحكومة بل ونظام الحكم كله ابتداء من الأول من شهر يونيو الماضي ، تنقضي باكتمال انقضاء أيامها المائة يوم أمس ،ولم نسمع لها حسيساً ولم نجد لها رفداً سوى في الأسبوعين الأولين منها الذين حددتهما حسب تصريحاتها بأنهما لمراجعة وبناء هياكل عملها ،فلم تنجح في أي شيء ،وبالأحرى فشلت في كل شيء،فلم تحرك الشارع ولم تعبئه كما تريد ،بل لم تحدث أي حراك أو برنامج ذي شأن يقض مضجع النظام الحاكم. وأكثر وأكبر جهد قامت به المعارضة هو إنذارها للنظام بأن (سلّم تسلم ) عبر الهبوط الناعم ،وهو ما لا يعبأ به النظام الذي يقول من جانبه إنه منتخب من الشعب لفترة لم تنته وأن الهبوط الناعم بالنسبة له أو لغيره لا يتم إلا عبر صندوق الاقتراع مع فتح باب الحوار حول آلية ضمان شفافية العملية الانتخابية القادمة ،وتتذرع المعارضة بحسب تصريح محمد ضياء الدين رئيس لجنة التعبئة بتحالف قوى الإجماع المعارض، بأن مواجهة النظام لخطة المائة يوم بمنع العمل السياسي ومحاصرة الأحزاب في مقارها السياسية هو الذي أعاقها ، وأوضح أن الهيئة العامة للمعارضة ستناقش في الاجتماع المزمع انعقاده الأيام المقبلة التقرير النهائي لخطة المائة يوم وستضع على ضوئه تصورها لمواجهة المرحلة المقبلة.والمعارضة تسعى لاجتماعها هذا لتنعى خطتها تلك ،تجد في قارعة الطريق ما يرفع من أملها ويزيد فرصتها ربما في تمديد المائة يوم أو إلحاقها بمائة أخرى حتى تستطيع تحقيق ما تحفظ به ماء وجهها من التحركات التي ستبنيها على امتحان الملاحق الذي قدمته لها الحكومة على طبق من ذهب،عندما حركت قراراتها برفع الدعم عن الوقود (البنزين تحديداً ) الذي ربما يلحق به غيره في الموازنة الجديدة ،وها هي إشارات محمد ضياء الدين لـ (الرأي العام ) تحمل تلك المعاني ( أن رفع الدعم عن المحروقات سيؤدي إلى تأزم الواقع ورفع أسعار السلع الضرورية بصورة غير مقبولة، وهذا بالضرورة سيؤدي لخروج المواطن إلى الشارع ضد زيادة الأسعار). وبعد أن يتأكد للمعارضة خروج المواطن ماذا ستفعل (إن ذلك سيضع المعارضة أمام المسؤولية الوطنية بالتعامل مع متطلبات المرحلة، وأن تعبر عن رفضها لسياسة النظام الاقتصادية وانحيازها لصف المواطن)، وذلك اعتراف ضمني بأن المعارضة لا تستطيع إخراج المواطن لكنها ستتبعه إذا خرج.

حاشية:

بالأمس تحدثنا عن خطأ توقيت إثارة رفع الدعم عن المحروقات بعد يومين فقط من الاتفاق على تمديد تدفق نفط الجنوب والاتفاق على معالجة القضايا العالقة. فبدلاً من توظيف تلك المستجدات في تحقيق مكاسب لصالح سعر الصرف والثقة في الاقتصاد تم إهدارها ،وبدلاً من أن تشيّع الحكومة الآن فشل مائة يوم المعارضة ،تقدم لها قبلة الحياة.

الكاتب : مرتضى شطة
صحيفة الرأي العام


تعليق واحد

  1. ،وتتذرع المعارضة بحسب تصريح محمد ضياء الدين رئيس لجنة التعبئة بتحالف قوى الإجماع المعارض، بأن مواجهة النظام لخطة المائة يوم بمنع العمل السياسي ومحاصرة الأحزاب في مقارها السياسية هو الذي أعاقها !!

    يا سلاااام على المبررات التي تفقع المرارة !

    منتظرين يعني مثلا ، أن يقول لكم النظام تفضلوا أسقطوني !

    وهل ينتظر من هكذا معارضة أن تنجح في الحكم ؟!

    إذا كان هذا أسلوبها في المقاومة فكيف سيكون أسلوبها في الحكم بعد أن تتذوق الحكم وتستطعم السلطة ؟!