احمد دندش

كان ياما كان..!!


[JUSTIFY]
كان ياما كان..!!
(1)
كان دوماً يحدثها عن انجازاته، وعن بطولاته، وآخرها تمكنه من اقناع (سيد الدكان) من تأجيل ماعليه من (حساب)، و…فعلاً..قمة البطولة في هذا الزمان ان تنجح في اقناع (سيد الدكان).!!

(2)
كان يناديها بـ(حبيبتي الغالية) ثم استبدلها بـ(الغالية) فقط، وذلك بعد اعلان (التقشف) في البلاد.!!

(3)
كان يحلم في الطفولة ان يكبر ويصبح (دكتور)، ثم تغيرت احلامه بعد ان وصل للثانوي العالي وقرر ان يصبح (مدرس)، وبعد دخوله للجامعة قذف بكل تلك الامنيات عرض الحائط واختار دراسة هندسة البترول ليصبح (مهندساً) كبيراً، وبعد تخرجه وجد نفسه (سائق ركشة)، لكن الغريب في الامر ان (الركشة) لم تكن ضمن خيارات احلامه على الاطلاق.!!

(4)
كان يفتخر بكثرة علاقاته مع الجنس اللطيف، وكان يحكي لاصدقائه بصورة شبة يومية عن مغامراته العاطفية، حتى جاء ذلك اليوم الذى تزوج فيه، وبدلاً من ان يحكي لاصدقائه عن مغامراته الزوجية صار يحدثهم في (السياسة).!!

(5)
كان بشوشاً مع كل الناس، يمنح الآخرين الابتسامة دون ان ينتظر أخذ صدقتها، يساعد هذا وينصح ذاك ويمد يد العون متى ماطلب منه ذلك، حتى صار مضرب مثل في الحي وصار الرجل الذى تقضى عنده كل الحوائج، بعد سنوات تم اختياره لمنصب مرموق، فوضع على مدخل مكتبه لافتة ضخمة كتب عليها وبخط عريض: (لكل مرحلة ادواتها)..!!

(6)
كان يحبها جداً، يحرص على راحتها في كل شئ، يشترى لها ماتريد قبل ان تطلب، ويقدم لها قرابين المحبة كل صباح، ذات يوم استيقظ من نومه مذعوراً، نظر اليها ثم ارتدى ملابسه وغادر المنزل ليعود بعد ساعات وهو يتأبط عروساً جديدة، سألته زوجته بدهشة عما فعل، فقال لها بهدؤ: (لقد احببتك حتى شعرت انني بحاجة للتوزان)..!!..وهكذا بعض الرجال (يضحكون ويقتلون..بنفس الملامح)، او كما غنى تاور وكتب حمدون..!

(7)
كان يردد دوماً ان بداخله (روح فنان) تحتاج فقط لإيجاد فرصة، وبالفعل بعد ايام قلائل حانت تلك الفرصة بعد ان وضعت زوجة جارهم طفلاً، وتم الترتيب لاقامة حفل صغير على شرف قدومه، ليعتلي المسرح ويبدأ في الغناء، وبعد الفاصل، اقترب منه شيخ كبير وقال له في سخرية: (بصراحة ياابني انت مامحتاج لي فرصة…انت محتاج تتعالج من الجيوب الانفية)..!!

(8)
كان يحلم بالهجرة، ومن اجل تحقيق ذلك الحلم قام ببيع كل شئ…التلفاز…والثلاجة…وحتى الراديو…وبعد ان حقق حلمه وهاجر لتلك الدولة الاوربية قام ببيع (كليته) ليتمكن من توفير مصروفات الحياة هناك..!!!…وهكذا الهجرة في بعض الاحيان (تبيع) من اجلها كل شئ، ولاتشترى الا (الندامة)..!

(9)
كانت تخبره دوماً ان الحب لاعلاقة له بالمال، وكانت تحرص على ان تقراء له مقاطعاً من اشعار نزار قباني وتقول له وبدلال: (شفت الكلام دا عندي بالدنيا)، بعد ايام تفاجأ بها تطلب منه فك الارتباط بسبب اصرار اهلها على ذلك، خصوصاً بعد ان تقدم اليها عريس جديد، فسألها هو ببلاهة: (والعريس دا منو..؟؟..نزار قباني)..؟؟؟؟…و….

عزيزي العاشق عليك ان تعلم ان لـ(المغترب) سحراً يفوق قصائد نزار قباني العاطفية.!!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة الأهرام اليوم


تعليق واحد

  1. ظريفة والله يا دندش . إبق علي هذا المنوال الساخر ، فعوالمه إبداعية ، وهو افضل بكثير من مغصة السياسة. تحياتي
    براق