رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : بين غزة والعراق وسوريا نشاهد

[JUSTIFY]المؤسف جداً هذه الأيام أن بعض الحكومات المتعفنة أو المهترئة.. لا تعير اهتماماً لما يجري من مجازر ضد النساء والأطفال على أرض غزة، وفي نفس الوقت تتحدث عن إرهاب «داعش». ومعلوم أن «داعش»هي حركة قامت على أرض الدولة فيها قد انهارت. ومجازر اليهود تقوم على أرض محتلة منذ عام 8194 فراغ الدولة في العراق وسوريا كان لا بد أن يملأه المجاهدون هناك إسعافاً لبلادهم حتي لا تتحول إلى صومال أخرى تأكل فيها القبائل بعضها البعض.

دعونا هنا نتحدث بموضوعية عن آخر التطورات في العراق. الآن إقليم كردستان أشبه بدولة مستقلة أو هو كذلك بدون إعلان، فما الفرق الآن بين كردستان وجمهورية أرض الصومال شمال الصومال؟! جمهورية أرض الصومال أو «الصومال الشمالية» هي الآن دولة مستقلة لكنها بدون اعتراف من الأمم المتحدة، فهي ليست عضواً فيها، ورغم ذلك تبقى دولة ديمقراطية تقام فيها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مع أن عضوية الأمم المتحدة تضم دولاً عديدة دكتاتورية لأبعد حد مثل مصر بعد انقلاب السيسي، وهذا يعكس لنا بالطبع مدى الهزل الأمريكي على الساحة الدولية، فواشنطن التي كانت تدعي تشجيع الديمقراطية في الشرق الأوسط تطبع علاقاتها مع الدول الدكتاتورية وتحرض في نفس الوقت على رفض ضم الدول الديمقراطية لمنظمة الأمم المتحدة مثل جمهورية أرض الصومال أو الصومال الشمالية. وتلك إذن قسمة ضيزى.

الآن إقليم كردستان في العراق بعد إطاحة حكم صدام حسين يبقى مثل أرض الصومال دولة مستقلة عن الدولة العراقية المنهارة، فهو له جيشه الذي يقوده مسعود مصطفى البرزاني وله نفطه الذي تستخرجه حكومة الإقليم وتصدره دون أي تدخل من بغداد. ويجدر ذكره هنا أن المحكمة الجنائية الدولية بالفعل ينعقد لها الاختصاص حالياً في دولة العراق المنهارة، لأن من أسباب انعقاد الاختصاص لها انهيار الدولة وبالتالي انهيارالدولة القضائية فيها. فهل سنرى هذه المحكمة المشبوهة تتحرك نحو تقييم الأوضاع الجنائية في العراق بعد التجاوزات التي قامت بها السلطات العراقية الشيعية ضد أبناء السنة الذين يمثلون ستين بالمائة من الشعب العراقي إلى أن الشيعة في نظر المحكمة الجنائية هذه مثل اليهود، لا تتحرك تجاههم بمذكراتها التوفيقية؟!

لكن لا ينبغي أن يقول قائل إن الاحتلال الأمريكي للعراق هيأ المسرح فيما بعد للمجاهدين، فحسابات إسرائيل هي ألا تكون في العراق دولة تمتلك صواريخ تصل الى عمق الكيان الصهيوني مثل الحسين والعباس التي وصلت من قبل بالفعل، وكان هم إسرائيل كله إطاحة نظام صدام لحماية أمن الاحتلال. أما واشنطن فهي تهتم بشراء نفط العراق بثمن بخس وبالطبع إسرائيل نفسها تستفيد من هذا النفط، فواشنطن تدعمها بأكثر مما تدعم به بعض الولايات المتحدة الامريكية. طبعا نظام صدام هو المسؤول من هذه الثغرة الكبيرة جدا وهذه الذريعة التي استفادت منها واشنطن. صدام لو كان من الإسلاميين او السلفيين لماا حتل الكويت لأن العقلية السياسية الإسلامية أو السلفية تتعامل بمنطق «غلبت الروم في أدنى الأرض وإنهم من بعد غلبهم سيغلبون».

على أية حال فإن قوات داعش توجد الآن بقوة ضاربة على أرض العرب، منها الجيش الشيعي الجبان جدا من قوات إسلامية قليلة العدد بما يذكر بأغنية الفنان الشعبي: «سمعنا لنا خبراً في الهلالية.. سبعتاشر سكن سبعمية» أيها الناس هل الإ رهاب ما تفعله «داعش» وهي تجد دولة منهارة وأرض العرب منها جيش جبان أم إسرائيل التي تحتل أرض الفلسطينيين؟! طبعا السيسي والأسد وحفتر في ليبيا يشعرون بخطورة داعش لكنهم لا يحسون بمآسى الشعب الفلسطيني في غزة هذه الأيام. قوات حماس فلسطينية هل ينصحونها بأن تتخلى عن ارضها وترحم اليهود؟!

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]