وجدي الكردي

زوج (عينو طايرة)


زوج (عينو طايرة)
[JUSTIFY] أصيب خلق الله بهوس الترقيع والتجميل لاستعادة ما أكل سبع الزمان من الأعضاء والأطراف، النائية منها وما ظهر، لاستحلاب الحنان من حبيبة لاحقة، والتنكيل بمشاعر زوجة سابقة دخلت زمرة المطلّقات لفشلها في الارتقاء بمستوى سطح بحر أمنيات زوج (عينو طايرة).
بين تضييق الخناق على فتحتيّ الأنف، وخياطة شفتي فُم المعدة كي لا يصرخ بهما طلباً للطعام، تتفاوت جراحات التجميل لتقتل ألف ثائر سوداني، (يكبرُ فيه الطفولة يوماً على صدرِ يوم، ويعشقُ عُمره).
من الجنون الأخذ بمعايير الموضات المستحدثة وتطبيقها على الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم، بالهرولة وراء العبط (الأيروتيكي) الذي صار له مدارس ومناهج ولجان تحكيم ومستشفيات من السند والصين والهند تتخذ من النواصي مكاناً لإصطياد الآملين في سطوح ملساء صقيلة تسر الناظرين.
ضاع الخلق بين مواصفة: (وخصْرٌ تثبتُ الأبصار فيه/ كأنَّ عليه من حدقٍ نطاقا)، ومقاييس: (من رأى مثل حبَّتي/ تُشْبه البدر إذ بدا/ تدخلُ اليوم ثم تدْخُلُ أردافها غدا).
تشفطون الدهون من هنا وتعيدون توزيعها بعدل وقسطساس على تجاويف أخرى فقيرة، تتآمر جيوش الجينات الجائعة بالتعاون مع مخابرات الأنسولين لتأكل من هنا وهناك، تختلط عليك جغرافيا جسدك وتاريخ طفولتك الغابرة و(تحنّ إلى خبز أمك).
وين يا حنين..
حُقنة هنا وطعنة هناك، تجحظ عيناك وتتساقط منك الرموش والأسنان، ينبت بأطرافك أرداف جديدة لم تكن بحسبانك، تختفي مدن وقرى من سطح جسدك، تشهق مبان حديثة هنا وهناك، أملاً في أن يقال عنك: (هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة/ لا يشتكي قُصر منها ولا طُول).
بالطريقة دي، وزارة ماليتنا (الجعانة)، حتفرض على مكتسباتكم الجغرافية الجديدة، ضرائب ورسوم ومكوس..

[/JUSTIFY]

آخر الحكي
[email]wagddi@hotmail.com[/email]