وجدي الكردي

مديدة العرس حرقتني!


مديدة العرس حرقتني!
[JUSTIFY] ليس الخروج وحده الذي يختبئ خلف الأبواب، كما قال محمد المكي ابراهيم، ولا العاشق الخائف في (الدولاب)، ولا الصدفة وحدها (تلبد) في منعطف الطريق، أو العسل البري في الرحيق، تماماً كما يختبئ الحريق في الشرر، أو يكمن البستان في الوردة، والغابة في الشجر، كما يختبئ الزواج في الحب، أو (المسكول) في الموبايل، أو تسيب الأزواج في (الإيثار)..!

المأذون أيضاً صار يختبئ خلف الأبواب لـ (يقتل) زائراً بريئاً مع سبق الإصرار والترصد، ليدخله في زمرة المتزوجين من الشهداء والصديقين، إمتثالاً لرغبة (باركوها يا جماعة) من متطوعي (مديدة العرس حرقتني)..!

حكى لي أحد القراء واسمه (حسين)، أنه كان ضحية أحد (المآذين) المتسرعين حين ذهب يتحسس مواطئ حبيبته التي كانت علاقته بها في طور (اليرقة العاطفية)، ولم تكن ترق أبداً لـ (المصيبة الوقعنا فيها دي)، أو كما قال..

ذهب محدثي بصحبة شقيقته وأحد زملاءه لبيت (مشروع الخطيبة) كوفد مقدمة (عشان يتعرفو عليهم)، لكنه توجس خيفة حين اصطدم بأحد (شفّع) العائلة الذي انطلق (زي النبلة) من بين سيقانهم لداخل البيت وهو يصرخ:

ـ يُمة، يُمة ناس العريس وصلو..!

قال (حسين) انه لم يشعر بالمسامير التي تربط (قلبو) وتثبته على صدره وهي (تتفكفك)، إلا حين اصطدم القلب بركبتيه وهو في طريقه لـ (الواطة الواحدة دي) لينكفئ صريع الصدمة والمباغتة حين سمع بكونه صار عريساً لغفلته دونما تخطيط أو دراسة جدوى و(عدوى) عشان (يشيل شيلتو).

بعد ثوانٍ من دخول وفد المقدمة، انطلقت الزغاريد وطلقات بندقية الخرطوش معلنة عقد قران (حسين وأنوار)، فقط لأن متهوراً من أهل (البت) كان قد أخفى مأذوناً خلف الباب حتى يبدو شهماً غضنفراً أمام أهل (الولد) الذي كان لاتقل مصيبته عن مأساة (الحلاج) وهو يقول:

(بكيت لها وارتجفت، وأحسست أني ضئيل كقطرة طل، كحبة رمل، ومنكسر تعس، خائف مرتعد)..!

حين عاد (حسين) لبيت أسرته حسيراً وهو يتأبط (قسيمة الريد) بتوقيع من شهود (أوانطة)، إستقبله شقيقه الأكبر ساخراً وهو يقول:

ـ معقولة يا (حسين)، نرسلك تلعب في التصفيات الأولية تجينا راجع شايل معاك الكاس؟!
[/JUSTIFY]

أرشيف – آخر الحكي
[email]wagddi@hotmail.com[/email]