وجدي الكردي

حاجة دورية كدا زي قطعة الكهرباء!


على شفتيها بقايا أحمر، تطايرت قشرته مع الطرق المستمر لأصابع حروفها وهي تستأذن الخروج من فمها الواسع، كأنه جرح حديث عهد بالألم!
توقفت أمام (المراية) وهي تستدرج خصلات شعرها من تحت جدار الخمار المُحكم لتوفير (عينات) منها للمشاهدين من زوار العيد.
توقفت برهة أمام عينيها المنتفختين، تبدوان كمن وضعت (سفة) كبيرة من النعاس تحت شفتي جفنيها المُحمرّتين من سهر تركيب الستاير وتسوية الملايات ومضايرة الكراكيب في الزقاق الضيق، مثل ضيق صدرها بعريس قادم.
حين خرجت للضيوف (عشان تسلم عليهم)، أو كما قالت لها أمها اليائسة وهي تستحلب الزائرين رغبة (عرس) في ابنتها.
حين خرجت الابنة، دست يدها في أصابع الضيوف سلاماً ومعايدة وأملاً، ثم نكست رأسها على الأرض حياءً وعشماً ولكن..
لاحظت المسكينة بعد إنصراف الزائرين أن لا أحد منهم قال لها عبارته السنوية الشهيرة:
ـــ (إن شاء الله السنة الجاية تكوني في بيتك)!
رفعت رأسها إلى النتيجة الحائطية التي تناسلت على حوافها الذباب، فوجدت أنها بلغت منتصف الأربعين من عمرها حسب التوقيت المحلي لأطباء النساء والولادة!