رأي ومقالات

تهاني عوض: قصة الوليد (العاق) الخائن (السراق) !!!

في ركن قصي من العنبر بذلك المستشفى القديم كانت ترقد تلك المرأة (الخمسينية ) أم شلوخ .. وأنينها كان واضحاً ، كانت تبكي وهي مغمضة العينين ، كانت كانت تشهق (نفس) الحياة شخيرا وتزفره زفيرا هادئا.. التقرير الطبي الموضوع على حافة (سريره) كان يشير إلى أن سبب الإصابة كدمة قوية نتيجة للضرب بآلة حادة في الصدر أدت إلى كسر ثلاثة عظام من عظام قفصها الصدري .. ،وثقب في الرئة اليسرى ..
لم يكن معها أحد بهدوء سألها الطبيب:يا حاجة إنتي الضربك منووو؟ فأشارت برأسها أن ما معناها لم أسمعك ..اقترب منها قليلاً وأعاد سؤاله لها مرة أخرى ، فأجابته بصوت متحشرج وكلمات متقطعة وهي ترتجف : وقعت من السرير يا ولدي !!! …
وفجأة صوت من الخلف سرى بقوةكان واضحاً: هووووي ها دي كضابه يا دكتور ضربا ولدا بي عكاز!!! ..للحظات تحجر ذاك الطبيب في مكانه سرى بداخله نقيض من المشاعر … شعور بالألم والأمل ، بالحب والكراهية ، بالغدر والإخلاص ، بالوفاء والخيانة …لوهلة كسر تحجره ..إلتفت إلى مصدر الصوت.. إمرأة (أربعينيه) كانت صاحبة الصوت ..بادرها قائلا : (قلتي شنو ؟؟
فردت عليه بصوت قوي: آآآي يا دكتور أنا أخت المريضة دي وهي كضابه ما وقعت ضربا ولدا بي عكاز ودي ما المرة الأولى هو طوالي بضربا لمن تشاكلو مرتو .. بجي بالليل سكراااان طينة ومرتو بتحرشو على امو …!!! وفجأة قاطعتها الأم (المريضة) بصراخ وعصبية :ولدي ما ضربني .. ما تعملوا لي ولدي حاجه .. ماتودوهو الحراسه .. ولدي مسكين أنا براي وقعت من السرير..!! مسكين ذاك الطبيب لوهله أخرى تحجر في مكانه ولم يدري ماذا يفعل ؟..بلا شعور وجد نفسه قد طلب من (الممرضة) إعطاءها حقنه منومه ..بعد ساعه كانت تلك المريضه تغط في نوم عميق …
لأول مره لا حظ الطبيب أن الكدمه تقريبا في الثدي ..وكأن ذاك (الأبن العاق) إختار الثدي الذي أرضعه ليثقبه كجزاء له ..إلتفت الطبيب إلى أختها تحدث معها طويلا أخبرته أن ذاك (الأبن العاق) قد أقتيد للسجن وأن أمه لا تدري …وأنه غير نادم على فعلته وأنه يفعل كل شيء لإرضاء زوجته الغبياااانة حتى لو كان قتل أمه …لم ينم ذاك الطبيب المسكين في تلك الليله …
وفي وردية (الصباح) كان مع تلك الأم تحدث معها كثيرا ثم خرج ..وما إن لامست قدماه باب الخروج من العنبر حتى هز صراخ قوي كل زوايا العنبر ..ماتت تلك الأم…وصعدت روحها إلى السماء!!!
لكن لم يقتلها تكسر عظام القفص ولا ثقب الرئه .. وحده الطبيب كان يعلم ..وفي صباح اليوم التالي عندما وصل للعنبر وقبل أن يلقي لها التحية بادرته بالسؤال : (انتو وديتو ولدي الحراسه؟؟ )..
لبرهه سكت لم يجد ردا ..
كررت عليه السؤال .. مرارا
لم يستطع الجواب …
لم يستطع الكذب ..
فأوما برأسه أن نعم ..
شهقت تلك الأم وصاحت (ماتطعنوني في قلبي .. ما تكتلوني تاني .. فكو ولدي .. ولدي مسكين ) .. يزداد شهيقها تتناسى آلامها ويثقل قلبها هم إبنها ..يتسلل الطبيب المسكين للخارج يهذئ ويبكي …وحالتها تزداد سوءاً وصراخها يهز أركان المكان.. ومعها تصرخ أجهزة الإنذار ..تفارق الحياه … وهي تردد (فكو ولدي من الحراسه(..
لثلاثة أيام كان الطبيب المسكين يهذئ .. يصرخ .. ويردد :
تبا لطب لايعالج أم ..
تبا لطب لايضمد جرح ثدي ..
في اليوم الرابع ذهب لقسم (الشرطة)..و أدى أقواله أخبرهم بأن تلك الكدمة سببها سقطه وأن لا أثر لإي نوع من الضرب أو الأذى…أخبروه في (قسم الشرطة) أنهم سيطلقون سراح (الولد) ما إن تكتمل باقي الأجراءات …فخرج من القسم يهذئ…خطاه قادته للمقابر حيث ترقد تلك الأم ..
جثى أمام قبرها وأخبرها أنه تم إطلاق إبنك ..وسألها :هل ارتحتي الآن …؟؟ فرجع صدى صوته أن نعم هنا تكمن راحة الأم !!!!

تهاني عوض

‫3 تعليقات

  1. دي لو قصة حقيقية مفروض يتحاكم الدكتور دا بسبب تضليل العدالة ويسحبوا منو القيد الطبي لانو ماراعي حالة الام وعرضها للانهيار العصبي.
    ولو القصة دي ما حقيقية يا بتنا بقول ليكي تبا لكي يامن تتاجرين بمشاعر الناس وتروجين للجريمة

  2. أنصحك بالسفر لبومبي عاصمة السينما الهندية حيث ينتظرك مستقبل باهر في كتابة السيناريو …. العالمية تفتح لك ذراعيها فانطلقي يا تهاني بنت عوض

  3. [FONT=Arial][B][SIZE=5]تهاني عوض

    لك التحية في سردك القصصي الشيق والامعان في مشاعر الامومة والوفاء .
    الابن عاق والسكر والخمر ام الكبائر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
    لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها‏

    فالينتظر عقوبة الدنيا قبل الاخر ، فالجزاء من جنس العمل ، ومافعله في امه سوف يفعلونه اولاده به

    [/SIZE][/B][/FONT]