رأي ومقالات

شريف الصديق: عذراً إبليس .. الشيطان المُفتري عليه

[JUSTIFY]عذراً إبليس فقد أعطيناك ما ليس تستحقه .. أعطيناك ما لا تستحقه منا .. نلقي عليك كل اللوم عندما نخطئ ..

في الحقيقة هذه هي المشكلة التي نعاني منها في الوقت الحالي كمجتمع وكـ أمة مسلمة، كلما نقترف أثماً أو نفعل شيئاً فظيعاً نقول أنه الشيطان. وننسي قوله تعالي : في سورة النساء: { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } الآية (76).
وأكبر دليل علي هذا القول هو ما يحدث في هذا الشهر الكريم شهر رمضان فالكل يعلم أنه شهر تصفد فيه الشياطين إذ لا وجود للشيطان في جميع أيام هذا الشهر الكريم . والمفترض حدوثه: أن تقل الجرائم والمشاكل في هذا الشهر ، لكن الواقع يقول بعكس ذلك!!

لا الجرائم تقل في هذا الشهر ، ولا النزاعات تقل في هذا الشهر، ولا المشاكل تقل في هذا الشهر !!

وهذا لنعلم بأننا نخطئ في حق الشيطان وننسب له أشياء هو برئ منها، أخوتي الكرام أن الحقيقة التي يجب علينا أن نعلمها أنه لدينا في هذه الحياة الدنيا عدوين لدودين هما (الشيطان) و (الهوي) (تلك النفس الأمارة بالسوء) ، والله يقول { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } ، وفي الآية الكريمة التي تحكي عن حديث يدور بين الشيطان والكفار (أو الظالمين) في يوم القيامة قال تعالي في سورة إبراهيم {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } الآية (22).

حتي وأن لم نكن في غير شهر رمضان الذي تصفد فيه الشياطين ، فانت بمجرد قولك (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم) يفر منك الشيطان . فالشيطان عدو لدود ، لكننا بكلمة واحدة نبعده عنا، ويقول تعالي في سورة الأعراف {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } ، ولكن ماذا نفعل لهذه النفس؟؟ وكيف الفكاك منها؟؟

أخوتي الكرام بالنسبة لي شخصياً وانا في هذا الشهر الكريم لاحظت ورأيت بعيني العديد والعديد من المشاجرات التي تحدث في هذا الشهر الكريم ، أكاد بصفه يومية أشاهد هذه المشاجرات والمشاحنات بين الناس ، خاصة في الأماكان التي يتواجد فيها الناس بكثافة مثل المواصلات ، وعند زحمة الأفران ، والمطاعم قبل الإفطار وغيرها..

176683

مع ملاحظة جديدة لم أنتبه لها إلا في هذا الشهر فقد حدثت حالتين طلاق في المحيط الذي أعيش فيه طبعاً هذا العدد فقط للناس الذين أعرفهم، الله أعلم بالعدد الكلي لحالات الطلاق التي تحدث في هذا الشهر الكريم . طبعاً لا تقولوا لي أن السبب في هذه المشاكل والطلاق هو الشيطان، فالبتأكيد ليس هو السبب..
وأصدقكم القول أنني قد شاهدت عدد من المشاجرات والمناوشات في حرم المسجد وفي بعض الاحيان داخل المسجد نفسه، وما يؤلمني أنهم صائمين ، كيف يكون الصيام أخوتي ألم يسمعوا كلام نبيناً المصطفي:

PAQi5A

فأين هي هذه الكلمة الطيبة (إني صائم إني صائم) في واقعنا هذه الأيام؟؟!!
فأنا أعتقد أن كل المشاكل والأحداث التي تحدث سببها الحقيقي هي النفس ، فالنفس إن لم تلجمها وتكبح جماحها ستوردك المهالك ..وأن لم تجاهدها أوردتك النار أعاذنا الله منها أجمعين، وكما قال الأمام الشافعي (إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل) وكذلك أن لم تشغلها بالخيرات والطاعات شغلتك بالمعاصي والآثام..

فـ اللهم أصلح نفوسنا وأجعلها لوامة تلومنا وتحضنا علي فعل الخيرات والطاعات وإجتناب الفحش في القول والفعل . وأجعل ياربي نفوسنا مطمئنة بذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. اللهم آمين آمين يارب العاملين.
وصل اللهم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.

بقلم: شريف الصديق ــ الخرطوم.
[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. أتفق معك في عموم فكرة مقالك خاصة قولك :الحقيقة التي يجب علينا أن نعلمها أنه لدينا في هذه الحياة الدنيا عدوين لدودين هما (الشيطان) و (الهوي) (تلك النفس الأمارة بالسوء) ، والله يقول { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }

    فقط أعتب عليك شدة إجتهادك في تبرئة ابليس لعنه الله وانت تعلم حديث (صدقك وهو كذوب).