وجدي الكردي

زنقة وجزمة


زنقة وجزمة
[JUSTIFY] بعد رفقة طويلة، غُصت في نفوس رفاقي بسيارة الترحيل لمقرعملي، وعرفتهم عن قرب. هذا أفّاك أشرّ، وذاك يخاف الله رب العالمين، فيما كان ثالثنا غريباً مريباً، ما إن يحشر جسمه في التاكسي حتى يتحوقل ويتعوّذ ويبدأ ضلاله اليومي:

ــ حريم هذا الزمن الأغبر، لا ينفع معهن غير الجزمة.

بعدها، تسيل من شفتيه وقائع معارك وهمية مع (الجماعة)، أكد حسمها بأشعّة العين فوق الحمراء.

تأخر صاحبنا يوماً، فطلب مني الرفاق حثه على الخروج.

أمسكت مقبض الباب في حذر، فهو متهالك لا يحتمل الطرق غير المدروس. توقفت لثوانٍ أبحث عن (حتة مضمونة أدق عليها)، لأن الباب كله ثقوب ودمامل ومسامير، مثل وجه فتاة (عصرية)، مسحت بقايا كريم نسيته الملكة نفرتيتي في (هوشة) وصال.

قبل أن أملأ أصابعي بمقبض الباب، تراجع بتلقاء نفسه جزعاً، مُفسحاً عن مشهد بائس.

وجدت رقبة صاحبي محشورة بين أصابع زوجته العشرة، وتحت إبطها الأيسر، (شبشب) مقاس (49) فورلنج في الثانية.

بهدوء، أغلقت الباب قبل أن يراني الرفيق، ثم كيف له ذلك، وعيناه لم تكن في محجريهما؟!

عدت إلى السيارة وجلست مُطرقاً.

عاد جاري محتلاً مقعده، وصدره يعلو ويهبط مثل ضفدع عُملاق، سألته:

ــ مالك، حبيبي؟!

ــ نعمل إيه مع الحريم دول، أكّلتني الفطار بصوابعها.

ثم قال مستدركاً:

ــ مش كان تتفضلو معانا؟!

شكره رفاقي في براءة، فيما كنت منهمكاً بتحسس رقبتي!.

نقطة وسطر جديد:

تلك الدموع الهاميات أحبّها/ وأحبّ خلف سقوطها تشرينا

تسقط (تشرين) السورية!.

[/JUSTIFY]

أرشيف – آخر الحكي
[email]wagddi@hotmail.com[/email]