عزيزي الطفل أعلنت عليك الشيبس !!

رغم محاولاتي البطولية المستميتة لمقاومة ضغط (اللياقة) و(التحنيس) التي يمارسها عليّ العيال، في سبيل اقناعي بتزويدهم بالنقود لشراء الـ(بطل) أو الشيبس باختلاف مسمياته ومكوناته، والتي غالبا ما تنهار عندما يميل أصغرهم لدكتاتورية فرض الرأي بالبكاء و(النوناي)، إلا أنني أحس باليأس والاحباط عندما يعودوا من المدرسة عودة الابطال محملين بأكياس البطل، فأحس حينها بأنني كـ (دون كيشوت) احارب طواحين الهواء.
انتبه العلماء لخطورة الوجبات السريعة والعصير المعلب والمشروبات السكرية، وغيرها من الأطعمة الخفيفة على صحة الانسان، لما تحمله من الطاقة العالية أو الملح الزائد والتي تأكد ضررها لما تحويه من ملونات واصباغ ودهون تعرض متعاطيها لخطر زيادة الوزن والسمنة .. وبما أن الطفل كائن لايوق وفي نفس الوقت (عدو نفسه) لا يميز بين ما يضره وما ينفعه، ولا يدرك بأن تلك الوجبات المرضية، فقد خططت الكثير من دول العالم خطوات حاسمة في سبيل درء ذلك الخطر عن الأطفال، عن طريق منع الاعلانات التجارية لتلك المواد ? بالذات – التي تستهدف الطفل في الوسائل الإعلامية، سواء في التلفزيون أو الصحف والمجلات، أو في اللوحات الدعائية في الطرق وغيرها ..
بالمقابل نجد أن المسئولين عن الصحة العندينا – على حد علمي لم يحركوا ساكنا في سبيل محاربة تلك المنتجات .. قد لا نحلم بمنع الاعلان عنها أو وقف استيرادها وتصنيعها المحلي .. ولكنا – نحن الامهات – نرجو شيء من مخافة الله تدعو أولي الأمر للسعي بجدية للتحكم في ضبط جودة الموجود منها في الاسواق، فهناك الكثير من تلك المنتجات المنتهية الصلاحية رغم انها من أصلو غير صالحة للاستعمال !!
كذلك كنا نعشم وبشدة أن تكفينا وزارة التربية أو غيرها المهم الجهة المسئولة شر مقاتلة طواحين الهواء، بأن تصدر قانون صارم يمنع بيع تلك المنتجات الضارة في المدارس ورياض الأطفال وليتركونا لنحاربها نحنا بمعرفتنا في البيوت، فلا يعقل أن تتحمل الأمهات الواعيات لخطر تلك المنتجات الـ (زي حلاتي)، ضغط إلحاح العيال وطلبهم لتلك المنتجات، ويفلحن في حماية أطفالهن بمنعهم من الحصول عليها، ثم بعد ذلك يذهب الاطفال إلى المدارس لـ (يقعوا فيها بي راسم)، فمقاومة أغراء الطعام التي يبرع في عرضه البائعون داخل المدرسة أو يعرضونه في الطريق أمامها، ليس من شيم الاطفال ففي – الحتة دي – بالجد نفوسم ساقطة ودنييين !
أبان انتظامي في سلك التدريس بالجامعة قبل أن تقعدني القواعد .. كنت اترك (رياني) الرضيعة حينها في رعاية الشغّالة بالبيت، ويبدو أنها عوّدتها على شراء (الايس كريم) يوميا من عربة البائع المتجول .. لم أعلم بتلك العادة إلا في الاجازة بعد بقائي في البيت، فمنعتها خوفا من الامراض التي تجلبها مأكولات الباعة المتجولون، ولكن كان علي أن أتحمل البكاء و(الشبيك) كلما مر البائع بزمارته المعهودة، والتي كان يصر على الوقوف والتزمير بها أمام البيت لـ (الحندكة) والضغط النفسي، بينما صغيرتي في الداخل تبكي وتسوي في (إنّا لله) !!
أرشيف !
[/JUSTIFY][/SIZE]
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]



[SIZE=4]جنس ذكاء عليك يعني الشيبسي هو الما بعمل ضرر[/SIZE]