رأي ومقالات

تهاني عوض: يعني (الواحد) إلا (تشتم) (أمه ) و(ابوه) عشان (تفش) غبينتك؟؟!!


بسبب (الإنفعال) الزائد ، و(إرتفاع درجات الحرارة) و(تدهور الحالة الإقتصادية) و(عكننة المزاج) عادة ما (ينشب) (خلاف) أو (شجار) أو (شكلة ليها ضل) بين أي (اتنين) في لحظة زعل من (بعض)..أو (سوء تفاهم)..

ونسمع من (الشتائم) و(الإهانات) الجارحة ما يندى لها الجبين حتى أصبحت (حكاية) شتم الأمهات، أو الشتم (بالأمهات) أسلوب شائع في كل المجتمعات والثقافات مع تفاوت في (القبول) أو الصمت تجاه الجهر به..

و (الشتيمة) بغض النظر عن درجة (قبحها وبشاعتها) هي تعبير صريح عن (مواريث الثقافة الشعبية ) والثقافة (الشفهية) عموماً، وعنوان كبير عن ذهنية (متخلفة) ومريضة لم تتخلص من رواسب الماضي.. وللأسف الشديد يتم تصوير (الرجل) (السوداني) من خلال (الشتائم) المتداولة في (السودان) في حالة من الإنتقاص التام لإنسانيته وكرامته المجروحة بمهانة كبيرة ،

ويحمل (الشاتم) في (لحظة إنفعاله) شحنات زائدة من العدوانية يفرغها في لحظات غضب بكلمات (جارحة ) وقاسية تضفي عليها (اللغة الدارجية السودانية) جرعات زائدة من السخرية، وهي أشد (ألماً) من الضرب الجسدي دون أن تترك (كدمات) واضحة ولكن (الشتائم) تبقي أثراً نفسياً عميقاً من الكآبة ومن الإحساس (بالظلم) و بالإحتقار في نفسية (المشتوم).. ويتصورها (الشاتمون والمشتومين) جميعاً “كأذية” تنزل بهم من طرف الحاقدين والمتسلطين..

ومن المؤسف و(المؤلم) أن تُصور (المرأة السودانية) وبخاصة (الأم) في الشتائم المتداولة في (العامية السودانية) بأحط الأوصاف ، فتارة توصف بـ(العاهرة ) و(الكلبة) ،، و(الجغلانة)..(أم سقدا).. و(الجعانة) و(الغلفاء)..و(الخادم)..و(النجسة)… والحط من كرامتها في أي (نزال) بسيط أو (شكلة)..أو (زعل)، وتتجاوز (الشتيمة) وصف الحالة المادية والإقتصادية والجمالية و(الذهنية) إلى (البهيمية) فتوصف (أم المشتوم) بالـ(كلبة) ، (حيوانة) ، (غبيانة) ، (معولقة) ، (معفنة)، (رمة) ، (نجسة) ،(شحادة)، (صعلوقة)..

ولربما تمتد إلى (المهنة) فتوصف (الأم) المسكينة بـ (الفراشة) ، (ست العرقي)، (المراسية). (بت الحرام).. وتبقى هذه (النعوتات) و(الأوصاف) المستمدة من الشتائم على شاكلة (حرامية وسراقة) ، (مفعوصة) ، (مبشتنة)، (دلاهة) ، (هبلة)، ومن عدم الطهر والنظافة ، والإنتقاص الكامل من أنوثتها هي إسقاطات لمرجع ديني محض يقلل من (المرأة) ومن مكانتها.

طبعاً دا (غير) الشتائم السياسية المتداولة بين المثقفين:(يا عميل) ، يا (رجعي) ، يا (متخلف) ، يا (ارزقي) ، يا (كوز) ، يا (شيوعي) ،(يا مندس) ،،،(يا نفعي) ، (يا إنتهازي) ،إلخ …. طيب ياخ أنت /انتي لو (زعلان) من (واحد) ما تشتمو هو و(بس) ليه تشتم(أمو) و(ابوهو) و(أهلو) و(قبيلتو)؟ ليه ما تكتفي بالشخص (القدامك) وبس؟!!

ليه تفرغ شحنات (غضبك) في (الأم المسكينة) أو في (الأب المسكين) الما عندو (ذنب) !! هسع يا (غبي) أو يا (غبية) دا مالها عيبوها لي؟ مش أحسن من شتم (الأم) و(الأب) بأقذع (الالفاظ)؟ طيب ما تختصر الموضوع وأديهو (بنية) أو (شلوت) أو (هوك طائر) أو (بلنجة) أو (أم دلدوم)؟ بدل ما تفرغ شحنات غضبك في كل أفراد الشخص (القدامك)؟!!!

إن ما يزخر به المجتمع (السوداني) من (خنق) وصراعات و(عدوانية) في العديد من المناحي تترجم إلى (شتائم) تضفي عليها العامية السودانية (قسوة) كبيرة بنوع من (السخرية) ، وكأنها أصبحت من (مستلزمات الحياة اليومية) ونكهتها الخاصة.. هذه (الشتائم) تعكس عمق (معاناة) و(تخلف) المجتمع وسعيه للحط من (كرامة الإنسان).. ومن جانب آخر ما تحبل به الثقافة (الشعبية) من مواريث بالية تعكسها ذهنيات (ساخطة) وتعيش حالة من (الضغط والتوتر النفسي) تحتقر كل شيء .. وقابلة (للإنفجار) في أي (لحظة)!!.

تهاني عوض


تعليق واحد

  1. مقال قمئ جداً … ولايرقي الي صفه مقال او حتي مجاراة عمودية … جانبة التوفيق في كل حرف … وده ماوقته … ولو جاء وقته ماهكذا يشار الي مانريد ان ينصلح حاله .. تحتاج الكاتبة الي تنويع الاطلاعات الصحفية والمواظبة علي قراءة القران … حتي تسهل عليها جمع المفردات وتشكيل المقال .. كل عام وانتم بخير