منى سلمان
يا حليلو الأب .. آخر من يعلم
كان في داعي سندس دي تحرق لينا أعصابنا كدي؟ من امبارح وهي عارفة انو ابوها قال جايي الليلة عشان يزورها وبعد ده شوفيها اتأخرت كيف؟
سألت (نوسة) وقد انتقل إليها القلق فخرجت خلف (ملاذ) للبلكونة ترصد الطريق بعينيها الواسعتين:
هسي يعني عمي بشرى جه برّا؟
أجابتها (ملاذ): برّا شنو؟ هداك قاعد في الاستقبال .. أنا دخلتو وقلتا ليهو سندس مشت الصيدلية وجايه.
– الليلا سجما .. هي مشت وين الشقية ما دام عارفا أبوها جاي؟
– قالت مواعدة حاتم عشان تلاقيهو في (النت كافي) وما بتقدر تشرو .. رغم انها قالت ما بتتأخر ساعة بس وترجع قبال أبوها ما يصل .. أنا عارفا حاتم ده العاجبا فيهو شنو؟ عامل اضنينو الذي طبق الدش ديل !
ظلت الصديقتان تتبادلان الاطلالة عبر البلكونة ومراقبة الطريق بالتناوب لأكثر من نصف ساعة، قبل أن تلوح قامة (سندس) الممشوقة وهي تتمخطر في دلال من أول الطريق وفي رفقتها (حاتم).
بحثت (ملاذ) عن حجر صغير حولها ثم قذفت به للطريق بكل قوتها وهمست تنادي على (سندس) بصوت منخفض حرصت، أن لا يصل لـ آذان عم (بشرى) الجالس بالاستقبال في (اضان طرش) .. انتبهت (سندس) لسقوط ودحرجة الحجر بالقرب من قدميها فرفعت رأسها تتبين مصدره.
احست بالصدمة عندما رفعت بصرها لتقع عينيها على صديقتيها تقفان في الأعلى وتشيران إليها بأيديهن لتتوقف قبل أن تصل لباب الداخلية .. خبطت بيدها بقوة على صدرها وشهقت من أعماقها وهمست بصوت مبحوح بالكاد وصل لاذنيي (حاتم):
سجمي .. أبوي جا !
ثم اعادت قولها بصوت أعلى وهي توجه كلامها هذه المرة لرفيقتيها في البلكونة، فأكدن لها ظنها:
أبوك جا يا حلوة .. وهداك قاعد في الاستقبال مستنيك.
استجمعت شتات نفسها بسرعة تحسد عليها لو كانت في غير ذلك الموقف، والتفتت إلى (حاتم) وقالت بلهجة آمرة وحاسمة:
خلاص انت أمشي ونتلاقى بكرة في الجامعة.
وعندما أحست منه التردد بسبب خوفه عليها من تبعات الموقف، لسابق معرفته بطبع والد محبوبته المتزمّت وتمسكه الصارم بالعادات والتقاليد، وذلك لكثرة ما حكت له (سندس) عن طباعه وعن الصعوبات التي واجهتها كي تقنعه بالسماح لها بالقدوم للعاصمة والدراسة فيها .. وكيف أنه قد تعود على مداهمتها بزيارات تفقدية يطمئن بها على حسن سير وسلوك ابنته في خرطوم الفيل.
حثت (سندس) (حاتم) على المغادرة بسرعة وأن لا يخاف عليها، ثم أشارت لصديقتيها أن يلقين إليها بـ (توب) وعلبة دبابيس ففعلن ذلك بعد أن لففن علبة الدبابيس داخل التوب!!!
قامت بمهارة وهدوء اعصاب بـ (تدبيس) فتحة الاسكيرت الضيق التي تكاد تصل لركبتيها بالدبابيس ثم شدت اكمام البلوزة إلى الاسفل حتى وصلت لاطراف اصابعها ثم لفت الثوب حول جسدها .. بعد الانتهاء من مراسم اعادة الحشمة للباسها أخرجت المرآة والمنديل من حقيبة يدها، ومسحت الـ (الميك أب) من على وجهها حتى صار نظيفا بريئا خاليا من المساحيق.
فعلت كل تلك الاجراءات على جانب الطريق دون ان تهتم بنظرات مجموعة شباب مروا بجوارها، ثم توجهت نحو بوابة الداخلية بخطوات ثابتة وهي تردد في خشوع:
(وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون) !
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
قصه حلوه – هذه هيه حالات الجامعات والخلط ربنا يحفظ السودان والناس جميعا … وشكرا لك يامنى سلمان ربنا يعطيك العافيه …
بس والله انتي عسل بس في كل مقالاتك
فعلا شى من الواقع المرير بس ياريت يا استاذه لو كان اضفتى للموضوع ولو بصوره موجزه الدوافع التى تقود امثال ( سندس ) لذلك الطريق ،، وبنات المدينه لسن باحسن حال من القادمات من الارياف وتستحضرنى قصه سمعتها عن زوجات بيطلبوا من ازواجهم ( لو حبوا يكشروا ) عدم سؤال بنتهم عن شى طالما انها متكفيه ومابتطلب منه شى لعدم مقدرته على الايفاء بطلباتها لتكون ذى غيرها فى الجامعه ،، ومن الاباء المقلوب على امره ( اعازنا الله واياكم منهم ) مسلم دقنه وشنبه كمان ،، ودمتى
ابو عبدالله الشغلة ما بت اقاليم ولا مدن الشغلةفى الانحطاط الحاصل الليلة فى بلدنا البنت تخرج لتلقى العلم ولكنها تصرف كل وقتها فى امور اخرى جالبة للخراب وما بنات الاقاليم ينطبق عليهن الامر بكثرة وظاهرة الا لشعورهن بالحرية الكاملة وهن بعيدات عن الاهل بعكس بنت المدينة التى تعيش مع اهلها لكن اقولك برضو كمان الامر ما فبنات مع اهلهم بالعاصمة بيعملوا الافظع ياخى نسيتو قصة البنت الاقليمية السافرت مع حبيبها لدبى وحدث ليها هناك حادث مرور وتوفيت فى الحادث مسائل كتير عايز اعادة نظر فى المحيط الاسرى
بصراحة ده تصوير جميل جدا لما يحدث للبنات الائى يدرسن فى الداخلية وعملية الخلط التى كانت تحدث ابان الدراسة وهذا تصوير لم ارى صراحة مثله فى الكتابة لانه يعبر عن فهم حقيقى للعلاقات التى تنمو بين الطلبة فى مرحلة الدراسة:cool:
للأسف لا يزال مجتمعنا يسخر من بنت الأقاليم بل وأصبحت الفتاة القادمة من الأقاليم شماعة يعلق عليها كل سلوك سيء !!!
ويبرز سؤال مهم وهو هل جلبت فتاة الأقاليم تلك السلوكيات السيئة من الريف النقي الطاهر العفيف ونشرتها في العاصمة وسط طالبات الجامعة والداخليات؟
أم أنها وجدت فتيات العاصمة بمثل الأساليب الساقطة ورأت أن تنهتج اسلوبهن في الحظي بعشيق وصديق وممول خصوصاً وهي من يعيل نفسها ومصاريفها التي ترسل لها لا تكفيها وليس الكثير من أقربائها موجود بالعاصمة ليقضي لها بعض احتياجاتها؟
أين شباب الأقاليم الذين يحضرون للدراسة في العاصمة .؟؟ هل هم أيضاً يتصيدون فتيات العاصمة مبهورين بروعتهن والازياء الجميلة اللائي يرتدينها؟
لنفترض أن فتاة الأقاليم خفيفة وغير متوازنة !!! فهل (حاتم) الوارد اسمه في القصة هو الآخر من الأقاليم أم من أبناء العاصمة ويستغل بساطة فتاة الأقاليم ورغبتها في أن تعيش حياة جديدة بشكل جديدة ليصل إلى رغباته الخسيسة والدنيئة ؟
الشاعر يقول: إن السفينة لا تجري على اليبس …. فإذا كانت فتاة الأقاليم سفينة وسهلة الانزلاق وسطحية فذلك لأنها وجدت بيئة ملائمة وخصبة تنتظرها من شباب العاصمة ، بل وللأسف الشديد بعض الشباب يصورون لفتاة الأقاليم الانحراف على أنه نوع من أنواع الحياة الحضارية والفتاة التي لا تقبل عليهم هي معقدة ومتخلفة.. طبعا استغلال لبساطة فتاة الأقاليم !!!
أخيراً لماذا الاستعانة بالآية الكريمة (وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سداً فاغشيناهم فهم لا يبصرون) ؟؟؟
لا أعرف من ألوم ؟ هل ألوم الكاتبة لاختيارها تلك الآية الكريمة لتكون مصدر حماية بعون الله لتلك الفتاة على فعلتها البشعة وغير الاخلاقية ؟
هل هذا هو مقام تلك الآية الكريمة .. وهل انزلت تلك الآية لتحمى الفاسقين والمنحرفين؟؟
أم ألوم فتاة الأقاليم التي جهلت ما تفعل وما تقول ؟
هذا هو حالنا بالجامعات ونتج هذا نسبة لاستقلال بعض البنات الى طيبة الوالدين الموجود بالريف ، وهذه هى نهاية كل من لاتعمل بالنصح ومثل هذه الكتابات تنبه بعض الاباء الغافلين وليتها تبعث زرة من الشهامة فى قلوب الارازل المتربصين ببنات الناس ناسين ان عروضهم يمكن ان تتعرض الى مثل الذى يعرضون له بنات الناس مستقلين نقاط الضعف ( الله يستر على ولايانا)
مقالاتك في غاية الروعة والجمال…
ربنا يديك العافية إن شاء الله.
للاسف بنات الاقاليم شوهو قيمنا وتقاليدنا . والوحده شغاله بي المثل البيقول بلدا مابلدك امشي فيها عريان
يعني بي فهم البيعرفني منو هنا .
والله ايم الجامعه شفنا العجب من بنات الاقليم وتصرفاتم شي مخجل ومحير جدا
والغريب انهم بيتباهو بي كدي وبيعتبروها شطاره …
مفروض الوحدي تكون قدر الثقه اللي منحتها ليها سرتا لمن سمحت ليها تجي
تدرسفي الخرطوم وتحافظ علي سمعتا وسمعت اهلها .
ربنا يهدي الجمييييييييييع
ماشاء الله وعيني باردة على المناوات اللتان تأثران العقل .(مني سلمان- منى ابوزيد ) .
حقيقة أنا من المعجبين جدا بكتاباتهن الجميلة والهادفة . وقد حلقن بنا في عوالم السعادة والمرح والخروج من جو الكتابات الرتيبة المملة وخاصة عن السياسة المغيتة .
وأشيد نتناولهن الجريء للمواضيع المختلفة ، وبإسلوب جميل وشيق جدا ، الناس حقيقة يبحثون عن هذه النوعية والمعالجات الهادفة فالتحية لهن ولكتاباتهن . وأسيد أيضا بكتابات الأستاذ جعفر كرار .
الله يديك العافية يامنى على الجرعات الدوائية@وكثير من بنات ناس ضاعو خلف احلام وهمية وحبيب ابسط مايقال عنو انو عايز يقضى زمن@@ربنا يحفظ بناتنا من ثورة التعليم العالى
وما يحصل فى الداخليات@@الهم احفظهم فهن امهات المستقبل@@