رأي ومقالات

الهندي عزالدين: السودان أولى بالجنوب فلا توصدوا الأبواب في وجه (مشار) إذا أراد دخول (الخرطوم)

[JUSTIFY]تدخُُّل السودان بين طرفي النزاع المسلح في دولة الجنوب مطلوب لإرساء السلام والاستقرار هناك، وبالتالي تأمين المصالح (الاقتصادية) و(الأمنية) المشتركة بين البلدين.

} الخاسر (الثاني) بعد (الجنوب) عند اندلاع أي حرب في الدولة الوليدة، هو “السودان”، وليس “يوغندا”.. فصادرات البترول تمر من هنا، ولا علاقة لـ”كمبالا” بها، وتفجر الحدود يؤدي إلى نزوح ولجوء مئات الآلاف إلى الأراضي (السودانية) وليس (الكينية)، ولهذا فإنَّ مصالحنا (الوطنية) مرتبطة باستدامة السلام في الجنوب وليس العكس، وهذا ما يجب أن تسعى إليه حكومتنا عبر وزارة الخارجية، أو أجهزتها المخابراتية.

} نحن لا ندري هل جاء الدكتور “رياك مشار” إلى الخرطوم (سراً)، أم لم يأت وتأجلت بالفعل زيارته، غير أنني أظن أن الأوفق والأسلم أن يأتي زعيم التمرد في الجنوب إلى الخرطوم (علناً) وفي وضح النهار، وأن يكون الرئيس “سلفاكير” (على الخط)، متابعاً لتفاصيل الحوار مع نائبه السابق، حيث أنَّ (البلد الأم) هي الأوْْلى بالوساطة وتقريب وجهات النظر بين الخصمين، فالفريق “سلفاكير” هو النائب الأول (الأسبق) للرئيس “البشير”، والدكتور “مشار” هو (مساعد) “البشير” الأسبق في النصف الثاني من تسعينيات القرن المنصرم.. كلاهما عمل في القصر الجمهوري بالخرطوم.. وكلاهما كان جزءاً أصيلاً من تكوين السودان الكبير السياسي والاثني والاجتماعي والثقافي.

} يجب أن تتصدى حكومتنا لهذا الملف المهم والحساس، ولا تتركه نهباً لليوغنديين والكينيين وحتى الإثيوبيين، فلكل دولة مصالحها وأجنداتها التي لا تتفق بالضرورة مع إستراتيجياتنا وخططنا وبرامجنا على الصعيد الإقليمي.

} السودان أولى بالجنوب، فلا توصدوا الأبواب في وجه “مشار” إذا أراد دخول “الخرطوم”، ولا تبتعدوا عن “سلفاكير”، فإنه قد يشعر بالوحدة، والمؤامرة عليه من الأطراف كافة، ابتداءً من أمريكا التي قلبت له ظهر المجن، مروراً بالاتحاد الأوربي، وانتهاء ببعض دول الجوار الأفريقي.

} غريب أن يتم تأجيل زيارة “مشار” للخرطوم.. والأغرب أن تكون قد تمت في (الخفاء)!!

2

} وصلتني قبل أيام رسالة على الهاتف من رقم (دولي) تقول الآتي: (بنك الخرطوم! عليك تسجيل العنوان. كلم ضروري لتسليم السيارة)!!

} والرقم يبدأ بـ (00370)، بحثت عنه في (النت)، فوجدت تحذيراً منه في موقع دولة (قطر) باعتباره مدخلاً للاحتيال على المواطنين، علماً بأنه مفتاح (ليتوانيا)، ولكن أحد المتداخلين زعم أنَّ الشبكة الإجرامية قد تستأجر (سيرفرات) من (ليتوانيا) لتعويق متابعتها والقبض عليها.

} السؤال: لماذا يصمت (بنك الخرطوم) على استغلال اسمه وسمعته في عمليات احتيال دون أن يصدر بيانات (مدفوعة الثمن) ضمن حملته (الدعائية) التي يصرف عليها مئات الملايين من الجنيهات السودانية.

} ننتظر (إعلانات) من بنك الخرطوم بالصفحات (الأولى) توضح وتحذر من التعامل مع شبكات (الاحتيال) الدولية باسم البنك.

} ملحوظة مهمة: (المجهر) لن تستفيد من هذه (الإعلانات) لأنها (محظورة) عند هذا البنك الذي يديره (أجنبي) بسبب نقدنا لمنهجه (السابق) والمستمر في توزيع الإعلانات رغم أن نقدنا أسفر عن استبدال (الوكيل الإعلاني) السابق لتصبح شركة (طارق نور) هي الوكيل الجديد.. (بسببنا)..!!

} ومبروك الإعلانات على (الجرايد) التانية.. واحذروا قراءنا المحترمين والمحترمات من التعامل مع هذه الرسائل، سواء باسم (بنك الخرطوم).. أو (بنك السودان)!!

صحيفة المجهر السياسي
ي.ع[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. شعب طيب وساذج الى درجة البلاهة – ماذا يستفيد السودان اذا تصالح مشار وسلفاكير – بالتاكيد كل استقرار وقوة للحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب تعني حقد ومكر اكثر نحو الشمال – انا كمواطن سوداني يهمني مصلحة بلدي ولا ادعم طرف ضد الاخر ولا اتدخل في شئونهم وكل ما يهمني هو تأمين الحدود – واذا هئيت الظروف ان يكون الطرف الداعم للتمرد في حالة ضعف واقتتال فيجب على دولة السودان ان تستغل هذا الظرف وتنهي تمرد عقار والحلو وبكل قوة وحسم -وتكون الرسالة واضحة للجنوبيين- (سلفا – مشار )- من يدعم الحلو او عقار فسندعم الطرف الاخر وعلنا —
    الساسة تعني المصالح وبلاش كلام انشائي فارغ –
    عزيزي الهندي سيظل شمال السودان عدو للجنوبيين مهما فعلنا من اجلهم وافضل لنا ان ندعهم في حالهم ونامن حدودنا
    انظر الى حال مصر اليوم وتصور كيف كان سيكون حالهم اذا لم يوافقوا على السودان- افضل سياسة نحو جنوب السودان ان نتدخل في شئونهم وانا نهتم ببلدنا وتطورها ونمائها

  2. أولا: كان الكثيرون في الشمال والجنوب يعتقدون إعتقادا جازما بان الجنوب كان من كبرى المشكلات التي عانى منهاالسودان شماله وجنوبه منذ 1902 .
    ثانيا: ليس بين الجنوبيين لا زمانا ولا حديقا من يكن أي درجة من الود للشمال والشماليين.وقد ترسخت هذه الخاطرة في داخلي منذ أيام الصبا الاولي حيث إلتقيت أول جنوبيين في الخارج ويومها لم أك اعلم عن الجنوب سوى (منقو زمبيزي) ولا أنسى كيف كان هؤلاء الشباب يمطرونني بعبارات العنصرية المرة ,ثم ترسخت أثناء جولاتي الكثيرة في الجنوب بحكم عملي.
    ثالثا: بناءا على معطيات كثيرة معروفة ربما يكونون محقين في ذلك فالجنوب ظل في حالهة إحتراب وتخلف تام طزال فترة السودان المستقل وربما قبله.
    ولكن هل تذكرون مقولة جون قرنق عشية إنتفاضة 1984 بأن إستعمار السودان بدأ في الاول من يناير 1956 .أما سلفاكير فكيف ننسي أنه أرخ لتاريخ الجنوب ليس بيوم إستقلاله بل بيوم 18 اغسطس 1955 ..هل أدركتم مغزى ذلك.
    أما ريك مشار فقد أثبت بانه ليس عنصريا فحسب بل قبلى حتى النخاع. رجل كان يعوّل عليه الجنوبيون بأن يكون عنصر بناء للامة الوليدة لكونه احد المستنيرين والمؤهلين لقيادة الامة الوليدة غلى بر الامان وإذا به يجره جرا الى ويلات الحرب الحاصدة مرتكزا على القبلية لتحقيق مآربه السلطوية الضيقة. فهل مثل هذا الرجل يعول عليه لحل مشاكل الجنوب كي يطالبون الشمال الاستماع إليه او الوقوف معه.
    الارث التاريخي بين الشمال والحنوب لم يكن مشتركا بين الطرفين بل كان الذي يفرق بيننا أقوى بكثيرا مما يربطنا ببعض . وبغض النظرعن البترول وعائدات البترول الذي تمنيت أن يطل بباطن الارض حتى تحسم قضايا السودان الكبرى والمزمنة. كان الكثيرون في الشمال خاصو يعتقدون بان إنفصال الجنوب ربما جاء بمفاتيح الحل لهذو المشاكل المزمنة, وقد يكون هؤلاء على حق. بس المطلوب في هذه المرحلة بالذات ترك الامور للجهات الخارجية الاقرب روحا وودا للجنوب وبيدهم مفاتيح الحل وحلولهم ربماتكون أكثر قبولا لدى الجنوبيين.
    المهم ليس من مصلحة السودان الشمالي التدخل باي طريقة أو اسلوب في الشأن الجنوبي الحالي ما عدا من باب المساعدات الانسانية. والله المستعان