منى سلمان

الكلام ليك يا المغمض عينيك

[ALIGN=CENTER]الكلام ليك يا المغمض عينيك ![/ALIGN] بعد مادة الامس التي أوردناها بدون تعليق، سنحاول اليوم تسليط الضوء على مدى فاعلية الرقابة الأبوية، والجدوى من محاولة الوالدين بسط مظلة سلطة (الأوامر والنواهي) فوق رؤوس البنات لضمان حمايتهن من الزمن الكعب ..
كثيرا ما يُظهر عابري الطريق امتعاضهم من طريقة لبس شابة، بحجّة أنه ضيق (مجبّص) أو قصير أو يكشف أكثر من ما يستر .. يُعبر المارة عن ضيقهم واستنكارهم لهذا المشهد بوصف تلك الفتاة بأنها (ما عندها ولي) أو بالتساؤل:
(دي بللاي طلعت من بيتهم كيف؟ .. أبوها ما شاف اللابساهو ده؟)
وبهذا يضعون اللوم كله على الأسرة وبالذات الأب، ولانعدام الرقابة التوجيهية على الابناء وبصورة خاصة على البنات في تصرفاتهن وطريقة لبسهن، وبوضع اللوم على الوالدين نكون قد تجاهلنا حقيقة أوضح من عين الشمس، الا وهي أن بنات الزمن ده بقن (أحرف من حرامي المولد)! ولهن أساليب وحيل شديدة البراعة والذكاء يستعين بها للهروب من عين الرقيب، ليضعن بتلك الحرفنة أسرهن وأوليائهن تحت مرمى نيران الشناف وشيل الحال.
يُصنف أولياء الأمور حسب وعيهم ومعرفتهم بعمايل البنات (المشوطنات) فقط – ولا نعمم – فالغالبية منهن هديّات ورضيّات .. اذن ينقسم أولياء أمور تلك الفئة المشوطنة إلى قسمين .. نصهم نايم في اضنينو أو قاعد في أضان طرش وهم فئة أولياء الأمور الـ (بره الصورة) .. ويعزى السبب في وجودهم بره الصورة للجهل وقلة التعليم أو لعدم التواصل مع العالم الخارجي، وبالتالي قد يفوتهم إدراك التحديات والمغريات التي تواجه شابة اليوم، والتغير الدراماتيكي في طريقة تفكير الشباب عموما ورفضهم للقيود والاساليب التربوية القديمة وميلهم الشديد لمتابعة الموضة والتقليعات، مع نوع من التوهان الفكري وفقدان الهوية والقدوة الحسنة التي صارت سمة من سمات شباب العصر.
أما النص التاني من أولياء أمور المتمردات على الأعراف، فـ شايف وعارف والكلام فايت قعر أضانو لكن غالباهو الحيلة، فـ اختار أن يرمي طوبة البت ويرتاح بحجة أن (العقلو في راسو بيعرف خلاصو) .. ولكن كيف له بالراحة مع يقينه بأن (همّ البنات للممات) ؟!
شكت لي أحد صديقات اللطائف من تعنت والدها ورفضه السماح لها مجرد وضع الكحل على عينيها عندما يأخذها معه في الصباح كي يوصلها للجامعة، مع أن جميع زميلاتها يتبارين على وضع أقنعة المساحيق والألوان على وجوههن، ويتنافسن ليس على التميز الاكاديمي بل على متابعة الصرعات وتقليعات الحلي والاكسسوارات، بينما يلزمها والدها بلبس القاتم من الألوان وتنحصر ألوان ملابسها ما بين البني والكحلي وكاكي الجيش .. شعرت بالتعاطف مع شكوى تلك الشابة الجامعية رغم تفهمي لوجهة نظر والدها فهو يريد منها التركيز على دراستها بدلا عن الانشغال بالامور الانصرافية ومحاولة لفت انظار الشباب بالمبالغة في الزينة واللباس، ولكن اللجوء لطريقة فرض الرأي والقاء الأوامر بدلا عن النقاش والحجة، تجعل البنت تخضع لرغبته بدون اقتناع فتشعر بالغبن ويلازمها الشعور بالدونية وبأنها أقل من زميلاتها.
وقد تلجأ للتحايل على القانون فتخرج من البيت بالصورة التي ارتضها لها، وما أن تصل للجامعة حتى تميل للحمامات أو الأستراحة فتعيد تشكيل هيئتها .. (خنصرة) و(مكيجة) و(كشكشة) وعندما يأتي أوان الرجعة للبيت فالماء والصابون كفيلين باعادة الأمور كما كنت ..
ربما تصيبك الدهشة لو قدر لك أن تبحث في حقائب البنات، حين تجد في داخلها (توب) أو غيار كامل (بنطلون جينز وبلوزة بودي معها تونك)، فقد تغادر البنت البيت ملفلفة بالتوب في أمانة الله، وعند أول منحنى تقوم بتطبيقه ووضعه داخل الشنطة ..
على كل حال دعونا لا نضع كل اللوم على أولياء الأمور، فمنهم من لو التقى بابنته (في المواصلات) بعد خروجها أمام ناظريه، لما استطاع التعرف عليها وذلك لاختلافها كليا عن الصورة التي خرجت بها من البيت .. وقد يقل عقله ويفكر في مغازلتها.
ما بعيد بتحصل !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫7 تعليقات

  1. :lool: الأستاذ / منى سلمان نشكرك على مدادك السائل وهذه حقائق واقعيه وحاصله وربنا يستر المسلمين والمسلمات وربنا يحفظ عبادة هذه الحاله لا مفر منها وإلا الواحد يتابع بنـــتــه في الجامعه وبمعنى يدرس معها في الكلية …. جزيت خيرا وحفظ الله قلمك وتركه الله لنا كالسيف في الصدق والقول … ودالعيـكــورة

  2. والله البنات الشايفاهم عيوني ديل مافي ليهم اي حل لا نو ديل مافي اي حاجه بتغلبوهم مهما اهلهم عملو فيها مفتحين

  3. نحن دائما نرمى اللوم على المراة رغم ان ما تقوم به هو من اجل الرجل وعلى الاقل انها تريد ان تجد لها عريسا فى المستقبل وكما ندرك ان المراة الزمن بالنسبة لها امر ضرورى اعتقد ان المسالة الضرورية ليس فى فرض الرقابة الصارمة على البنت انما فى اعطاء الثقة لها للتعامل مع المجتمع وان البنت اليوم هى المسؤلة فى الغد اننا نجد ان المراة تدير مناصب حساسة فى الدولة وكيف كان يكون مصيرها اذا حرمت من الذهاب الى الدراسة كثير من النساء الغير متعلمات انجبن افذاذ وهذه هى نظرية التعويض كما ان كل جيل له منطقه الخاص ونظرته للامور والمرحلة التى يمر بها تحتاج الى متابعة ودراسة من قبل الابويين او قل متابعة بطريقة لا تحسس الطرف الثانى بقلة مسئوليته لتحمل المهام مستقبلا لان العصر الحالى لديه الكثير من المتغيرات التكنلوجية التى لابد من الانسان العصرى ان يلم بها والا سوف تكون هنالك اثار سلبية اسوا لابد من غرس مفاهيم متعلقة بالاخلاق والدين على نحو صحيح وذلك لخلق انسان افضل ان البنت هى تحتاج الى من ياخذ بيدها كما الولد ايضا ولكن كما قال الرسول(ص) رفقا بالقوارير بمعنى ان المعاملة الحسنة لان تكوين البنت يختلف عن الرجل 😎 😎

  4. الاخت منى جزاك الله كل خير على الاجتهادات التى تعمل على ايغاظ بعض اولياء الامور الغافلين عما يدور حولهم ، وتصحيح مسار اخرين لايجدون فن المحاورة ولافن النقاش واسلوب القناعة والقتناع على الاب الحكيم والم الواعية زرع الثقة فى الاحفاد وتركهم يواجهون الحيات بصعابها والتكيف مع المستجداتها

  5. المؤدبة مؤدبة براها فى نفسها والعايزة تصيع حتصيع حتى لو ربطوها فى البيت والغيرة حاجة بطالة لو واحدة عرسوها او خطبوها من صحباتها تانى مابطل عليها هكذا الزمن تغير

  6. صدقتى فى وصفك للحقيقه المره الا انك جافيتى الحقيقه الثابته ورميتى كل المسئوليه على الاب مع ان مسئولية البنت تحديدا وسلوكياتها من ملبس وزينه وخروج للدراسه او سواها وعلاقاتها تقع على عاتق الام باعتبارها الاقرب والافهم والاقدر على فهم ومعرفة بنتها وتقويمها ،، والاب ذالك الكادح الذى يخرج من الصباح ويعود فى المساء منهكا بالكاد يعرف احوال البيت والابناء من الام لان الابناء فى فترة وجوده اكيد حيكونوا قمة فى الادب والسلوك ،، وكم كم من بيت لاوجود لاب فيه ان كان مغترب اومطلق او متوفى وفيه بنات يملوا العين من ادب وصلاح وفلاح بفضل صلاح الامهات ( الام مدرسة … الخ ) ولا دا كلام ساكت ،، تحياتى ودمتى

  7. هذه واحده من اكبر المشاكل في المجتمع السوداني صاحب الافق الضيق جدا وهنا اقصد الغالبيه وليس الكل..الكائن السوداني همو وتركيزو كولو ده لابس كيف ودي لابس كويس وداك صفتو وديك نيعتا وهكذا..كما لو كان صاحب التعليق قد وصل مرحلة الكمال والكمال لله وحده وانا هنا لا اقصد كاتب المقال!!! من الافضل والاجدى ان يغض الناس ابصارهم عن الغير مع محاوله لي اصلاح الذات بدلا من الشمشره الفارغه.. بي المناسبه في العالم كولو البنات بيمارسو حرياتهم الشخصيه و مواكبين فهل بنات العالم كلهم ماعندهم اهل واباء!!!!:confused: