حوارات ولقاءات

نيول فقوات: لايستطيع زعماء المسيرية اتخاذ أى خطوة دون الرجوع الى سلطانهم الفعلى {عمر البشير}

نيول فقوات من زعماء مشيخات دينكا التسع الذين بذلوا الغالى والنفيس فى خدمة قبيلته الكبيرة { دينكا نقوك } بغض النظر عن اتفاق او إختلاف البعض معه ، له اسهاماته المقدرة فى العمل الوطنى الكبير [ جنوب السودان ] كما سيتضح فى مقبل السطور، رغم ان الرجل سلطان لعشيرة بنقو ضمن المشيخات التسع إلا أن همه واهتمامه يتخطى مشيخته التى هو الرجل الأول فيها ، ويعده المراقبون انه من ضمن رجالات أبيي الأقوياء الذى يصعب تجاوزه فى كافة القضايا على النحو التقريب ، فهو يمتاز بكاريزما قيادية ، كما يعد ثانى أقدم السلاطين الحاليين ، رد على اسئلتنا بأريحية تامة وبإجابات حصيفة وواضحة حدد شروط قبيلته للحوار مع الجار الخصم فى الضفة الأخرى من حدود لاهاى ،ذهبنا له فى مقر اقامته بالقرب من مكتب تنسيق أبيي بحى نمرة تلاتة كما يطلق عليه ، اقترحت له إجراء حوار صحفى لكشف النقاب عن بعض المسائل والقضايا ولا سيما زيارتهم كزعماء مشيخات دينكا نقوك الى عاصمة البلاد جوبا ، فحددنا سويا أمسية اليوم التالى لإجراء اللقاء ، والى حضراتكم مضابط الحوار :

ما هو الهدف من زيارتكم لجوبا ؟
بعد مقدمات وتحايا – جئنا الى جوبا لمقابلة رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت لنتعرف الى اين وقف مسار قضية أبيي وبالأخص نتائج الإستفتاء وعملية إعتمادها لدى الجهازين التنفيذى والتشريعى بعد ان مضىت اكثر من ثمانية اشهر من اجرائها ، وقابلنا فخامة رئيس الجمهورية ولمسنا فيه روح التأييد الكبير للإستفتاء الشعبى ، ولكن الرئيس يرى ان اعتماد نتائج الإستفتاء لابد ان يكون تشاوريا مع نظيره السودانى عمر البشير ، وعليه أجل التنفيذ الى مابعد الإتفاق مع الطرف الثانى ، و الرئيس مهتم بصورة كبيرة بضرورة إعتماد نتائج الإستفتاء الشعبى .
قاطعته هذا يعنى انكم راضين بموقف الحكومة حيال الإستفتاء الشعبى لمنطقة أبيي ؟
رد سريعاً نعم نحن راضين بموقف حكومتنا هنا فى جوبا ، وستكون الفرحة الكبرى لشعب أبيي عندما يتم إعتماد النتيجة على مستوى الدولة اما على مستوى المجتمعات المكونة لجنوب السودان فأيدت الإستفتاء ، ونحن نقدر موقف حكومتنا التى تعيش الأزمات فى هذه الأيام .
ما هو موقف القوى السياسية من الإستفتاء التى اجريتموها ؟
موقف كل القوى السياسية فى جنوب السودان موقف وطنى وواضح ابتعثوا مناديبهم الى أبيي ابان فترة الإستفتاء وحضروا عملية الإستفتاء من الألف الى الياء وخاطب ممثلهم شعب دينكا نقوك اثناء الإحتفال معلنا للعالم بقبولهم كقوى وطنية سياسية نتائج تقرير مصير منطقة أبيي .
ماهى خياراتكم الأخرى كزعماء عشائر الدينكا ……………..؟
قاطع ليس لدينا اى خيارات اخرى نحن مع تراها حكومتنا مناسبة ، أبيي قضية وطن بأكمله وليست قضيتنا نحن وثقتنا كبيرة فى القيادة السياسية للبلاد بأنهم على قدر الموقف .
ماذا تحملون فى حقيبتكم من اجندات أخرى عند مجيئكم الى جوبا ؟
هناك قضايا انسانية ملحة وقضايا الأمن والرئيس هو المسؤل الأول فى البلاد وجئنا وناقشنا معه هذه القضايا واستمع الينا ووعد بحل بما هو شائك ، واحسن التعاون معنا مشكورا.
هل قابلتم جهات أخرى غير رأس الدولة ؟
نعم قابلنا وزير العدل وناقشنا معه مسألة غياب القضاء والنيابة ، وأبيي حالياً لاتوجد فيها قاضى ولا وكيل النيابة ومكتظة بالسكان فوجود القضاء مهم ، وتفهم وزير العدل الموقف وحولنا الى رئاسة القضاء فى جنوب السودان ووجدنا وعود من نائب رئيس القضاء.
كما قابلنا أيضاً مفوض الشئون الإنسانية وشرحنا له الموقف الإنسانى فى أبيي وقام لتوهـ بإبتعاث المندوب الى المنطقة حاملاً معه بعض المساعدات الإنسانية .
قابلت انت ورفاقك زعماء عشائر دينكا نقوك فخامة رئيس الجمهورية وبعض الجهات الرسمية ، فى ظل وجود ادارة حكومية فى أبيي ، السؤال المطروح هل هذا يعتبر من صميم إختصاصاتكم كزعماء إدارة أهلية وليست سياسية ؟
سكت برهة ورد بعد كحة ، نحن نرى كإدارة أهلية إننا جزء مكملة للإدارة الحكومية وهذه مسؤلياتنا تجاهـ أهلنا ولا غضاضة فى ذلك ، أين المشكلة عندما نهتم بحياة ومستقبل شعبنا ؟
تناقلت الأوساط المجتمعية لأبناء دينكا نقوك والمهتمون بقضاياهم أن هناك تغيير ادارى وشيك فى أبيي ، شخصكم الكريم { السلطان نيول } والسلطانين كوال ألور وأروب كوال كون أكثر المتشددون لتغيير إدارة الجنرال كوال منجلواك ؟
نعم هناك شئ أشبه بحديثك ولكن لا ترقى بمستوى التغيير الإدارى لأن فى أبيي لا توجد إدارة حتى نقول تغيير إدارى لأن الموجود حاليا ليست ادارة بل لجنة تسييرية لتدير شئون الناس فى أبيي ، الإدارة حلت أعقاب إحتلال قوات البشير لأبيي فى 2011م ونحن كزعماء لهذه العشائر التسع نرى ضرورة تكوين إدارة مجتمعية لتكون مؤهلة لإدارة شئون مواطنى أبيي من مأكلهم ومشربهم ومأواهم هذا مانرمى إليه لا غيره وليس لدينا اى مشكلة مع أحد ، وهؤلاء { يقصد الإدارة الحالية } بقايا الإدارة المشتركة مع الشمال ونحن رفضنا هذه الإدارة، وجئنا للرئيس سلفاكير بغية تكوين ادارة مجتمعية جديدة قادرة على مجابهة تحديات المرحلة ، وحتى يتم اعتماد الإستفتاء وإعلان أبيي ولاية حسب المقترح الإفريقى وبالطبع تكوين حكومة ولاية .
وهل وجدتم الضوء الاخضر من رئيس الجمهورية لتكوين تلك الإدارة المجمعية ؟
نعم وجدنا الضوء الأخضر وجار التباحث حولها .
الإدارة الحالية ملمة بالإتفاقيات الموقعة بين دولتى السودان حول أبيي ، والقضايا ذات الصلة مثل حكم هيئة التحكيم الدولية بشأن حدود مشائح دينكا نقوك والإستفتاء التى أجريتموها فى اكتوبر من العام المنصرم ، هل المرشحون لخلافة الأشخاص الحاليين مؤهلون ومقتدرون لإدارة المرحلة القادمة ؟
نعم هم مؤهلون ومؤهلون ومقتدرون أكثر من الأشخاص الحاليين ………..
قاطعته – إذا رشحتم أشخاص ……..؟
قاطعنى لم نرشح بعد ولكن فى طريقنا الى الترشيح .
يبدو انكم رشحتم أشخاص ولاسيما عندما تسبق الحدث بقولكم ان الأشخاص مؤهلون ومقتدرون ؟
لا لا لن نرشح بعد ، فقط تناقشنا سبل حل هذه الإدارة الحالية لأنها غير مكتملة وبقايا ادارة مشتركة .
لماذا ترفضون {مشائخ دينكا أبيي } الإدارة المشتركة ؟
كزعماء عشائر مشائخ نقوك وكشعب أبيي نرى ان فترة الإدارة المشتركة قد انتهت فى التاسع من يوليو 2011 حيث صارت أبيي جنوبية مية المية وانتهت الإدارة المشتركة للأبد بعد ان قررنا مصيرنا فى اكتوبر 2013م وفقاً لمرجعيات قانونية وقعت عليها طرفا النزاع فى السودان القديم وبشهادة الأمم المتحدة ، بالإضافة ان هذه المسماة بالإدارة المشتركة تسبب الحروب بين الجنوب والشمال ويتضرر فيها مواطنى أبيي واذا كونت ستقع حرب ثالثة فى أبيي لأن مستصحبات الإدارة المشتركة هى شرطة وقوات مشتركة وهذه هى الطامة الكبرى ، وان أبيي ليست منطقة مشتركة كما تريد حكومة الشمال إثباتها بواسطة هذه الإدارة المشتركة أضف الى ماسبق ان أسوأ فترة عاشها شعبنا هى فترة الإدارة المشتركة وعليه لن نقبلها والإحتلال ارحم من الإدارة المشتركة .
هل أنتم راضون عن أداة القوات الأممية فى أبيي ؟
على رأيي الشخصى يجب الا نعتمد على هذه القوات لأنها فشلت فى حماية شعبنا ولم ينفذوا التفويض الممنوحة لهم لحماية سكان أبيي بل تمنع السكان من الذهاب الى الجزء الشمالى للمنطقة ، وتحدثت معهم { قوات الأمم المتحدة } برغبتى فى الذهاب الى قرية مبيك التى تبعد ببضع كيلومترات من جنوب كيج { حقل نفطى تحتله قوات الشمال } ولكنهم يرفضون طلبى لأن القوات المسلحة والمليشيات الموالية لها مازالت تنشط فى انتهاك صريح للقرارات الدولية القاضية بسحب قوات الدولتين من حدود أبيي ، الجنوب سحب قواته بشهادة الأمم المتحدة بنفسها والشمال لم يسحب قواته ……
قاطعته يعنى بصريح العبارة أن قوات اليونيسفا مقصرة فى توفير الحماية لكم وفشلت فى الضغط على القوات السودانية بضرورة الإنسحاب من شمالى أبيي ؟
نعم بالضبط .
هل يوجد اتصالات بينكم مع نظراءكم المسيرية فى المجلد بغية الوصول لإتفاق قبلى فيما بين طرفيكم ؟
لا لا توجد اى اتصال بيننا وبينهم …..
قاطعته لماذا خصوصاً أنكم قبيلتين جارتين الحوار بينكما مهم رغم المرارات ؟
هؤلاء ليس أهل سلام وعندنا تجارب كثيرة ولديهم أزمة كبيرة فى الصدق والأمانة ، نعتبرهم مسلوبى الإرادة ، لايستطيع زعماء المسيرية اتخاذ أى خطوة دون الرجوع الى سلطانهم الفعلى {عمر البشير} على سبيل المثال عندما كنا فى لاهاى كانوا قبلوا بحكم المحكمة الخاصة بحدود أبيي وعندما وصلوا الخرطوم عند عمر البشير قال لهم ان هذا القرار غير مقبول وذهب اكثر من ذلك بتهديدهم وتحريضهم برفض حكم المحكمة التى اتفقنا جميعاً بقبول قرارها . ليس لدينا اى مشكلة مع قبيلة المسيرية الممتدة حتى دارفور والفولة والسنوط وبابنوسة حتى تشاد وكذلك ليس لدى هؤلاء ادنى مشكلة مع الدينكا الممتدة فى بور ويرول ورومبيك بل النزاع بين مشائخ نقوك التسع والعجايرة ، ولكن نظام الخرطوم لديه أطماع فى أبيي لذلك يحاول توسيع رقعة الصراع وجعل قبيلة المسيرية مطية لتحقيق أطماعه ، والخاسر الأكبر هم العجايرة لأنهم خسروا المرعى لبقرهم وغنمهم وانقرض الاف مواشيهم جراء منعهم الوصول الى مصادر المياه ، كم مرة عقدنا مؤتمرات صلح مع العجايرة وكم مرة نقضوها وقتلوا اهلنا ونهبوا مواشينا ، السلام مع هؤلاء فقط سيحل عندما يجلس زعماء مشيخات دينكا نقوك التسع وفخامة الرئيس سلفاكير ميارديت ونظيره السودانى عمر البشير ممثلاً للمسيرية العجايرة ، نحن الأطراف الثلاثة من سيأتى بالسلام لا جدوى للسلام بين العجايرة ومشيخات نقوك دون موافقة البشير وهو العقبة الكبيرة للتعايش بين الجارتين وعلى الجهات المعنية المحلية والدولية حتى العجايرة بالضغط على عمر البشير للقبول بالسلام بين الجارتين .
السيد السلطان نيول فقوات لديكم تاريخ حافل فى نضال مشيخات دينكا نقوك وتعرضتم لإعتقالات عديدة كما زملائك السلاطين الآخرين ، المسيرية العجايرة والجهات الأمنية فى السودان السابق كانت تطلق على حضراتكم بـــ { الفروج الذى غلب الهدية } ممكن توضح أصعب موقف مررتم بها وكيف نتج هذا اللقب ؟
كنت عائداً لتوى من مؤتمر صلح قبلى بيننا مع العجايرة فى الأبيض عام 1988م فى عهد مصطفى محمود آنذاك كسبنا الجولة حيث كنا الطرف الأقوى موقفا ودعوى للسلام عكس العجايرة حيث هو الطرف المهدد والموعد ، ومن هناك ذهبت لأبى جبيهة وكانت الأجهزة الأمنية تتشكك حول شخصية نيول الذى يقول كلام ويفعل آخر حسب إعتقادهم وكانوا يراقبون تحركاتى ، ووقعت حرب فى بحر أبيض بين قوات الجيش الشعبى والحكومية وانتصرت الأولى على الثانية فأثارت حفيظة الشماليين وتم قتل العشرات من مواطنى الدينكا اكثرهم دينكا فارينق فى تلودى وكالوقى ، فسرب لى احد العناصر الأمنية ان الحى الذى يتواجد الجنوبيين فيه بأبى جبيهة سيتعرض للقذف المدفعى ، فقلت لماذا ؟ فرد قائلاً ان قوات قرنق قتل عدد كبير من قواتنا لذلك سينتقمون منكم ! فذهبت مسرعاً للضابط المسؤل فى المنطقة وأخبرته بالمعلومة التى تحصلت عليها وطلبت منه ان يحضر سيارات لترحيل المواطنين الجنوبيين والا سأبلغ الحاكم مصطفى محمود انكم من دبرتم المؤامرة لقتل المواطنين ، وفى صباح اليوم التالى طافت المدينة مجموعة من الغاضبين مشهرين السلاح منددين بعبارات عنصرية ضد الجنوبيين وطالب هؤلاء بنقل المواطنين الجنوبيين خارج ابوجبيهة وان لم ينفذ مطالبهم سيقومون بقتل جميع الجنوبيين ، وفى حينها غادر الجنوبيون ابوجبيهة مرغمين فوجهت السائقين بالذهاب عن طريق الرشاد صوب ابو زبد والحمد لله نجا جميع مواطنى جنوب السودان ، وعدت للمدينة وتعرضت للإعتقال والتعذيب من قبل جهاز الأمن وشربونى ماء ساخن وعندما أطلق سراحى قلت لهم العفو والعافية رغم الحصل انتم اصدقائى فزهلوا جميعا !
وفى الأثناء طلبت من مدير تنفيذى نوباوى ان يصحبنى الى بابنوسة لمهمة وفى نفس الوقت كان البعض يبحثوا عنى ان وجدونى بمفردى سيقتلوننى حسب المعلومات التى تلقيتها ، وفى طريقنا وجدنا مليشيات المسيرية قادمة لتوها من مناطق العمليات بقيادة المليشى النور وكانوا يحملون معهم شخص جريح فرأيتهم عن بعد وبلغت المدير التنفيذى بخطورة الوضع وعليه الا نقف لهؤلاء واضفت له انه نوباى وانا دينكاوى وعندما يحصلوننا سيقتلوننا معاً ، بالفعل أمر المدير التنفيذى السائق الا يقف لأى احد فى الطريق واتوا لنا مسرعين وعندما لم تقف لهم العربة أطلق النار علينا ولكن دون جدوى .
وبعد فترة حيث هدأت الأوضاع قلت للنور هل تذكر عندما كنتم تحملون شخص مضروب وانتم قادمين من العمليات ؟ قال نعم قلت : هل تذكر من بالسيارة ؟ قال هل انت من بالداخل وقتئذ ؟ قلت نعم قال بلهجة المسيرية هيييع { الفروج الذى غلب الهدية } ومن ثم انتشرت اللقب . من اجل هذا الوطن تذوقنا مرارات كثيرة { قالها بحسرة}
ما هو شروطكم لعقد اى صلح قبلى بين قبيلتكم والمسيرية العجايرة ؟
فقط فى حالة قبول العجايرة كمجتمع نتائج الإستفتاء الشعبى حينها ان لم توجد اى مبادرة سنبادر نحن بعقد مؤتمر صلح لمناقشة مسارات الرحل وحمايتها حتى يصل بهائمهم الى نهر كير ومصادر المياه الأخرى فى أبيي حتى اقاصى جنوب السودان ، اما غير ذلك فلا توجد اى صلح بيننا وبينهم .
كلمة حضراتكم الأخيرة ؟
نناشد كل ابناء أبيي بالعودة الى الوطن والعمل معاً تحت بوتقة واحدة حتى نعبر هذه المرحلة ورسالتى لحكومتنا رغم مشغولياتكم أبيي تحتاج الى تضافر جهود أكبر، وعلى المجتمع الدولى اجبار الخرطوم بسحب مليشياتهم من شمالى أبيي .
شكراً لكم
شكرا لك

جنوب السودان/حاورهـ فى جوبا / شول كات ميول