احمد دندش

أمجد حمزة..(طاعون) الاغنية السودانية..!


[JUSTIFY]
أمجد حمزة..(طاعون) الاغنية السودانية..!

اعلن الشاعر الشاب امجد حمزة على الصحف قبيل ايام بأنه لن يمنح أي فنان شاب احدى اغنياته الا بمقابل مالي يصل الى (الفي دولار) للاغنية الواحدة، وقبل ان يذهب خيال بعضكم اعزائي القراء الى زاوية دهشة بالخبر، دعوني اعرفكم بالشاعر أمجد حمزة وهو احد الشعراء الشباب الذين ظهروا في زمان (الغفلة الفنية) وقاموا بتفريخ مجموعة من الاغنيات المنزوعة الحياء والخجل و(الاحترام) في بعض الاحيان، من بينها اغنيات على شاكلة (حرامي القلوب تلب…وطاعني دايماً بي ورا)..!
يعلن امجد حمزة بكامل (قواه العقلية) عن عرض اغنياته (المائية) بمبلغ خيالي يفوق المنطق والواقعية، مستنداً على اقبال الفنانين الشباب على اغنياته، ومؤكداً بأنه الوحيد الذى يستطيع اقتطاع تذاكر (النجومية) لهم عبر اغنياته تلك، والتى كانت سبباً رئيسياً في ضياع الاغنية السودانية وفقدانها لاحترامها ورصانتها.
مايحدث اليوم من (تبجح) لمثل ذلك الشاب و(قوة عين) امر طبيعي للغاية في ظل غياب الشعراء الكبار عن المشهد، وفي ظل صمت الجهات المسؤولة عن الفن في هذه البلاد عن مايحدث من انحطاط في الذوق العام، ومن تردي مريع للاغنيات وصولاً الى مرحلة (طاعني دايماً بي ورا)، لذلك لن نلوم امجد حمزة بقدر ماسنلوم تلك الجهات (الخرساء) على صمتها ازاء مايحدث وكأنه لايحدث داخل هذه الدولة بل في احدى الدول المجاورة.
نعم…المناخ العام مهيأ تماماً لمثل امجد ومن (شابهه) في اطلاق تلك التصريحات المسيلة للدموع، والجو العام للوسط الفني صار ملائماً لظهور (الف امجد) جديد، يساهمون في قتل ماتبقى من رصانة الكلمات وعبقرية الالتقاط وعفوية العبارات، لذلك لن نستغرب اطلاقاً لمثل تلك التصريحات (المستفزة) ولن نستبعد على الاطلاق ان خرج علينا ذلك الشاب غداً بتصريح جديد يقول فيه: (اشعاري هي التى ساهمت في تعريف العالم بالاغنية السودانية)..!!
اشعار امجد حمزة (الملغومة) ساهمت لحد بعيد في قتل الكثير من الاصوات الشابة القوية والطروبة وسجنتها داخل قوالب غنائية رخيصة لاعلاقة لها اطلاقاً بالفن،وصار امجد اليوم هو الحاضن الاساسي لتلك الاغنيات، والذى ننتظر ان يفاجأنا غداً بتصريح جديد يؤكد من خلاله (عدم اكتراثه لمحاولات الاستهداف التى يجدها من بعض الصحافيين)..!!!…عجبي.

جدعة: عزيزي امجد…المنطقي والمعقول في هذا الامر ان تقوم انت بدفع مبلغ (الفي دولار) لكل اسرة سودانية بسبب (التلوث السمعي) و(الاتساخ الثقافي) الذى سببته لعقول ابنائها، وان تقوم بدفع ذات المبلغ كذلك لكل فنان شاب قام بترديد احدى اغنياتك وذلك بسبب تعويضه عن ماألم به من ضرر في مسيرته الغنائية، وقبل كل هذا حاول ان تجلس بهدؤ وتستمع الى اغنية (الحزن القديم)، وتحدد بعد ذلك هل تستحق ذات المبلغ اعلاه، اما انها محض اغنية (قديمة ومعتتة)..؟

شربكة اخيرة: فعلاً…بلداً مافيها (الدوش)…يقدل فيها (امجد حمزة)..!
[/JUSTIFY]

الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة الأهرام اليوم


تعليق واحد

  1. صدقت : بلداً ما فيها الدوش…… يقدل فيها…… وأمثاله.
    ونضيف : بلداً ما فيها الكاشف……يقدل فيها…….وأمثاله. ولكن كل العتب واللوم يُلقى على عاتق وزارة الثقافة والمسؤولين في الفضائيات التي تجيئنا كل يوم بفنان جديد لم نسمع به من قبل ، بينما المفروض أن الفضائيات من أوجب واجباتها أن لا تُقدم للمشاهد أيُ واحد يغني إلا أن يكون مُجازاً من الجهات التي منوط بها إجازة الغناء والأشعار والمؤدين ، ولكنهم (دي بطينة ودي بعجينة) وهذا ما أدّى بظهور حرامي القلوب …. و ما شاكلها من إسفاف يسبب التلوث السمعي والبصري من بعض من يرى في نفسه عندليباً وهولا يدري أنه…….، الأستاذ دندش خليك متابع الحاجات الزي دي عشان الجماعة ديل يخففوا عن المستمعين من ضوضاء الغناء الغث لأنهم يكفيهم ضوضاء الغلاء وضوضاء الفساد وضوضاءات أخرى كثيرة.