عوض الله نواي: في السودان مجموعة من الصحفيين ينهبون في وضح النهار بدعوي نقد الحكام
ومن هنا كانت السمسرة عملاً نافعاً ، ينتفع به البائع والمشتري والسمسار .
ولا بد أن يكون آميناً صادقاً ، لا يحابي أحدهما على حساب الآخر ، بل يبين عيوب السلعة ومميزاتها بأمانة وصدق ، ولا يغش البائع أو المشتري .
أما سماسرة الصحافة فهم صنف آخر من البشر ٫ لا شيء يبيعون ولا سلعة يشترون ٫ انهم يتوسطون من اجل الارتزاق والابتزاز ليس إلا ٫ في السودان مجموعة من الصحفيين ينهبون في وضح النهار بدعوي نقد الحكام ٫ تخطط وتنسق مجموعة منهم لنقد المؤسسة الفلانية او الوزير العلاني او الوالي الفلاني ٫ وهذا يسمي في عرف الصحفيين بالحملة ٫ حملة ضد فلان وحملة ضد علان ٫ وحملة ضد المؤسسة الفلانية وحملة مع المؤسسة العلانية .
بعد ان تقوم الحملة وتقوٌم الدنيا وتقعدها ٫ يظهر احد جاهبزة الحملة ليكتب مادة دفاعاً عن المكتوب ضده ان كان والياً او مؤسسةً او وزيراً او مدير شركة ٫ مدعياً برائته من التهم وانه شيخ وانه رجل طاهر.
في نهاية اليوم يرن الهاتف علي المدير او الوالي او الوزير ( هل قرات ما كتبت فيك دفاعاً لانك رمزٌ للوطنية وانك رجلٌ والرجال قليل ) ٫ ثم ينتظر هذا السمسار وهذا الهداي ٫يوما ثم يوماً اخر ثم يوماً يلي ويلي ٫ ان لم يأتيه الظرف ٫ الذي يفتحه علي عجل ويلوح الفارغ الي خارج الفارهة ويقرر لتوه التوجه للجزارة الفلانية والملحمة العلانية ليتزود من الحرام والابتزاز ويحشي كرشه .
ويفكر في كيف يترف نفسه باقي اليوم في متابعة الدوري الانجليزي بعد ان اغلغ جميع هواتفه وتلزز بالحرام لينام ويصحي من الفجر وهو يفكر في آي صيد يصيد ٫ ان لم يصله طلبه ينسق مع عصابة الحملة مرة اخري ويبدأ هو بالنقد وينقد وزيره الشهم رمز الوطنية الذي شكره وتنقلب الدنيا وتقوم وهنا يأتي مرة اخري مجموعة الحملة الظلامية لتنسق صلح بين الوزير والهداي المرتشي لتكتمل حلقة اخري من المناولة .
عوض الله نواي– صحيفة الوطن السودانية
[email]awdkambal@gmail.com[/email]