رأي ومقالات

علي الصادق البصير : وعاد «الرطوط» كما الحال

[JUSTIFY]الخريف نعمة من نعم المولى عز وجل، ويفرح به حتى النبات ناهيك عن الانسان والحيوان لما يتركه من خضرة وماء تحيا به الأرض بعد موتها كما يقول الحق عز وجل «وجعلنا من الماء كل شيء حي». أما عن فضل الخريف عندنا وتحديداً في ولاية الخرطوم فهو «نغمة»، ومن بدايته تبدأ الكوارث وغرف الطوارئ وارتباك الولاية بكل أجهزتها، فالذي يدركه كل شخص ان هذا الفصل لا يأتي بغتة انما هي اشهر معلومات لدى السليم والمجنون، فلماذا هذا الارتباك؟ وعلى من يقع الخطأ الذي يحدث من انهيار للمنازل والمدارس وموت البعض بسبب هذه السيول والفيضانات والامطار. وفي تقديري ان المسؤولية تقع على عاتق المسؤولين والمواطنين الذين يشيدون منازلهم في مجاري السيول، وهذه مجاري معروفة منذ القدم لكن الكثير من الناس يغضون الطرف عن هذا الخطأ الفادح الذي يدفع ثمنه كل مواطن سوداني غلبان، والأكثر من ذلك تلك الإغاثات الخارجية التي احسب انها لا تشبهنا، فعلى كل أحسب ان الحكومة هي المسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل الدمار الذي يحدث لمواطنيها، ولماذا لا تكون هنالك رقابة مستمرة بتوجيه المواطن بأن يتحاشى البناء في مجاري السيول والمناطق المنخفضة ويسبب كل هذه البلاوي، اما داخل العاصمة فحدث ولا حرج، وفي نظري ان اسبوع الخريف في العاصمة مقسم على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى «3» أيام والناس يسبحون فيها المياه. المرحلة الثانية يومان الناس والسيارات في «الرطوط»، والمرحلة الثالثة يومان لا ترى سيارة ولا ناس من شدة الغبار، ولمن لا يعرفون كلمة «رطوط» فهي بين الماء والطين اللزج.. على كل حال الذي نرجوه من السلطات التنفيذية هو محاربة قفل مجاري المياه بالمباني، وعدم السماح لأي شخص بالبناء داخل مجاري الامطار والسيول، وهذا يتسبب في الكوارث التي تحدث كل عام. والأغرب من ذلك أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً بتصريحات بعض المسؤولين وهم يقولون إن التحضيرات لخريف هذا العام قد اكتملت من زماااان، وعندما يقع الفأس على الرأس ترى العجب من الجقلبة وغرف الطوارئ، اما عن مصارف الخرطوم أن وجدت فقد أكل عليها الدهر وشرب، وهاك يا طفح ومياه آسنة تقشعر منها الأبدان، والذي نرجوه من ولاة امورنا هو ان يعيش المواطن في بيئة نظيفة ومعافاة، علماً بأن الشعب السوداني كله قنوع بالقليل، وهذا يذكرني بنكتة قالها أحد الظرفاء.
والنكتة ان احد الرواة للمدائح له مدحة يقول احد ابياتها.. إن شاء الله نفوز بالجنة أم موز، فقال هذا الظريف: شيخنا ده ما عارف أن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بالبشر».
فالذي يرجعه هذا الشعب الصابر هو شيء من حتى لحياة كريمة.
وختاماً
اللهم اغثنا غيثاً مباركاً لا اغاثة فيه.
ادريس يوسف بابكر
[/JUSTIFY]

الانتباهة
ي.ع