وجدي الكردي

يا سلوى بيتكم بي وين؟!


يا سلوى بيتكم بي وين؟!
[JUSTIFY] مع آخر لقمة إنتشلتها (سلوى) من قعر الصحن، كان (حسّون النقناق) قد أفلح في إقناع (ياسر) بأن (يعمل ليهو خطوة جادة كده في موضوع البت دي).

وحين غسل (ياسر) يديه من آثار (البوش)، غسل معه ثلاثة أرباع ما سمعه من (حسون النقناق)، فقط بقي الربع الذي (كنكشت) فيه (سلوى) التي أعجبتها الفكرة، فقالت وهي تزيح بقايا آليات معركة (ذات الفول) من أمامها:

ــ تعرف يا (ياسر)، والله (حسون) دا كلامو صاح..!

ــ قصدك شنو يا (سلوى)، يعني أنا ما زول جادي؟!

ــ أبداً يا حبيبي، أنا قلتا كدة؟!

قريباً من (كلتومة) ست الشاي التي تتخذ من ضل البوفيه في مصلحة البريد مكاناً لها، جلس (ياسر) بحرص وحذر في بنبر (معاق) فقد أحد ساقيه في (جلسة ما منظور مثيلا) يوم أن (قعدت) عليه (إلهام السمينة) قبل أسبوعين في حادث محضور..!

قريباً من (ياسر) جلست (سلوي) في صندوق بيبسي فارغ وهي تضم ساقيها بيدٍ، فيما إنشغلت الأخرى بلملمة الإسكيرت الأسود (عشان ما يشيل التراب من الواطة).وبعد مفاوضات قصيرة إتخذ فيها (حسّون النقناق) صفة المراقب متكئاً على جذع شجرة، إتفق (ياسر) و(سلوى) على بيان ختامي من بنوده المهمة أن يركبا المواصلات سوياً بعد نهاية الدوام و(يمشي يتعرّف بي أهلها) الذين يسكنون في الثورة بأم درمان.

كان (ياسر) واجماً وهو منكفئ برأسه على (الكنبة) التي أمامه في (حافلة الهايس)، كأنه مقبل على حبل المشنقة بعد قليل (رغم أنو الموضوع ساهل زي الموية)، كما إعتاد (حسّون) أن يقنعه، وحين تطاول الصمت بينهما، لكزته (سلوى) برفق على كتفه في منتصف كوبري النيل الأزرق وقالت له:

ــ (ياسر)، شايف البحر ده كبير كيف؟!

ــ أها، مالو؟!

ــ أنا بحبك قدر حجم البحر ده..!

إنتزع (ياسر) عينيه في كسل من مقلتيهما وأخرج يده من شبّاك الحافلة ونظر بهما إلى البحر في بلاهة، ثم أعادهما لمكانهما بسرعة (عشان) الكمساري الذي كان قريباً منه، ما يلقاهو بي حالتو دي..!

* للحكاية بقية
[/JUSTIFY]

أرشيف – آخر الحكي
[email]wagddi@hotmail.com[/email]