السودان هو التالي في مؤامرة الفوضى الخلاقة ..
الأحزاب التاريخية الكبيرة مثل حزب الأمة كانت مقاطعة للانتخابات- الأحزاب السياسية اليوم في أضعف حالاتها مادياً وتنظيمياً خاصة الأحزاب التقليدية الطائفية التاريخية وأعني حزب الأمة- الحزب الاتحادي الديمقراطي.
حزب الأمة انشطر في أكثر من خمسة أحزاب متنافرة والأخ الحبيب المهذب الامام الصادق المهدي يهدّف خارج المرمى في سعي مستحيل لجمع الأضاد خارج حزبه ويفشل في اعادة حزبه الى قوته ووحدته- مولانا الأب الروحي السيد محمد عثمان الميرغني آثر الابتعاد بجسده من الأحداث الساخنة ويدير حزبه التاريخي في اتجاه عكس تياره العام خاصة الشباب والحزب يفشل في عقد مؤتمر عام لأكثر من ثلاثة عقود ومؤسساته تدار بأقلية تصدر القرارات الكبيرة ضد رغبات وتوجه الأغلبية أهم تلك القرارات المشاركة في الحكومة الحالية وقرار الأغلبية في قيادته السياسية كان ضد المشاركة أي أن الحزب يفتقر الى الديمقراطية التي كان رائدها في الحكم الوطني منذ العام 1953 وحزب الأمة تتجاذبه أمواج وتطلعات واستراتيجيات الإمام الصادق غير المعلومة حتى لأعلى مؤسسة تنظيمية في حزبه- الحزب الشيوعي خبا بريقه وجاذبيته للشباب بعد رحيل قيادته الكارزمية المتمثلة في الراحلين الأستاذ عبد الخالق محجوب والأستاذ محمد ابراهيم نقد رحمهما الله في ظل انهيارالاتحاد السوفييتي وانحسار أثر الحزب الشيوعي في إدارة روسيا والجمهوريات الأخرى الموالية لها، لذلك فإن التحاور مع أحزاب هي في الأصل متوالية مع المؤتمر الوطني حالياً في حكم السودان لن يقدم أية اضافة عملية حقيقية لحوار يفترض فيه الوصول مع الحكومة الى التراجع عن كل الأخطاء التي وقعت وما زالت آثارها مستمرة، وهي تقود البلاد الى انهيار لا يعلم مداه إلا الله والحوار بين المؤتمر الوطني والأحزاب المتوالية معه (وهي قليلة التأثير على المجتمع السوداني) أشبه في كرة القدم بالتمريرات القصيرة والتابلوهات الاستعراضية عندما يقوم الفريق المنتصر بأدائها في النصف الخاص به في الملعب قبيل انتهاء المباراة، وهو تكتيك لكسب الوقت لن يزيد الأهداف للفريق الفائز ولا يسمح بولوج هدف فيه من الخصم ولا يطيل زمن المباراة الرسمي، والذي يطيل زمن المباراة حقيقة هو الجلوس في حوار وطني جامع مع القوى الحقيقية الممثلة للمجتمع السوداني مثلما حدث في اجتماع قاعة الصداقة يوم الأحد 10/8/2014 كان هذا التجمع لكل الوان طيف المجتمع السوداني تجسيداً حياً لثقافة وخصائص الشعب السوداني في عشقه وتمتعه بالعيش في أمن واخاء وتسامح وتماسك لم يكن كل الحاضرين أعضاء في المؤتمر الوطني ولم يكن كل الحاضرين متوافقين مع المؤتمر الوطني في طرحه وسياساته في الخمس وعشرين سنة الماضية، بل أن معظمهم يعتقد أن هناك أخطاء جسيمة حدثت أدت الى انفصال الجنوب وحروب أهلية ومواجهات دامية وعدم استقرار وانعدام أمن في كل دارفور- جنوب كردفان- والنيل الأزرق وبدأت الآن ارهاصات عدم استقرار في الشرق كلها أدت الى استنزاف موارد البلاد حتى بدأ الاقتصاد القومي الذي ساد في الفترة الانتقالية من 2005 الى 2011 في الانهيار وزادت معاناة المواطنين الى درجة أن السودان صار في حافة هاوية الفوضى والموت والدمار والتشظي والانهيار الكامل.. حضر ممثلو المجتمع المدني طواعية للاستماع الى الرئيس في تأكيده لمبادرته الصادقة والشجاعة للحوار الوطني المفضي الى تصحيح كل الأخطاء السابقة وإعادة السودان الى تماسكه وقوته وأمنه وانتشاله من مستنقع الفوضى الخلاقة.. أقول مبادرة الرئيس صادقة وشجاعة لأنها جاءت وهو في موقف قوة ممسك بكل خيوط الأزمة ومتفوق في كل جبهات القتال عسكرياً، أقول صادقاً وشجاعاً لأنه وجهاز الأمن والاستخبارات الوطني بكفاءته العالية وامكاناته الهائلة يملكون المعلومات الكاملة الكافية عن المخطط الخبيث لإعمال نظرية الفوضى الخلاقة في السودان، وهي نظرية تبدأ بنسف الدول القوية المتماسكة وتفجيرها من الداخل الى أعلى حتى تسقط مرة أخرى في شظايا وتستقر على الأرض كحمل وديع لا حول له ولا قوة ضعيفاً يسهل تشكيله بواسطة أيادٍ خفية الى دول صغيرة ضعيفة لتأكيد ذلك نوضح الآتي:
أولاً: الفوضى الخلاقة «Creative Chaos» تم اقتراحها قبل حوالي 9 سنوات عندما صرحت وزيرة الخارجية الأسبق كونداليزا رايس أن الفوضى الخلاقة ستكون نهاية لعبة إعادة تقسيم الشرق الأوسط لصالح اسرائيل، وهي المستفيد الأول من تشظي العراق الحالي- حالة مصر المنكفئة على الداخل فقط- القتال بين المسلمين في سوريا- ليبيا واليمن وتقسيم السودان الى دولتين، واستمرار الدولتين في حروب متصاعدة في معظم أجزائهما.
ثانياً: الفوضى الخلاقة قامت بدور كبير في فلسطين وخلق عداء وكراهية بين حماس ومنظمة التحرير وهي تشدد من حصارها وضربها في قطاع غزة بهدف إزالة حركة حماس نهائياً.
ثالثاً: أدت نظرية الفوضى الخلاقة الى نشأة جماعات متطرفة فدائية ونشأة نزاعات طائفية بين المسلمين في الشرق الأوسط في قتال ضار فيما بينها في كل من العراق وسوريا ولبنان وليبيا واليمن ومصر.
رابعاً: التمدد والتوسع الشيعي في الشرق الأوسط ونجاحه في جذب العديد من الشباب في المنطقة.
كل ذلك هو بمثابة الوقود الذي تدار به الفوضى الخلاقة.
خامساً: الاتفاق في أمريكا الأسبوع الماضي بين أوباما وقادة الدول الافريقية (السودان لم يكن مدعواً) على إنشاء قوة أمريكية عسكرية للتدخل السريع في افريقيا وللتدخل المباشر لاخماد الثورات والقتال وإزالة الأنظمة بحجة تهديد الأمن والسلم العالمي وحماية المدنيين وقوة الدخل السريع هذه «RDF»
(Rapid Deployment Forces) هي الوسيلة المادية لتحقيق
أهداف نظرية الفوضى الخلاقة في إعادة تقسيم الدول وستجد القبول العالمي لأن آثار الفوضى الخلاقة لن تدع مساحة مع التعاطف الدولي مع الأنظمة الحاكمة في فترة الفوضى الخلاقة، لأن معاناة المواطنين ستغطي على كل مساحات التأثير على الرأي العالمي.
لذلك المخرج الوحيد والمنطقي لنا في السودان لتفادي هذه النتائج الكارثية هو أن نتفق نحن فيما بيننا على المراجعة والتراجع في حوار جاد من طرفي الطاولة لنحقق وحدنا وقبل تدخل الآخرين الأهداف النهائية للفوضى الخلاقة، ونرسم ونحقق أهداف النظام العالمي الجديد قبل أن يفرض علينا، وهي أهداف في ظاهرها مقبولة ومنطقية وكلها تصب في خانة الأمن والاستقرار ورفاهية الشعوب وعدم تهديد الأمن والسلم الاقليمي والعالمي، وكل ذلك كان السودان رائداً فيه وليس بجديد علينا كان الراحل الأزهري والفريق ابراهيم عبود- جمال عبد الناصر في مصر- جوزيف تيتو في يوغسلافيا- نهرو في الهند- نكروما في غانا- نايريري في تنزانيا- أحمد سيكوتوري في غينيا- سوكارنو في اندونيسيا- وجومو كنياتا في كينيا من رموز دول عدم الانحياز المحترمين في كل العالم.
الآن الصورة واضحة وخريطة الطريق لنا أوضح للخروج من دائرة الفوضى الخلاقة وشباكها المنصوبة لنا، وهي صورة من ثلاث شعب:
أولاً: التقاط مبادرة الرئيس في حوار جاد صادق من طرفي المعادلة- الحكومة والمعارضة السياسية لأن القادم (ألمي حار ما لعب قعوي).
ثانياً: تشجيع المبادرات واتجاه الحكومة في حل مشكلة دارفور بالجلوس مع الحركات العسكرية المؤثرة في دارفور في منبر جديد وجاد.
ثالثاً: الوصول العاجل الى اتفاق نهائي مع قطاع الشمال في منبر أديس أبابا بمرجعية الاتفاقية الاطارية يونيو 2011.م .
ونذكّر الجميع بمقولة جورج بوش (الأب) في 1991 قال (أخلق الفوضى لتنسف الدول الى أعلى في شظايا تعود الى الأرض لتجد أيادي خفية جاهزة تقوم بإعادة ترتيبها بعد نظافتها ووضعها في أنظمة متجانسة أحسن من وضعها السابق).
تقرير:مهندس: عمر البكري أبو حراز
صحيفة آخر لحظة
ت.أ
مهما خططوا وعملوا ومكروا فلن ينالوا من السودان بإذن الله والسودان محفوظ ببركة أولياء الله الصالحين وشيوخ الخلاوي وحفظة القرآن الكريم ونيران التقابة التى لا تنطفئ في كل أنحاء السودان وبدعاء الصالحين الأطهار الأنقياء من أبناء الشعب السوداني ” من غير الكيزان والمتنفذين لأنه كان علي هؤلاء كان أكلنا نيم من زمان” . وبالتكافل والتراحم والتعاضد والتعاطف والمحبة بين الناس في كل قرية ومدينة وبادية وحي ” ” ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .. ونسأل الله ان يجعل كيدهم في نحرهم وتدميرهم في تدبيرهم وأن يجعل دائرة السوء عليهم وأن يهلك الظالمين بالظالمين ويخرجنا من بينهم سالمين.
طيب ما تقول لي ناس الإنقاذ ديل يقدموا تنازلات من أجل الوطن, حكموا ربع قرن والمحصله الناس كلهم شايفنها مافي داعي لذكرها.