عثمان ميرغني

“لا تعد أيامو!!!”


[JUSTIFY]
“لا تعد أيامو!!!”

مسوؤل حزبي كبير يصرح بأن تعديلاً وزارياً وشيكاً سيمنح غالبية الوزراء إجازة مفتوحة.. بعد يوم واحد تقفز ثلاثة تصريحات نافية.. واحد منها يقول (تعديل.. نعم.. وشيك.. لا).. والثاني يقول (ليس هناك تعديل ولا يحزنون..) وثالث يقول (نحن في انتظار الشعبي والأمة ليركبا معنا سفينة الحكومة)..
بصراحة أسألكم.. الحزب الحاكم حُر في وزرائه.. يقيل واحدا أو ثلاثة أو يتركهم كلهم.. لكن ما الذي يجعل مثل هذا الخبر (قضية الموسم)؟؟
بالله ركزوا معي قليلاً.. لنفترض أن المؤتمر الوطني استبدل وزيراً واحداً.. هل يُسمى ذلك (تعديل الحكومة)؟؟ حسناً.. وزيرين… ثلاثة.. أربعة.. ما هو النصاب المطلوب من (عدد) الوزراء المستبدلين ليدخل الإجراء في حيز (تعديل الحكومة)؟ بل فلنفترض أن المؤتمر الوطني استبدل كل الوزراء.. هل يقع ذلك تحت مصطلح (تعديل الحكومة)؟؟
لو تمعنت في المصطلح جيداً.. لاكتشفت أن استبدال أي عدد من الوزراء مهما كثر.. لا يمكن أن يطلق عليه (تعديل الحكومة) لسبب بسيط.. هو أن (الوزراء) بصفة جماعية ليسوا هم (الحكومة)..
لو كان خروج مثلاً ثلاثة من الوزراء بعينهم يؤثر على توجه الحكومة.. فتصبح مثلاً أكثر اشتراكية.. أو منفتحة أو أي عبارة تدل على منهج تفكير وسياسات بعينها.. هنا يمكن أن ينتظر الناس (تعديل الحكومة) على أحر من الجمر.. لأنه يكشف (توجهات) السياسات الجديدة..
لكن عندما يكون وجود الوزراء (في مجلس الوزراء) لا يؤثر على منهج تفكير (الحكومة).. كل وزير ممسك بحقيبته واختصاصاته.. ولا يضيف للتفكير (الحكومي) العام بعداً جديداً أو ينقص منه.. فهنا يصبح (مجلس الوزراء) مجرد (تجمع وزراء) لا يشكلون بصفة (مجتمعة) أي تأثير على سياسات الدولة..
وبهذا الفهم.. لا حاجة لحزب المؤتمر الوطني لـ(إقالة الحكومة) أو الحديث عن (تعديل في الحكومة).. فخروج وزير مثل خروج كل الوزراء.. أمر مرتبط فقط بالحقيبة الوزارية المعنية.. وليس بـ(الحكومة)..
وبهذا المنطق بدلاً من إضاعة الوقت.. وتعذيب الجمهور بحديث عن (تعديل الحكومة) الأوجب أن يُقال أو يستبدل الوزير المعني.. في لحظة الإحساس بأن الوقت حان لخروجه من الوزارة.. دون انتظار (كشف تنقلات) بقية الوزراء.. لأن الوزير هنا لا يمس إلا وزارته.. ولا يؤثر على (الحكومة)!!
إذا اتفقنا في هذا الطرح.. إذن يصبح السؤال البديهي.. ما المقصود بمصطلح (الحكومة).. الإجابة من عندي.. هي (الرئيس ونائباه ومساعدوه) فقط..
ويتبعه السؤال المهم.. إذن ما الداعي لانعقاد مجلس الوزراء (كل أسبوع).. بالتأكيد ذلك مضيعة لوقت الوزراء و(الحكومة).. الأعمال الروتينية لإجازة القوانين وغيرها يمكن إسنادها للقطاعات المتخصصة فقط بلا حاجة لعرضها على وزراء آخرين لا علاقة لهم بالتخصص..
وبهذا الفهم.. وهو الأهم.. لا حاجة للحديث عن دخول حزب أو خروجه من (الحكومة!).. فالوزراء لا يمثلون (سياسة!) أحزابهم.. طالما أن وجودهم في مجلس الوزراء لا يحظى بصفة (حكومة)..
لا حاجة لاستخدام مصطلح (حكومة وحدة وطنية) أو(حكومة موسعة).. فمجلس الوزراء ليس هو (الحكومة)!!
و.. (شهراً.. ما ليك فيهو نفقة)..!!
(لا تعد أيامو!!)

[/JUSTIFY]

حديث المدينة – صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. والله لازم يجتمعوا عشان نعرف انو فى حكومة لانو اذا ما اجتمعوا حايعملو شنو الفراغ دا يملو كيف التصريحات دى تطلع كيف الناس تعرف انو البشير رئيس كيف والكاميرات دى تصور لينا شنو ؟ نحن نعرف انو فى احزاب كتيييييييييرة مشاركة كيف؟ لازم يدونا طلة كل اسبوع عشان نطمن عليهم
    سلم عليهم772