منى سلمان
أعمار يا دنيا
بعرف كل الحكايات .. وبفهم فى اللوغرثمات .. إلا اعمار الستات!!
أما أستاذي الدكتور(كمال حنفى) فقد افتى بعدم إمكانية أن تترشح سيدة سودانية للرئاسة، لانه لا توجد فيهم من بلغت سن الاربعين بعد !!
ولا أدري ما هو السبب الذي دفع أستاذي (كمال حنفي) لـ (شيل حس) السودانيات دونا عن سائر نساء الأرض وجعلهن (حيطته القصيرة)، فلا توجد على وجه البسيطة سيدة قد تجاوز سنّها الاربعيين، ما عدا (أوبرا) الغبيانة حيث احتفلت قبل فترة بعيد ميلادها الخمسين !!
فـ أعمار السيدات لا تحسب بحساب سنوات وإنما هى قرارات تتخذ، ولكل واحدة مطلق الحرية فى اختيار العمر الذي يناسبها لتتخذ منه (السن القانونى) أو الرسمي لها، والذى لا تحيد عنه أو تغيره الا كل عقد او عقدين من الزمان .. مش أحسن من تكون الواحدة ما عندها كلمة وكل سنة تزيد عمرها واحد صحيح ؟!!
على كل حال .. قد تستجد مناسبات السعيدة كـ زواج الابنة أو استقبال الحفيد مما يدعو الحبوبة لـ وضع (حسوة ملح في عينا) فتقوم بتقديم ساعة عمرها كم دقيقة ليتناسب مع الحدث، كي لا تنطبق عليها طرفة الأم التي ادعت بأنها في الخامسة وعشرين مع أن ابنها قد بلغ العشرين بحجة أن (كل زول حُر في عمرو)!!
كغيري من السيدات كنت قد اتخذت قرارا بأن يكون عمري ثلاث وعشرون عاما، وكان لهذا القرار مسبباته، ففى (ليلة من ذات الليالي) نهاية التسعينات، زرت وزوجي احد المستوصفات لعلة اصابتنى، وكالعادة كانت صالة الاستقبال مزدحمة بالمريضى والمرافقين والزوار .. توجهنا نحو المسجل لحجز الدور لمقابلة الطبيب، فأمسك بالقلم وسحب الدفتر ثم سألني:
الإسم؟
اخبرته عن اسمي، فسألني مرة اخرى:
سنّك ؟
تلكأت فى الاجابة قليلا لأشاور نفسي فـ انبري له زوجى الذى كان يقف خلفي وقال بصوت جهوري:
ثلاثين سنة !!
اصابني الذهول والخجل عندما تلفّت الموجودين حولنا بحثا عن تلك الثلاثينية !!!
اعماني الغضب وبادرت بالقول فى حنق:
تسعة وعشرين سنة ونص .. بس!
(طبعا الستة شهور فى اعمار النسوان .. عمر تاني)، فكان قرارى بخصم عاما مقابل كل شهر أضافه (سيد الاسم) لعمري مما جعلني فى الثالثه والعشرون من يومها وحتى الان!
عموما فان كثير من الرجال لا يدركون انه ليس من الذوق السليم او الاتيكيت التحدث عن أعمار السيدات فلقد كنت وزوجي نتجاذب اطراف الحديث مع احد اقاربه والذى كان متزوجا من ابنة خالته، تشعب بنا الحديث عن (الندايد) ورفقاء الدراسة، فتبرع ذلك القريب بالتصريح عن تاريخ ميلاد زوجته بـ العام وشهر، فما كان مني إلا أن احتجيت بقوة على شيله لـ حس زوجته (سبة بلا سبب)!
لا تتميز مراحل العمر المختلفة بـ بدايات و نهايات واضحة الحدود، فلابد من وجود تلك المنطقة الرمادية ما بين كل مرحلة واخرى والتى لا يمكننا ان نميزها حتى نتجاوزها الى غيرها، ولكن قد تردنا بعض الاشارات لتشكل لنا الانتباه .. أين نحن وكم قطعنا من الطريق ؟ ولقد وردتني بعض تلك الاشارات، فمثلا كنت قد خرجت لقضاء بعض الحاجيات مستخدمة الحافلات العامة وهذا ما لم افعله منذ امد بعيد، وبعد عودتى الى البيت تنبهت الى حقيقة انني لم اتعرض لايا من مضايقات الطريق أو معاكسات الدهماء، فأرجعت الأمر لعدة احتمالات:
اولا : نتيجة انضباط الشارع بعد ازدياد الوعي الثقافي والاخلاقي لدى العامة (ممكن )
ثانيا : لعلي قد تجاوزت مرحلة الشباب الوردية ودخلت مرحلة القواعد من النساء البنفسجية ( يا ربي !!!)
(مع ان الطرقات يومها كانت مليئة بالصبايا اللاتى يتغافزن كالغزلان النافرة ويملان الجو بهجة ومسرة وبرضو ما فى زول سائل فيهن ) مما جعلني ارجح الثالثة: وهى ان هموم العيش من جبايات وقوات دولية ولاهاي قد اذهلت الناس عن انفسهم فـ الامر اعظم من ذلك يا منى بت سلمان (ده مؤكد )!
اقنعت نفسي بتجاهل تلك الاشاره حتى دهمتني اخرى مؤكدة، عندما دخلت الى استقبال مكتب عميد كلية علوم التقانه بالجامعة الاسلامية لمقابلته لبعض شأني، فبادرت احدى الطالبات المنتظرات والتى لم تكن تعرفني للقيام متخلية عن مقعدها قائلة بصوت رقيق ومهذب:
اتفضلي أقعدي يا خالتو!!
فقلت لنفسي: This is it
فكلنا نعلم لمن نقوم بالتخلي عن مقاعدنا !!
يقال ان الاعمار تقاس بما عشته فيها من سعادة عبر السنين، وقد عبرعن ذلك خير تعبير (قبرو) صاحب المثل الشهير عندما عبّر عن مدى التعاسة التي عاشها فقال في وصيته :
أتكتبوا على شاهد قبري بعد ان اموت (قبر قبرو .. المن بطن امّو لي قبرو) !!
حاشية:
كتبت هذه المادة في بداية ممارستي لهواية الكتابة قبل حوالي العام والنصف، ولكن ما دفعني لنفض التراب عنها كثرة الرسائل من اصدقاء اللطائف التي يناكفوني فيها بأنني (حبوبة عجوز)، وان الصورة المنشورة في العامود من زمني الكنت طالبة في الجامعة .. أها كده مش عرفتوا عمري كم؟!!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
اقوليك زميلة كانت معى بالجامعة كنا بنتكلم عن موضوع العمر لواحد بحبها وهو صديقى فقلت ليها انت عمركم طيب كام فقالت لي لو كان اختك تومه ماتقولها انت عمرك كام ؟
المهم كضبا كاضب انت حوالي 39 وشكرا
الأعمار بيد الله، ،،،،،،وحقيقة استشفيت من مقالك انو مفروض العمر يقيسوه بحاجات تانية غير عدد السنوات، ورغم انه انو نحن الرجالة ما عندنا مانع نعلن عمرنا الحقيقى، لكن زوجتى مصرة انه هى ولدوها وانا فى حالى دا………:confused:
طبعا انا قاعد اقول لزوجتى انه المرأة كل ولادة بتكبر 10 سنوات يعنى كدة يكون عندها 30سنة زيادة وفى الحالة دى بتفوتنى بمراحل(؟) (؟)
انا من رأيى العمر يحسبوه بالاعمال الصالحة وفى الحالة دى انا عمرى زى عمر ( قبرو )(؟) (؟)
😀 😉
الاعمار فى اعتقادى حقيقة بديهية لا يبقى العمر للانسان مهما حاول وكما قال العلم التربوى (growth is evidence of lifeهذا يدل ان الحياة ليست ثابتة وهنلك العمر الزمنى والعمر العقلى والانسان يقاس بما قدمه للحياة هنالك اعمار تمضى بدون معنى ولا تعطى للحياة وهنا تصبح شيئا زمنيا وخاصة فى زماننا هذا تسرقنا الايام دون ان نشعر اذن العبر فيما نقدمه للحياة من انجاز هل افدنا علمنا فى شىء ام مرت الايام ونحن نحس بالسنوات اعتقد ان الزمن قيمة عالية اذا كانت لمنفعة الغير بشىء ايجابى
سبحان الله قلتى عمرك كم 23 سنه
اتخيلى انا كنت قايلك اصغر من كده بكتير
استاذه / منى موضوع شيق وجميل .. وهذه طبيعة المراء لا تحب أن توضح عمرها والراجل لا يحب يوضح راتبه … والله الأمام … ودالعيكورة
عاااااااادي الزمن ده الرجال بيقو يلاوزو من قصة العمر دي فما بالك بي النساء….و القصه كلها سببا عدم ثقه في النفس ,, هسي ان عمري 15سنه وقاعد اقول 20 هههههههههههه 😀 😀 😀
:lool: لك التحية يااستاذة ع المقال الجميل والرائع بروعة يراعك وما مهم العمر !!! وربنا يخليك لي اولادك وسيد الاسم……… اّميييييييين:cool:
يا لحظي السعيد:
أكتشفت الآن أين أجد كل ما هو طاعم … ودسم ….. و organic.
سوف أنصب خيمتي و “إني مقيم ما أقام نسيب”
===
تعليق بمناسبة “نسيب”:
نسيبتي (حماتي) تصرح دائماً لكل من يسألها عن عمرها، بأنها من كثر من خبأته فقد نسيت تماماً كل ما يتعلق بشأنه.
والله المقال جميل جدا;) 😉
الاخت منى نسال الله العلي القدير ان يطيل اعمارنا في طاعته حقا انه مقال جميل ويعكس الواقع الموجود حاليا وهو الفهم السائد عند الجنس الاخر بان الاحباط يصيب الماة اذا عرف الرجل ان عمرها يفوق 36 سنة | 😎