ثقافة وفنون

مبصرون بإبداعهم.. أصوات وأصابع بعيون ثاقبة ووجدان راقٍ + صورة


[JUSTIFY]مكفوفون، لكن لهم بصيرة ورؤية ثاقبة، ساهموا في تطور الأغنية السودانية وانتشارها، كانت أصواتهم أقوى من إعاقتهم، فرسخوا في ذاكرة الفن وآذان المستمعين، لم يمنعهم ذهاب بصرهم من التواصل مع العالم بإحساسهم المرهف، وتفوقوا على أقرانهم المبصرين، فنالوا قدراً من الشهرة والنجاح وحب الناس وتقديرهم.

وانطلاقاً من هذا الحب والتقدير، دعونا نرصد رحلة بعض منهم بدءاً بالنعام آدم ملك، وليس انتهاءً بأحد.

ملك الطمبور

ولد النعام آدم كفيفاً، تلقى تعليمه الأولي بالخلوة وبدأ التعليم الابتدائي بقريته، إلا أن قلة البصر حرمته من مواصلة تعليمه، فلم يحرم نفسه من الغناء، لقب بـ (ملك الطمبور)، عرفه كل السودان وصار يردد كل ربوعه (لا شوفتن تبل الوشوف ولا ردا يطمني)، كان النعام شاعراً وملحناً وعازفاً ماهراً على آلة الطمبور، كان ملكا للربابة تغنى للعاشقين والهائمين والصغار، طوال فترة الأربعين عاما في غناء الطمبور ترك إرثاً غنياً تغنى به عاشقوه وأهله من بعده، عرف النعام بالبديهة وسرعة الالتقاط رغم أنه فاقد للبصر، النعام صاحب فكاهة ونكتة ظريفة وروح طيبة، فلم يكن فقد البصر بالنسبة له عقدة نفسية، بجدارة وقوة صوته تخطى مرحلة المحلية، وجاء إلى الإذاعة القومية بأمدرمان ليسجل بعضاً من أغنياته بعد أن اجتاز اللجنة بصوت طروب وأداء مبهر ليعانق صوته المستعين من خلال البرنامج المخصص لغناء الأقاليم آنذاك، أربعون عاما قضاها في دهاليز الغناء حتى رحل في العام 1993م، فشكل اسمه بحروف من ذهب ودون بريشة ربابته توقيعا يحفظ اسمه في قائمة الأصوات المبصرة التي أفرحت القلوب.

بنت الثمانينيات

ولدت مبصرة بمدينة بركات بالجزيرة، عاشت وسط بيئتها القروية حياة شكلت شخصيتها لتحتفظ بصوت قماريها ببركات بعد أن انتقلت مع أسرتها في العمارات بالخرطوم، شق صوتها السماء في فترة الثمانينيات وقتها كان لا صوت يعلو فوق صوت ثنائي العاصمة.. آمال النور فقدت بصرها، ولكنها رأت أن علاقتها بالموسيقى قوية، فبعد أن فقدت بصرها كليا انتقلت إلى معهد النور ببحري، ولم تفكر أنها كفيفة، فبرعت في العزف على آلة (الأكورديون)، بعد أن تخرجت آمال في معهد الموسيقى، طالبت وبشقف أن تلتحق بفرقة عقد الجلاد، ولكن الحظ لم يحالفها من الوهلة الأولى وبإصرارها نالت هدفها وأصبحت عضوة في الفرقة وصاحبة أكثر الأصوات تميزا، كما شكلت آمال ثنائية مع الراحل مصطفى سيد أحمد وتلك هي إحدى التجارب التي عبرت بها إلى بر الأمان فرسخت في ذاكرة الفن السوداني.

يرى بأصابعه

في السابعة من عمره فقد بصره، ولكن البصيرة كان أقوى في قلبه، لعب كرة القدم كمبصر يرى التفاصيل الصغيرة، ولد بالهلالية التحق أيضا بمعهد النور لتعليم المكفوفين، عوض أحمودي برع في العزف على آلة العود شارك في برنامج أغاني وأغاني بكامل نسخه، كما تزوج من مبصرة زينة حياته، عزف خلف كبار الفنانين وتميز بالإحساس المرهف والقلب الدامع، موهبته الفذة لم تأت من فراغ، لأن من فقد البصر تمتع ببصيرة وأذن سريعة الالتقاط، يرى الدنيا بأنامله التي كلما ضربت على وتر أعطت المستمع موسيقى تريح الأعصاب.

صوتها ملائكي

صاحبة الصوت الملائكي كما قال عليها عبد الكريم الكابلي في ذات يوم.. نبوية عبد الحفيظ أحمد أو كما يقال لها في الوسط الفني (نبوية الملاك)، ولدت في ثمانينيات القرن الماضي، تربت في أمدرمان تحديدا في حي أب روف، كان ترى حتى العام السادس من عمرها، ولكن القدر أتاها باكرا، فبدأت رحلتها الفنية وهي عاشقة لمدح المصطفى والطرق الصوفية، بدأت أولى حلقاتها الفنية في التلفزيون القومي مشاركة في برنامج أصوات وأنامل، فانطلقت بصوتها الملائكي، لها قدرة على المزج بين المدح والغناء، وقبل هذا فقد درست الإعلام، سجلت ما يقارب الستة ألبومات متنوعة ولها عدد من الأغاني المسجلة
140975164951

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]