الصراعات القبلية .. خطل الفصل بين متلازمة الأمن الحكومي والشعبي
وفي سياق عرضه للمعالجات قدم محمود حزمة من الحلول في مقدمتها مراجعة القانون الجنائي، بتكييف ظاهرة النهب المسلح وحقيقته هي الحرابة، وتساءل عن سر تسمية الحرابة «سلب أموال الناس بالقوة والترويع» بالنهب المسلح ووصف التسمية بالتضليل.
ولفت إلى أن هذه التسمية تخلو من النوايا الحسنة، وكذلك تسمية المتفلتين التي تدخل في الحرابة، وضرب مثلاً بالذين يسرقون البنوك بالقوة المسلحة ويطلق عليهم صفة متفلتين، ودعا لتأسيس قضاء فاعل يسعى لتحقيق هدفين هما العدالة وعدم السماح للمجرمين بالإفلات من العقاب، ثالثاً مراجعة منهج المصالحات القبلية، فهو يجعل النزاعات متمحورة في دائرة لولبية «حرب ــ صلح ــ حرب ــ صلح» إلى ما لا نهاية. رابعاً ضرورة معالجة المفردات الخاطئة لمفهوم القبيلة والدار، خاصة وأن تمسك القبائل بالدار يبدو وكأنها تسعى لتكوين دويلات، ومن أهم الحلول التي تطرق إليها محمود هي ضرورة عدم تفريق الدولة بين متلازمة أمنها الخاص كدولة وأمن المواطن، وعلل نشأة التمرد في دارفور بفصل الدولة لهذه المتلازمتين، فمتى اهتمت الحكومة بأمنها دون أمن المواطن فإن نظامها لن يستقيم، لأن المواطن بدوره سيسعى لإسقاطها ليحقق أمنه الخاص.
من جهته، أشار عضو الهيئة القيادية بالمؤتمر الشعبي عوض فلسطيني إلى أن الصراع القبلي تفشى في أنحاء البلاد المختلفة، ورد ذلك إلى غياب الأوعية السياسية التي تستوعب الكيانات المختلفة، وهذا بدوره يعود لعدم توافر الحريات، وأمن على حاجة البلاد إلى تجربة سياسية راشدة تحل فيه الأحزاب عوضاً عن القبلية والجهوية.
وفي رده على سؤال «الإنتباهة» بما الذي يقصده بسوء النوايا في تحريف إطلاق صفة النهب المسلح على جريمة الحرابة، وما إذا كان لهذا علاقة باهتمام الحكومة بأمنها الخاص دون أمن المواطنين؟ قال محمود إن الحرابة حد من الحدود الشرعية تلي ــ أي حد الحرابة ــ «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم» الآية 33 من سورة المائدة. مشيراً إلى أن الاسم الشرعي للنهب المسلح هو الحرابة، مؤكداً أنه حد لا يقبل الشفاعة أو الإسقاط من قبل ولي الدم أو من الدولة، بينما لولي الدم العفو في حالتي القتل العمد والخطأ. موضحاً أن الحكومة ترمي من إبدال الوصف الشرعي للحرابة بالنهب المسلح لحماية حلفائها.
ندى محمد أحمد
صحيفة الإنتباهة
ت.أ