وجوه سودانية: الفنانة عابدة الشيخ.. اختفاء الأصوات النادرة
كانت (عابدة الشيخ) بـ (طلتها) المديدة، ونظرتها (الساهمة)، حين تغني تبدو وكأنها تسافر في تضاعيف الأغنية، كانت الأغنيات تحكم قبضتها على المُغنية الشابة، وتفرض سيطرتها عليها، حتى حدود التلاشي فيها، فلا يكاد أحدنا يفرق بين (عابدة) والأغنية التي تترنم بها.
(1)
ورد في صحيفة الرأي العام تحت عنوان (عابدة الشيخ حرب الخفاء)، إن صوت عابدة من فصيل (التو) بحسب التقسيم الموسيقي العلمي للصوت، وهو من الأصوات النادرة بالنسبة للنساء. ويرى خبير الموسيقى (د.الماحي سليمان) أن مثل هذا الصوت يحتاج لتأليف من النوت الموسيقية الطويلة لإمكانياته التطريبية العالية. وإنه لاينسجم بحكم طبيعته الخاصة والنادرة مع الإيقاع السريع والأغاني الخفيفة، لأنه أقرب إلى الباص الذي يتفرد به أبو داؤود .
(2)
غنت عابدة الشيخ، (يا حنوني) فأمتعت، و(أوليني اهتمامك) فأطربت، و(أرجوك يا نسيم) فأثملت، وشاركت أبو داؤود ومبارك حسن بركات فأحسنت وأجادت، ولم تكتف بذلك بل توغلت أكثر، فكانت كما الحفيف في (أرجوك يا نسيم)، وكما الشجن في (عيونك كانوا في عيوني)، وكما الجمال في (معنى الجمال).
(3)
صاحبة الصوت النادر والحضور الكثيف حينئذ، اختفت الآن تماماً، ولم يعد أحد يذكرها، وكأنما لم تك شيئاً، لا أحد يحتفي حتى ولو بإشارة عابرة كالتي (نفعلها الآن)، بعابدة، وكأنما ابتلينا بذاكرة مثقوبة، ذاكرة، إذا ما حاولنا رتقها فلن نجد أفضل من الرجوع إلى الزميلة الرأي العام، حيث أفصحت لها (عابدة) في يوم ما، عن أنها تتعرض لمؤامرات لم تكشف عن طبيعتها ولم تسم جهاتها؟ لكنها قالت إن بعضهم يضعون أمامها العراقيل بهدف إقصائها، واكتفت بـ (الشكيِّة إلى لله
اليوم التالي
خ.ي
احسن ليها انقطعت عن الفن انشاالله يكون مسك ختامها
حديثك عن عابدة الشيخ صادف أهله . إنه صوت متفرد حقاً . إستمع الى أغنية عي الكواكب أو في رواية (ألأقمار عليمة) للراحل الشفيع بصوت الفنانة عابدة الشيخ وسوف تقف على حقيقة كلامي ولكن الراجح أنها في أمريكا. دمت بود .
لازلنا نستمع لها وصوتها الطروب في اعماق الذاكره وطلتها الرائعة .. حتى وان غاب حضورها الجسدى