زاهر بخيت الفكى : الجزيرة..ربطولا كراعا..!!
(البقول راسو موجعو بربطولو كراعو)
صدقت يا عبادى..ولوجع الرأس يُربط الرأس..
جاءونا ليربُطوا للجزيرة كُراعها بدلاً عن رأسها الموجوع..
وهل هكذا يُزال الوجع..؟
خبيثٌ هو ما بها من داء ولن يُزال إلا باستئصال الورم ولن تُجدى المُسكنات نفعاً ولن تحول بين تمدده وانتشاره فى بقية الجسم..
الجزيرة جسدٌ واحد متماسك المشروع رأس هذا الجسد ..
عن أى نهضة تتحدثون يا هؤلاء ، مليارات ستُنفق فى مشاريع ستُقام فى أجزاءٍ متفرقة من ولاية الجزيرة ربما يحتاجها مواطن الولاية فى يومٍ ما وقد اعتاد حياة الضنك والمعاناة ولكنها ليست ذات قيمة بالنسبة إليه الآن وقد أصبح بلا مورد ومشروعه كسيحاً عاجزاً عن إشباعه وتوفير بيئة آمنة للاستقرار فيه كما كان ..
أسالوا مدنى وأهلها كيف هى الآن وما كانت عليه من قبل يوم أن كانت مدينة مكتملة طابعها الجمال وتُزينها الخُضرة وتميزها الفنون والثقافة عن بقية مدن بلادى بفضل ما حققه المشروع لها من استقرار واستمتاعها وأهلها به وهى حاضرته وهل ياترى ستُعيدها سفلتة بعض طرقها الداخلية إلى سابق عهدها والمشروع يحتضر..
كلمات حقة جاءت على لسان السيد نائب الرئيس دكتور حسبو يعترف فيها ضمناً بأن لا قيمة لمثل هذه المشاريع إن لم ينهض المشروع قبلا..وما قيمة الجزيرة الولاية بلا مشروع …
(أن نهضة ولاية الجزيرة لا تتأتى إلا بنهضة مشروع الجزيرة.. هي سرة البلاد وإحدى ممسكات الوحدة الوطنية.. إذا جاعت الجزيرة جاع السودان..)
لقد جاعت الجزيرة يا دكتور..واجتاح الفقر والجوع من تبقى فيها من أهلها..أما حال بقية أهل السودان فأنتم أعلم به منا..
الأمانى والوعود وكثرة التطمينات ليست كافية لأن تجرى مياه مشروع الجزيرة مُنسابة من سنار إلى سوبا هكذا بلا معوقات..وليست كافية لرى حواشة مزارع بسيط لا يمتلك مالاً يُعينه على شراء وابور يرويها به وليست كافية لإعادة من هجرها بحثاً عن ما يقتات به فى غيرها وقد كانت ملاذاً آمناً لكل جائع وتباين واختلاف سحنات من هم فيها تصدُق به الرواية…
أعيدوا للمشروع حيويته وما سُلب منه وستأتى النهضة تسعى إليه..
والله وحده هو المستعان.
زاهر بخيت الفكى
بلا أقنعة …
صحيفة الجريدة السودانية…[/JUSTIFY]