سياسية

جبريل إبراهيم: “2 – 2” الحوار لم يبدأ بعد


[JUSTIFY] داخل مكونات الجبهة الثورية هنالك تباين في بعض القضايا.. هل تتفق معي؟

– تجد التباين في الرؤى والمدارس الفكرية حتى في التنظيمات العقدية التي يعتقد فيها أحادية النظرة والتكوين، فما بالك بتحالف جمع أشتاتاً من التنظيمات والأحزاب بما لديها من خلفيات وإرث!

* ما المطلوب من مشاركة الجبهة الثورية بالضرورة لحركة ذات أجندة مغايرة؟

– المطلوب في تحالفات كهذه ليس الوحدة الفكرية المطلقة، ولكن وجود برنامج حد أدنى يُجمع عليه الناس، ويعملون معاً من أجل تنفيذه.

* قطاع الشمال يحاور الحكومة في أديس أبابا، فما الذي يمنع العدل والمساواة من العودة إلى مفاوضات الدوحة؟

ليست هنالك مفاوضات في الدوحة لكي يعود إليها أحد.

* ما الذي ترمون إليها من شمولية الحلول وهنالك مطالب إقليمية ملحة؟

– الحلول الجزئية أثبتت عدم جدواها ولا جدوى من تجريب المجرب. قطاع الشمال في منبر أديس وافق القرار الأممي 2046 قبل أن تولد الجبهة بشكلها الحالي، ولكنه يعمل بتنسيق كامل مع بقية مكونات الجبهة، ولا يخرج عن خطها المرسوم.

* ما هي الخطوة المقبلة المتوقعة؟

– يبدو أن المنابر في طريقها إلى التوحّد، وكذلك الوساطة والمسارات ما لم يقف النظام حجر عثرة في سبيل هذه الخطوة.

* ثمة من يزعم أن الموقف من الإسلام السياسي فيه تباين داخل الجبهة الثورية؟

– العبرة في أن هذا التباين لن يحل دون تماسك الجبهة وصمودها في وجه أعاصير السياسة الهوجاء.

* العدل والمساواة لم تدع إلى العلمانية طوال مسيرتها؟

– حركة العدل والمساواة السودانية لا تدعو ولا تسعى لفرض العلمانية أو غيرها من الأيديولوجيا بحد السيف على الشعب.

*ولكن هنالك تباينا أيديولوجي من واقع المشارب والتوجهات؟

– كما قلت لك حركتنا لا تؤمن بأن مشكلة البلاد تكمن في نقص في المد الأيديولوجي.

* بماذا تؤمنون إذن؟

– على العكس تماماً، تعتقد الحركة أن التنافس السياسي على أساس الأيديولوجيا ترف نخب تناست معاناة الشعب الذي تشغله الضرورات الحياتية التي يجب أن تتنافس القوى السياسية على توفيرها بدلاً من الجدال فيما لا يوفر الغذاء ولا الكساء ولا الدواء ولا المأوى ولا التعليم للمواطن.

* هنالك حديث بأن قطاع الشمال هو الذي يقود كابينة الجبهة الثورية؟

هذا زعم غير دقيق، والكل يساهم قدر طاقته في تسيير دفّة الأمر في الجبهة الثورية التي تتمتع بقيادة جماعية فريدة لا يستفرد فيها أحد من أطرافها بقرار حيوي يمسّ الجميع.

* وجودكم وظهوركم في الدول الأوروبية يثير العديد من الاستفهامات؟

– يهاجر الناس مُكرهين عندما تضيق بهم بلادهم. ونحن نعمل ونتحدث في الهواء الطلق أينما كنا.

* قد يردد البعض بأن هنالك شيء يدور مع الخارج؟

– لسنا مسؤولين عن هواجس المسكونين بنظرية المؤامرة.

* متى سيلتحق د. جبريل إبراهيم بقطار الحوار؟

– عندما يثبت عنده أن هنالك قطارا شارك في صناعته، ويعرف مساره ووجهته والقواعد الضابطة لحركته، ومن هم رفقاء رحلته. حينها فقط تكون الجبهة الثورية شريكة في الحوار.

* حدثنا عن المخاوف التي تنتابكم عندما يتبدى ذلك القطار؟

– أخي العزيز بالنسبة لنا مسألة الاسترداف والالحاق مرفوضة وتمقتها النفس الأبية.

* ما هي فرص الوصول إلى تسوية سياسية شاملة؟

الفرص كثيرة ومتاحة، ولكن النظام فالح في إضاعتها لأنه يعتقد جازماً بأن الحرب هي وحدها التي تمده بأسباب البقاء على سدت الحكم، وتوفر له الحماية.

* متى رأيت الخرطوم آخر مرة؟

– في منتصف يناير 2001.

* الرئيس البشير أجرى تغييرات في كابينة القيادة بمثابة جراحة كبيرة، كيف قرأتها ساعتها؟

– المحزن أن يخلد الناس في مواقع القيادة للدرجة التي يُظنّ معها أن تغييرهم عملية جراحية قاسية. الحركة في كل شيء هي التي تحول دون التكلس والجمود. والسياسة والشأن العام ليسا بمنجاة من قوانين الحركة والسكون، ولا ينبغي أن يكونا.

* هل تقارب بتجربة محددة؟

– انظروا إلى الديموقراطيات كيف يغادر القادة مواقعهم وهم في عزّ عطائهم لإفساح المجال لأجيال وطاقات جديدة.

* ألا يعني لك خروج علي عثمان ونافع وعوض الجاز أشياء بعينها؟

يعني خروجهم من مواقع القيادة في الدولة عندي أن سنن الله ماضية حتى في الذين تناسوها، وأنها لا تدوم لأحد. كما تعني هذه التغييرات عندي أن النظام يتجه باضطراد نحو المزيد من العسكرة.

* شخصية جبريل إبراهيم تتسم بالحذر الشديد، فعلام الحذر؟

لست متأكداً من أن صفة الحذر هي الأنسب لوصف شخصيتي، ولكني أسأل الله أن أكون حذراً من غضبه ومعصيته بالقدر الذي ينجيني من عذابه.

* ما الذي يقلق منامك باستمرار؟

– أنين الأمهات الثكالى وبكاء يتامى الشهداء وضياع الأجيال وضنك العيش الذي يأخذ بتلابيب الشعب المبتلى.. السبيل الأنجع حقن الدماء دون تفريط في قضايا الشعب العادلة.

* كيف تريد أن ترى السودان وأنت صاحب فكر ورؤية وقد تجولت في معظم بلدان العالم؟

– أمنيتي وجهدي أن أرى السودان وقد خرج من دائرة الاقتتال والجوع والجهل والمرض، ولحق بركب الأمم المتقدمة، وقد منّ الله عليه بما يؤهله لأكثر من ذلك إن وجد القيادة الرشيدة الواعية التي تحسن إدارة التنوع، وتجيد تحويل المحن إلى فرص، والكبوات إلى دروس يتقوى بها في مواجهة الإحن.

اليوم التالي
خ.ي[/JUSTIFY]