حوارات ولقاءات

الرجل التنفيذي الأول بحزب الأمة الإصلاح والتجديد : الوحدة مع حزب الأمة هــدف استراتيجـــي لا رجعــة فيـــه..!

السيد مبارك الفاضل، هو أحد القيادات السياسية ذات الفعل السياسي، شق طريقه بحزب الأمة الاصلاح والتجديد« فرز عيشته» من ابن عمه الامام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي ويمضي الرجل في ذات الدرب ويعقد المؤتمر العام الثالث لحزبه ليؤكد أنه قادر على أن يكون قيادة حقيقية لحزب الأمة.. في هذه المساحة جلست «الوطن» الى الاستاذ عبدالجليل الباشا مدير الجهاز التنفيذي بحزب الامة الاصلاح والتجديد وقلبت معه أوراق الحزب ورؤى المستقبل فماذا قال..؟
* أستاذ عبدالجليل هل هناك ضرورة لمؤتمركم العام؟
– الظروف التي تمر بها البلاد خاصة ونحن مقبلون على تحول ديمقراطي يجسد الإرادة الشعبية الحقة، ولذلك مواجهة هذه التحديات تتطلب أن تكون الاحزاب منظمة ومقننة ومتواصلة مع جماهيرها حتى تتمكن من إحداث التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي المطلوب، لكل هذه الاسباب جاء المؤتمر في هذا الظرف حتى يتمكن الحزب من مخاطبة الازمة السودانية بكل كفاءة.
* ألم يكن مؤتمركم رد فعل على مؤتمر عام حزب الأمة القومي؟
– أبداً، نحن دائماً نتعامل كفعل وليس رد فعل، ولذلك هذا المؤتمر جاء بناءً على النظام الاساسي للحزب والذي يقتضي أن يقوم المؤتمر كل أربع سنوات وعليه بدأنا التخطيط لهذا المؤتمر منذ فترة مبكرة لاعلاقة لها بأي مؤتمر آخر، بل نحن من جانبنا نشجع كل الاحزاب لأن تعقد مؤتمراتها العامة مما يؤدي الى فعالية الحركة السياسية ودورها في إحداث التأثير المطلوب وتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم.
* بالنظر لإقتراب فترة الانتخابات الى أين يتجه حزبكم في تحالفاته القادمة؟
– المؤتمر العام سيجيز البرنامج السياسي والانتخابي والذي سوف يحدد معالم النقاط المشتركة بيننا وبين القوي السياسية الاخرى، ولذلك سوف نبدأ ونفكر في تحالف عريض وجاد لاسيما ونحن نعتقد أن مواجهة الازمة السودانية تتطلب إجماع وطني حقيقي يشكل ضربة البداية في اخراج البلد من هذا النفق المظلم الذي ادخلتنا فيه السياسات والممارسات الحكومية.
* هل هناك نية للتحالف مع حزب الأمة القومي؟
– نحن لم نحدد تحالفنا.. ولكن عندما نشرع في هذا الأمر لن نكون ميالين للتحالفات الثنائية بإعتبار أن تحديات الوطن تتطلب وحدة كل القوى السياسية ونسعى لعقد تحالفاتنا في إطار تحالفات عريضة من خلال الاتفاق على رؤية وبرنامج محدد ولذلك ليس لدينا قضاضة أن يضم هذا التحالف أي حزب يلتقي معنا في هذا البرنامج والرؤية لاسيما الآن نحن نعمل في تحالف المعارضة الذي يضم الأمة القومي وآخرين.
* إذا فشلت جهود تحالفكم في جبهة عريضة ماذا أنتم فاعلون؟
– أنا أعتقد أن معظم القوى السياسية متفقة على أن وحدتها في المرحلة القادمة هي المخرج الوحيد للسودان لبر الامان، ولذلك قد تكون هناك احزاب تنظر لهذه المسألة من ناحية تكتيكية.. ولكن معظم الاحزاب التي تعاملنا معها تنظر للأمر باعتباره خط استراتيجي، ولذلك سوف تنتهي مسألة المناورات قريباً وتظهر التحالفات بشكل جلي وواضح، خاصة أن الاحداث في البلاد متسارعة قد تقطع الطريق أمام أية محاولات تكتيكية أو مناورات سياسية.
* يعني أنتم لا تعولون على القاعدة الجماهيرية للأمة؟
– نحن مع وحدة كل أهل السودان وإذا كنا كذلك فمن الأجدى أن نوحد حزب الأمة أولاً، وبذلنا مساعٍ كثيرة في هذا الامر لا أود التعرض لها في هذا اللقاء ولكن المهم أن الوحدة هدف استراتيجي أقرته أجهزتنا وسعينا لها كثيراً.. ولكن لأسباب غير موضوعية لم تكلل هذه الجهود بالنجاح.. ولكن المهم أن هناك رغبة أكيدة لدى القاعدة العريضة لجماهير الأنصار وحزب الأمة في لم ووحدة الصف، وسنظل نسعى لهذا المبدأ متى ما تهيأت الظروف والعوامل التي تجعل من الوحدة أمراً واقعاً.
* هناك من أحبط في حزب الأمة وآخر أدار ظهره للعمل السياسي هل من آلية لتفعيل أمثال هؤلاء لاسيما أن الانقسامات وتعدد أحزاب الأمة ظل محل تساؤل دوماً؟
– صحيح أن الانقسام الذي وقع أثر كثيراً على جماهير حزب الأمة، ولذلك نحن الآن نسعى بكل جهد لتوحيد الحزب وتفعيل الذين عزفوا عن العمل السياسي في إطار حزبنا، وعلى الرغم من أن حزب الأمة القومي عقد مؤتمره العام ونحن عقدنا مؤتمرنا العام أيضاً فبالتأكيد أن هذه المؤتمرات أحرزت واقعاً جديداً يتطلب رؤية جديدة لوحدة حزب الأمة حتى تتمكن من تفعيل جماهير الانصار وحزب الأمة قاعدة وقيادة لمواجهة قضايا السودان في المرحلة المقبلة.
* لكن الملاحظ أن جماهير الانصار وحزب الأمة فقدت الرهان على الحزب أليس كذلك؟
– أنا لا أعتقد أن جماهير الانصار فقدت الرهان على الحزب.. ولكنها تنتظر من حزب الأمة أن يلعب دوره الريادي والتاريخي في الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الشعب، وهذا لن يتحقق إلا بوحدة حزب الأمة ولذا ينبغي على القيادات أن تتجاوز كل المرارات السابقة والقضايا الشخصية لتلبي تطلعات القاعدة العريضة التي تنتظر منها خطوة جريئة وشجاعه في هذا الشأن.. ولكننا لحين أن يتم ذلك لن نقف مكتوفي الايدي حيال الاستفهامات التي تدور في أذهان جماهير الأنصار وحزب الأمة ونسعى بكل جهد لمخاطبتهم وتفعيلهم حتى تكون جزءاً من الحراك السياسي في البلد لأن هذا هو رأس مالنا الذي نعول عليه في تحقيق أهدافنا المنشودة.
* هل لديكم نفوذ جماهيري وفي أية ولاية تشكلون ثقلاً؟
– خير رد على هذا السؤال هذا المؤتمر الذي يشارك فيه 3 آلاف عضو جاءوا من كل ولايات السودان من كردفان ودارفور والنيل الابيض والشمالية ونهر النيل والجزيرة وسنار والدمازين وكسلا والقضارف والبحر الاحمر والولايات الجنوبية، ولذلك فإن حزبنا متواجد في كل السودان ومن قبل عقدنا مؤتمر الشباب والذي شارك فيه حوالي 1500 شاب من كل ولايات السودان، ونحن عندما نتحدث عن الوحدة لا نتحدث عن مواقع الضعف.. ولكن نعتبر هذه الوحدة تزيد حزبنا قوة وفعالية وتأثيراً في الواقع السياسي السوداني بشكل يجعله يلعب دوره التاريخي في مجريات الأحداث بالبلاد.
* البعض يرى أن حزبكم حزب شباب ومثقافتية لا علاقة له بالقاعدة الجماهيرية؟
– هذا حديث غير صحيح لأننا أبناء أنصار ومن مناطق مشهود لها بولائها للحركة الانصارية واستطعنا من خلال المؤتمر العام السابق أن نعكس الوجه الحقيقي لحزبنا الذي يضم الشيوخ والشباب والمرأة والطلاب.. ولكن من ناحية علمية فإن الشباب هم أكثر الفئات تطلعاً للتغيير والتحديث، ومحررون بشكل كبير من قيود العاطفة والقدسية ولذا من الطبيعي أن ينحازوا لحركة الاصلاح والتجديد.
* لماذا دائماً الاتجاه لإختيار مبارك الفاضل رئيساً للحزب؟
– نحن رفعنا شعار الاصلاح من أجل حزب مؤسسي ديمقراطي وشفاف ويقوم على البرامج التي تخاطب القضايا الحقيقية للمواطن وفوق هذا وذاك تكون المعايير لتولي القيادة فيه القائمة على البلاء والعطاء والقدرة والكفاءة دون أية تأثيرات أخرى، ولذلك اختيار السيد مبارك الفاضل يجئ وفقاً لهذه المعايير ومتى ما ظهر شخص تتوفر فيه مواصفات تؤهله لقيادة الحزب لن نتردد في اختياره ولكن في النهاية نحن حزب ديمقراطي نحتكم الى ما يقرره المؤتمر العام.
* هل لحزبكم عضوية بالجنوب وأين تتمركز الأغلبيه؟
– نحن لدينا عضوية كبيرة بالجنوب وعلاقتنا متميزة مع الحركة الشعبية وحضرت المؤتمر العام قاعدة عريضة من هناك ومكاتبنا بالجنوب تقدم تقارير عن العضوية ونشاط الحزب وتأثيره، وفي مؤتمرنا العام العضوية من الجنوب كانت 150 ممثل وبحر الغزال تمثل ثقلاً للحزب وكان منها 50 ممثلاً في المؤتمر العام.
* أين يتمركز ثقل الحزب في الولايات الشمالية وما حجم تمثيلها في مؤتمركم العام؟
– النيل الأبيض وكردفان الكبرى ودارفور الكبرى والجزيرة هي مراكز ثقلنا.

* كلمة أخيرة.
– من خلال مؤتمرنا نسعى بصورة جادة لتحقيق إجماع وطني لكل أهل السودان ويكون ذلك من خلال برنامج تتفق عليه القوى السياسية وآلية متفق عليها لتنفيذ هذا البرنامج بحيث يخاطب هذا البرنامج الأزمة السودانية في إطارها الكامل والشامل تحقيقاً للاستقرار والتنمية والسلام المتسدام للبلاد.

حوار: عبدالوهاب موسى – صحيفة الوطن