بدرالدين حسن علي: بين فيلم welcome back ونادي السينما welcome back
الدعوة ذكرتني بطيب الذكر نادي السينما بالجالية السودانية في تورنتووالذي أسسه الراحل المقيم كمال شيبون بعد عرض فيلم “الخرطوم ” ، و بلا إدعاء أجوف طنان كان كمال مثقفا جدا ومتواضعا جدا ، كان لا يتعالى على أحد ، أستطيع أن أقول وبالفم المليان كمال اسمه الحقيقي ” كمال البسيط ” ، تناقشت معه كثيرا حول قضايا المسرح والسينما ، وكان متحمسا للأثنين معا ، قال لي ذات مرة أنه يريد أن يحول دار الجالية إلى قاعة مسرحية وصالة سينمائية ، قطعنا شوطا لا بأس به في مجال المسرح ، بدأنا ذلك بمحاضرات مختصرة عن فن المسرح : سودانيا وعربيا وإفريقيا وعالميا .
بدأ المشروع في مستهل القرن 21 عندما كان مقر الجالية في شارع بلور ، كانت المحاضرة الأولى عن المسرح والسينما السودانية بدعوة رقيقة تلقيتها من صديقي عادل الوسيلة باسم اتحاد الشباب
السوداني ، وكنت يومها مقيما في العاصمة اوتاوا ، واغتنمها مناسبة لأعتذر بكل شجاعة للأخ العزيز صلاح النعيم والشاب الوجيه أمير زاهر وبقية الحضور لعدم إكمال الجزء الثاني من المحاضرة للرد على
الأسئلة ، وهو فعل شائن وقبيح أرتكبه لأول مرة ، أغوتني دعوه كريمة من علوية البكري وكمال لزيارة دارهم العامرة ، وكنت أدخلها للمرة الأولى في حياتي ولم يسعفني خالي عبدالله عبيد ، بل شاركني في ارتكاب الجريمة ، وربما عوضني عن الغواية ذلك الحوار الطويل مع كمال حول المسرح والسينما .
إنتقلنا بعدها إلى تورنتو1999 وانخرطت منذ الأيام الأولى للعمل في صحيفة ” أخبار العرب الكندية ” كمتطوع مع الصديق صلاح علام وما زلت إلى يومنا هذا محررا لصفحة ” بانوراما ثقافية ” وأخرجت مسرحية ” روميو وجوليت ” بمشاركة كل من محمد هاشم وجمال سعد وتشجيع لن أنساه من آمال ميرغني رئيسة الجالية حينها .
وتتويجا لكل ما ذكرته عن المسرح والسينما تم في حياة كمال تأسيس نادي السينما بدار الجالية في مقرها السابق بشارع دانفورث ، وكان التأسيس بدعوة ذكية جدا وشجاعة جدا من كمال شيبون كرئيس للجالية السودانية ، وكان داعما اساسيا لجميع العروض السينمائية التي قدمها النادي مثل :” ماسة الدماء” تقديم عدنان زاهر ، ” عطر ” تقديم الفاتح المبارك ، ” قائمة سلة المهملات ” تقديم محمد أبوسنينة ، ثم “خطاب الملك” تقديم كاتب هذه السطورواهتمام نبيل من د. ياسر محجوب .
وسعدت كثيرا وأنا أشاهد الفقرة المختصرة لمسرحية ” الساحر الإفريقي ” التي قدمها أطفال تورنتو ومن إخراج محمد الراشد إبان زيارة عفيف إسماعيل لتورنتو ، فالسينما والمسرح توأمان جميلان
رائعان ، فهل يعود نادي السينما بعد عرض فيلم Welcome Back أرجو ذلك وشد حيلك يا مازن !!!!!
بقلم : بدرالدين حسن علي
[/JUSTIFY]