رأي ومقالات

عبدالباقي الظافر: كان الرجل سعيداً وهو يحمل حذاء مولانا الميرغني الذي هم بالدخول إلى أحد بيوت الله

قبل سنوات دخل المريدون على مولانا الميرغني حفاة إلا أحدهم.. اختفيت بهذا السياسي الشجاع وسردت الحادثة في زاوية شارع الصحافة المجاورة لهذا العمود.. إلا أن ذاك الصديق ظل يطاردنا لمعالجة المعلومة الصحيحة وتغبيشها. منطق ذاك الرجل أن الواقعة ربما تكون مدخلا للوقيعة بينه ومولانا المرشد..

المفاجأة بعد نحو عام من تلك الواقعة ظهر رجل آخر يبتسم في صورة تناقلتها الأسافير.. كان الرجل سعيداً وهو يحمل حذاء مولانا الميرغني الذي هم بالدخول إلى أحد بيوت الله لأداء الصلاة المكتوبة.

أمس نقلت عدد من الصحف تصريحات للأستاذ حاتم السر القيادي البارز في الحزب الاتحادي.. السر كان يتبرأ من تسريبات عن ترشيحه لخلافة مولانا الميرغني في الحزب الاتحادي الكبير.. قال السر بالحرف “نحن كاتحاديين نحمد الله أن زعيمنا مولانا محمد عثمان الميرغني حفظه الله في أوج عطائه وقمة اتقاده ويقوم بمهامه الحزبية والوطنية على أكمل وجه، ونحن نعمل وفقا لتوجيهاته وخطه العام الذي رسمه”.

توقفت في عبارة (حفظه الله) المتداولة في القصور الملكية.. غير أنني استغرب من زعم السر أن مولانا الميرغني يقوم بمهامه الحزبية والوطنية على أكمل وجه.. مولانا الميرغني منذ شهور امتدت لأكثر من عام يقيم في لندن بينما نجله مساعد الرئيس اختار قاهرة المعز مقراً لإقامته.. إذن كيف يدار حزبا كبيرا بهذه الكيفية التي تعتمد على نظام التحكم من بعد.. لهذا رأى الأستاذ حاتم السر أن مجرد الحديث عن احتمالية ترؤسه لحزب الوسط هي الذم بما يشبه المدح.. كان من اللائق أن يعتذر حاتم السر عن المنصب بحجة أن هنالك في الصفوف الخلفية من يسد الفرقة بصورة افضل.. ولكن حاتم الذي عايش مولانا أربعين عاما يدرك كيف تكتب النهايات في الحزب الاتحادي.

بصراحة شديدة أن امثال حاتم السر هم من افسد حياتنا السياسية.. رجال لا يقوون على قول كلمة لا في وجه زعيم الحزب.. الغريب أن الكبار يبادلون غرامهم بالتعالي.. حينما هم مولانا الميرغني في انتخابات ٢٠١٠ بأن يجعل تقديم حزبه مرشحا لرئاسة الجمهورية مجرد صفقة.. اختار مولانا شخصا يمكن أن يكون مجرد طعم.. بالفعل انتهى حاتم السر إلى مرشح منسحب لصالح رئيس الجمهورية.. وحينما جاء موعد توزيع الغنائم لاحقا قدم مولانا فلذة كبده جعفر ليمسي زعيما جوالا بين العواصم العالمية.

في تقديري أن أزمة تعظيم الذات الرئاسية تجاوزت أطر الأحزاب التقليدية.. الآن في المؤتمر الوطني الطموح السياسي يمكن أن يخرجك من صفوف العضوية الملتزمة وذلك باللوائح.. في حزب الأمة تطلق يد الإمام ليختار من يشاء في منصب نائب الرئيس.. يفاجىء نواب الإمام بعد قراءة صحف الصباح بأن كريمته مريم المنصورة، باتت تنوب عن والدها في كل المهام.. في إحدى ولايات كردفان كان الوالي يفصل كل وزير يضمر مؤازرة غيره في الانتخابات.

بصراحة أن الوقت لخروج حملة قومية شعبية يكون عنوانها لا للتمديد.. كل سياسي تجاوز الخمسة وستين أو جلس على مقعد الزعامة لأكثر من دورتين، عليه أن يذهب إلى المعاش الإجباري.. العالم يمضي إلى الأمام وشهوة السُلطة تكبل زعماءنا وتجعلهم مخلدين في المناصب.

عبدالباقي الظافر- صحيفة التيار

‫3 تعليقات

  1. [B]الوالد يقيم ببلد المستعمر والثاني ذيل المستعمر وضحت الفكرة والتاريخ والحاضر شاهد[/B]

  2. [SIZE=5][B]في تقديري أن أزمة تعظيم الذات الرئاسية تجاوزت أطر الأحزاب التقليدية[/B]
    بهذه العبارة القاتلة فقد رسمت للسودان مستقبلا أسود من السجم وأغلقت باب العشم في تغيير يقودنا لبر الأمان .[/SIZE]

  3. ما قاعد الومهم اصلو السيدين بالوم الدراويش والحيران المساكين التابعنهم!!! ديل سبب الكفاوي والبلاوي في البلد.. الجهله! واحد مزارع اولاده جيعانين عندو شوال سيدي بتاع القمح اهم من اولاده وواحد يجي من اقصي البطانه شايل خرفانه لسيدي وواحد يدردق لمن لباسه وعفشه يظهر عشان سيدي.. عالم ترفع الضغط ..