د. التهامي: في مؤتمر الإعلاميين.. الرأي الموضوعي سيفرض نفسه
حشد ضخم من الإعلاميين بدول المهجر يلتقون اليوم بقاعة الصداقة بالخرطوم في المؤتمر الثاني للإعلاميين بالخارج، والمؤتمر الذي أعد له مجلس الوزراء وجهاز السودانيين العاملين بالخارج الى جانب عدد من الوزارات صاحبته كثير من التساؤلات حول أجندته وأهدافه وأسباب انعقاده.
«الرأي العام» وضعت عدداً من المحاور والأسئلة على طاولة د. كرار التهامي الأمين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج لإلقاء الضوء حول الملتقى خاصة في ما يتعلق بالمشاركة والأهداف التي عقد من أجلها الى جانب القضايا التي يناقشها وآليات وضمانات التنفيذ.
—
? يدور كثير من الهمس حول الملتقى، ما هي الفكرة العامة من انعقاده..؟
= يأتي الملتقى في إطار سلسلة مؤتمرات قطاعية للعاملين في الخارج وذلك تمهيداً لعقد المؤتمر العام للمغتربين عبر استصحاب أفكار وتوصيات قطاعات العاملين بالخارج لدعم المؤتمر العام الذي نرتب لانعقاده العام القادم.
? ولماذا اختيار قطاع الإعلاميين الآن تحديداً..؟
= كانت هناك خيارات منها ملتقى للحقوقيين، وبالنسبة للإعلاميين فهذا هو المؤتمر الثاني وذلك لأن الإعلام غطاء لكل الأنشطة والمجالات في الخارج والداخل لذلك كان لابد من ترتيب الرؤية الإعلامية لتكون هادياً لكل النشاطات.
? ولكن مع ذلك هناك تخوفات معلنة من قبل البعض حول المشاركة وتسييسها لخدمة أجندة محددة..؟
= هذا المؤتمر الثاني كما ذكرت وهو إطار لا يمكن أن يتخلله الشك فهو لا يطرح قضية محددة ولكنه يتناول قضايا استراتيجية قائمة على دور الإعلاميين في المدى البعيد للحفاظ على صورة الوطن وتحسينها ونقل المعلومات بشكل أفضل وموضوعية بعيداً عن تأثير الماكينة الإعلامية السالبة إضافة الى لعب دور إيجابي حول قضايا البلد وتعزيز الرأي الآخر وحماية التعددية الفكرية والإعلامية.
? المؤتمر العام الذي ذكرت أنه سيكون في العام القادم، هل تسبقه ذات المؤتمرات مع القطاعات كافة..؟
= هناك حوار حول القانونيين والأطباء وستستمر المؤتمرات حتى يعقد المؤتمر العام وتنقل فيه التوصيات والنتائج كافة.
? طبيعة الأجندة التي سيتناولها المؤتمر بشكل عام..؟
= سيكون لقاء للتعريف بما يجري في البلاد وأيضاً دراسة قضايا الهجرة وإشكالياتها والعودة الى الوطن.
? نعود لمؤتمر الإعلاميين.. هناك إشكاليات يعاني منها العاملون بالخارج بعضها يتعلق بالداخل فهل تم ترتيب الخوض في ذلك..؟
= إذا طرحت إشكاليات خاصة بهذه الفئة بشكل موضوعي سنعمل على معالجتها في إطار موضوعي أيضاً وسنعمل أيضاً على مناقشة مستقبل هؤلاء واستقرارهم وقضاياهم كافة.
? ولكن يقولون إن الود دائماً مفقود بين المغتربين والجهاز.. هل هذا صحيح؟
= في حقب زمنية كثيرة كانت الدولة في حاجة للعملات الصعبة وكان المغتربون يسهمون بدعمها من خلال الرسوم والضرائب مما ولَّد نوعاً من الهواجس والرفض للجهاز باعتباره جهازاً للجباية. لكن نحن لسنا مسؤولين عن جباية بل نرعى المغتربين بشكل عام خاصة في الجوانب الاجتماعية ونسعى لإدماج المهاجرين.
? الى أي مدى تمت معالجة قضايا المغتربين، ولماذا الاهتمام بهذه الشريحة الآن..؟
= الهجرة بشكل عام ظاهرة إنسانية وهي حراك مستمر في كل بلاد العالم والسودان ولديها سلبيات خاصة في استمرار الأسرة السودانية في الخارج الى جانب إيجابياتها خاصة في الناحية الاقتصادية، لذلك جاء الاهتمام بالهجرة والعاملين بالخارج للاستفادة من هؤلاء لمصلحة البلد الى جانب حل مشاكلهم في القضايا الاجتماعية وثقافة المهاجرين أصبحت الآن حواراً عالمياً في كل العالم من خلال المنابر المختصة كمنظمة الهجرة العالمية.
? السيد الأمين، هناك تخوف آخر من عدم تنفيذ التوصيات عادة في مثل هذه المؤتمرات..؟
= نقر بحقيقة الفاقد في تنفيذ التوصيات في كثير من المؤتمرات ونحن لنتفادى هذا الجانب أنشأنا إدارة في الجهاز للمتابعة والتنسيق بغرض مواصلة العمل اليومي في سبيل وتحقيق التوصيات مع الأجهزة المختلفة والقطاعات المهنية والتنظيمات المهنية.
? بالنظر الى خصوصية فئة الإعلاميين، الى أي مدى تم توفير ضمانات لهؤلاء في إبداء آرائهم وضمان سلامتهم خاصة أن بعضهم يعارض الحكومة..؟
= ما ينشر في الصحافة يمثل سقفاً واسعاً جداً للرأي الآخر وأعتقد أن الرأي الموضوعي سيفرض نفسه أياً كان اتجاهه وهذه حكمة ديمقراطية والمؤتمر سيكون منبراً حراً مهما اشتط فيه الناس في الحديث، سيتم فيه تفعيل للحوار والخلاف بشكل قوي وفي ظل تعددية فكرية وإعلامية وسياسية.
? كلمة أخيرة..؟
= السودان سيستفيد من أبنائه في الخارج بشكل مطلق في مختلف تخصصاتهم وهناك نماذج ومؤتمرات سابقة عاد كثير منهم طوعاً الى السودان بأفكار ورؤى وقدموا إسهامات كبيرة وبغض النظر عن التعددية السياسية أعتقد أن الإعلاميين سيكونون إضافة أخرى في هذا الطريق.
صحيفة الراي العام